الازدهار والأفول للرأسمالية في القرن الـ 20

الازدهار والأفول للرأسمالية في القرن الـ 20

يأتي هذا الكتاب بمحاولة رائدة في تحديد الأحداث الاقتصادية والسياسية المهمة التي شكلت الاقتصاد العالمي في القرن الماضي. وهذا ليس بالأمر السهل، حيث يتوجب على الكاتب الابتعاد عن العوامل الأخرى التي تتدخل في تشكيل النظام الاقتصادي العالمي مع مراعاة إبراز الأحداث التي كان لها أكبر الأثر في تكوين هذا النظام.
عام 1900 وصلت معدلات التجارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، وصارت النظم الاقتصادية منفتحة على بعضها أكثر من ذي قبل. في ذلك الحين (ومثلما يحدث الآن) ظن الكثير من الناس أن العولمة صارت حتمية اقتصادية تاريخية ولا مفر منها، إلا أن كل هذه التوقعات انهارت تماما في غضون أشهر قليلة عام 1914.
من هذا المنطلق يؤكد الكتاب أن العولمة اختيار في المقام الأول وليست حقيقة حتمية، فهي ناتجة عن مجموعة من القرارات والسياسات التي تصنع هذه القرارات وتشكلها.
للبرهنة على هذا الرأي يستعرض الكتاب العصر الذهبي للعولمة في السنوات الأولى من القرن العشرين، والتي انهارت بنشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914. ثم بدأت تظهر إرهاصات العولمة مرة أخرى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وتطورت نحو الاندماج العالمي بنهاية القرن العشرين، حيث تفككت أساسات النظام الاقتصادي العالمي الذي كان موجودا قبل الحرب العالمية الأولى، ثم عاد للظهور نظام اقتصادي عالمي جديد في السبعينيات من القرن العشرين، لكنه لم يزدهر إلا في فترة التسعينيات.
يستعرض الكتاب تاريخ العولمة منذ نهايات القرن التاسع عشر، ويؤكد أن "الاقتصاد العالمي والثقافة العالمي يشكلان شبكة متكاملة لا تكون فيها للحدود القومية علاقة بالتبادل التجاري والاستثمار والتمويل والأنشطة الاقتصادية الأخرى".
يرى العديد من خبراء الاقتصاد أن التكامل الاقتصادي العالمي الذي تقدمه العولمة يزيد من الفرص الاقتصادية ويقدم العديد من الأرباح والمنافع للمجتمع، إلا أن الرأسمالية العالمية لا تضع في حسبانها المشكلات والموضوعات التي تسيء الأسواق العالمية التعامل معها، مثل البطالة، الفقر، ورفاهية الأطفال وكبار السن، ما يدفع المجتمعات إلى الصراع والحروب الطبقية.
من الأحداث التي يتناول الكتاب تأثيرها في المسارات الاقتصادية العالمية: موضوع الكساد الكبير الذي بدأ في الولايات المتحدة عام 1929 مسببا تناقص الطلب على السلع ومن ثم إلى تخفيض الإنتاج وبالتالي أدى إلى معدلات عالية من البطالة.
يعمل مؤلف الكتاب جيفري فريدين أستاذا للسلام العالمي في جامعة هارفارد متخصصا في سياسات النقدية العالمية والعلاقات المالية.

Title: Global Capitalism: Its Fall and Rise in the Twentieth Century
Author: Jeffry A. Frieden
Publisher: W. W. Norton
ISBN-10: 039332981X
April 2007
Pages: 576

الأكثر قراءة