إهمال إزالة الماء الأبيض يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تتعدى المريض إلى غيره
شدد الدكتور عبد الرحمن المعمر استشاري أمراض طب وجراحة العيون في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي على ضرورة إزالة مرض الماء الأبيض في العيون قبل مرحلة نضوجه، حيث إن إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لا تؤذي المريض وحده بل قد تتعداه إلى غيره.
وأوضح المعمر أن الماء الأبيض عبارة عن عتامة في العدسة الداخلية للعين ينتج عنها اختلال أو نقص في حدة النظر، وهو ليس (ماء) بالمعنى المعروف إنما هو تغيير في لون العدسة من الشفاف إلى الأبيض نتيجة خلل في نوعية ونسبة البروتينات إلى الماء في العين.
وذكر المعمر أن أعراض مرض الماء الأبيض تتمثل في ضعف الرؤية بدون ألم والتحسس من الضوء وازدواج الرؤية، إضافة إلى ضعف النظر ليلا وعدم وضوح الألوان.
وعن مسببات هذا المرض بين المعمر أن أسبابه تعود لكبر السن ثم عوامل طارئة كبعض الأمراض مثل داء السكري، إضافة إلى تناول بعض الأدوية كالكورتيزون. وكذلك التهابات العين الداخلية (العنبية)، والحوادث المباشرة للعين، وأسباب خلقية تظهر منذ الولادة.
سلوكيات خاطئة
وفي تعليقه على وجود سلوكيات خاطئة يرتكبها المريض قد تزيد من حدة هذا المرض قال استشاري أمراض العيون إنه لم تثبت حتى الآن أي حقائق علمية حول وجود مثل هذه السلوكيات، لكن هناك بعض النظريات التي تحتاج إلى أبحاث علمية لتأكيدها مثل: التعرض الشديد لأشعة الشمس –ولذلك ينصح أطباء العيون بارتداء النظارات الشمسية في المناطق المشمسة- إضافة إلى نوعية الأغذية كالإقلال من تناول الفيتامينات، ولذلك ينصح بالتنويع في تناول الفيتامينات وخصوصا لدى كبار السن.
وحول عواقب إهمال معالجة الماء الأبيض حذر المعمر من أن إهماله قد لا يكون فيه خطر على المريض نفسه فقط، إنما قد يتعداه لمن يحيطون به، وضرب على ذلك مثلا بقائدي السيارات المصابين بالماء الأبيض، فهؤلاء تنخفض لديهم الرؤية مما قد يؤدي إلى حصول حوادث مرورية تؤذي الجميع، وأكد أن كثيرا من الدول تفرض على أطباء العيون إبلاغ إدارة المرور عن كل سائق يراجعهم ويثبت لديه أنه غير قادر على القيادة السليمة بسبب ضعف بصره، وعند التبليغ يتم سحب رخصة هذا الشخص إلى أن يتعافى.
أما عن عواقب إهمال المرض على المريض نفسه فتتمثل أحيانا – كما ذكر المعمر- في تطور المرض إلى وجود المياه الزرقاء "الجلوكوما" وعندها يتوجب إجراء عملية جراحية لإزالة الماء.
عملية صغيرة
وأبان المعمر أن علاج الماء الأبيض يكون بإجراء عملية جراحية لإزالته، وهي الطريقة المثلى لذلك، ويجب عدم تأجيل إجرائها حتى لا تزيد مضاعفاته، وأوضح أن العملية تتم عن طريق عمل فتحة جراحية في العين بعد تعريضها لتخدير موضعي وبجرح صغير لا يتجاوز ثلاثة ملمترات، وسيشعر المريض بعدها بتحسن كبير في الرؤية.
وعن اشتراط سن معينة لإجراء العملية ذكر المعمر أنه في السابق كان الأطباء ينصحون بالتريث في إجراء العملية إلى أن تصل نسبة الماء الأبيض إلى أعلى مستوياتها، حيث يكون إجراء العملية في ذلك الوقت أيسر من التبكير بها، أما في الوقت الحاضر وبعد ظهور جراحات الموجات فوق الصوتية "الفيكو" فلم يعد هناك داع للانتظار، بل انعكس الأمر فكلما بكر المريض في إجرائها كان إجراؤها أيسر وأفضل.