عظمة على عظمة

عظمة على عظمة

جاد في العمل، حاد الذكاء، غزير العطاء، يصطاد التفاصيل الحياتية بمهارة، ويحشوها في حقائب ساخرة يجتاز بها جمرك الرقيب إلينا، يفكر ويكتب فيمثل، يؤلف ويلحن فيغني، يؤدي أغانيه مونولجات لا تقل روعة عن صوته، تحدث بجميع اللهجات العربية في أعماله فأتقنها، أتقنها مجسدة في كهل وشاب وبخيل وكريم وغني وفقير ومسؤول ومواطن، لمس جرحنا بمشاكلنا فأبكانا، و "زغزغنا" بحلوله فضحكنا، بح خلال ربع قرن صارخا بنا أن تمسكوا بحريتكم وطالبوا بحقوقكم، عرفناه فوق المسرح في: (غربة، ضيعة تشرين، طرطوف، التنين، شيخ، المنافقين، الخاطبة)، وأحببناه على الشاشة (بشوفوا الناس، مرايا و حكايا، رحلة المشتاق، عودة القدس، الحب والشتاء، بصمات على جدار الزمن) كبرنا معه وشاب معنا، ولم تشب أدواته، ولم تستقم قصبة صيده بعد، وسنابله مازالت محنية، كيف لا وهي المثقلة دائما بما "يتخم" الذائقة التي أدمى ثغرها الجوع.

الأكثر قراءة