ماذا عن بدائل أعلاف الماشية؟
تمثل التغذية الرئيسية بالنسبة لحيوانات المزرعة في أي نظام مكثف للإنتاج الحيواني 55 ـ 60 في المائة من تكلفة الإنتاج الإجمالية. لذا فإنه من الضروري توفير نظام تغذية مناسب وإعداد العليقة بطريقة مثلى تشجع على الاستهلاك دون تبذير وتسمح بكفاءة عالية للاستفادة من العناصر الغذائية. ويتكون الغذاء من ستة عناصر أساسية هي: الماء، البروتين، الكربوهيدرات، الدهون، العناصر المعدنية، والفيتامينات. ونقص تلك العناصر أو اختلال توازنها يسبب اعتلالات صحية متعددة للماشية. وكان المفهوم السائد للأعلاف هي الأعلاف الخضراء فقط إلا أن هذا المفهوم خلال العقود الزمنية الأربعة الماضية تغير لدى بعض مربي الماشية وتوجهوا لتقديم الشعير كعليقة فقط للماشية، وبعد ذلك حدث تغير إيجابي لدى البعض الآخر في نوعية العليقة بإعتمادها على عليقة مثلى للماشية تحتوي على المكونات الرئيسية المطلوبة لعملية التغذية المتكاملة للحيوان، تساهم في تقليل التكاليف الإنتاجية، والمحافظة على صحة الحيوان ووقايته من الأمراض وجاء ذلك تمشيا مع التغيرات التي حدثت في مجال إنتاج الثروة الحيوانية وتحولها من صناعة لتوفير احتياجات الأسرة من اللحوم والألبان والبيض إلى مجال استثماري واسع. وتعتبر الأعلاف أهم العوامل الرئيسية المحددة لنمو الإنتاج الحيواني، وتطورت صناعة هذا العامل الإنتاجي الحيوي شأنها شأن الصناعات المرتبطة بالقطاع الزراعي، وبدأت المحاولات الأولى لتصنيع الأعلاف في المملكة عام 1964م في المنطقة الشرقية، ثم توالت مصانع الأعلاف في الانتشار حتى بلغت المصانع المرخص لها عام 2005م 47 مصنعا بطاقة تخطيطية تقدر بنحو خمسة ملايين طن بينما المشروعات المنتجة 40 مشروعا تمثل 85 في المائة من إجمالي الأعداد المرخصة طاقتها الفعلية 2.5 مليون طن تمثل فقط 50 في المائة، ومن الملاحظ أن هناك توجها للتعريف ببدائل الأعلاف للماشية، وبالعليقة المثلى، تمثل ذلك في الجهود التي تقودها وزارة الزراعة ومنها تسيير عيادات بيطرية متنقلة لزيارة مربي الماشية في مقر وجودهم، وإقامة الحملات الإرشادية لتوعية مربي الماشية، وإقامة الندوات الإرشادية في فروع الوزارة في مناطق المملكة، وإصدار الوزارة للعديد من النشرات التعريفية والأدلة للتعريف ببدائل أعلاف الماشية وكان آخرها نشرة" أعلاف الماشية .. أهمية تكامل وتوازن الأعلاف للماشية" واشتملت هذه النشرة على أهمية تعدد مكونات الأعلاف لحيوانات التربية والتسمين، ونظم التغذية التقليدية والمكثفة، وكذلك مواد العلف التي تم تقسيمها إلى: علائق متكاملة (متوازنة)، وعلائق مركزة(خضراء، جافة). والاستثمار في تصنيع الأعلاف وفي ظل المقومات التي تساعد على تشجيع هذه الصناعة وتزامنا مع قرب إقرار استراتيجية تعد فرصا استثمارية حقيقية للاستثمار في هذا المجال وخاصة للشركات الزراعية المساهمة لتنويع نشاطها التصنيعي ولتساهم في زيادة المعروض من هذا العنصر الإنتاجي وتقديم العليقة المثلى التي تؤدي إلى تقليل التكاليف الإنتاجية، والمحافظة على صحة الحيوان ووقايته من الأمراض، وبالتالي زيادة إنتاجية الوحدة مما سيساهم بدوره في خفض تكاليف الإنتاج للوحدة المنتجة من مخرجات مشروعات الإنتاج الحيواني وخلق وضع تنافسي أفضل بينها.