ضجر
سلطان الغنامي لذة الشعر ومتعته، تقرأ له وكأنك تعيش تجربة إنسانية فريدة بكل تفاصيلها الدقيقة، يختار مفرداته من كل مكان وزمان، قصر لأحد إقطاعيي أوروبا الشرقية قبل الثورة البلشفية، سهل أخضر في شمال ألمانيا، أحد "طعوس" الربع الخالي، رأس نخلة ربما، كل هذه أماكن لا تفكر في أن تزورها إلا عندما تقرأ مفردات سلطان!
عبد الله اسمع يا نقيّ السيرة
ببوح لك وانت الرفيق الغالي
البارحة والناس همّ وحيره
مابين حلم وعلم رحت بحالي
العالم بذهني وابي تحريره
"رثّ الملامح" كالأديم البالي
تحت "النخل" باطراف ذيك الديره
مريتهم مثل الغريب الجالي
عود ومعه طفل وفتاة صغيره
لاشبهروا يمّي تقوم تلالي
باعوني "اهداب الضجر" ما غيره
ورهنت بـ"اعينهم" غبار ظلالي
تركت "ضيعتهم" بجال بحيره
للقر والفاقة وقلّ الوالي
ما ادري وش اللي "علّني" تدويره
مستقبلي ولا الزمان الخالي
"ضايع" بحالٍ ما عرف تفسيره
اجرّ من جوف "الحشا " موّالي
واخط بالما في "الثرى" دوّيره
وادفن بداخلها "رفات" آمالي
لو كان في بعض المفارق خيره
مادار دولاب القلق في بالي
الله يا الصحبة وذيك الجيره
لو ماعرفت "الناس" كان اشوالي