السبت, 24 مايو 2025 | 26 ذو القَعْدةِ 1446


الجرائم المعلوماتية: التحديات والحلول

اكتسبت المعلومات في عصرنا الحاضر أبعاداً جديدة وأهمية خاصة نتيجة للعولمة، وتطور وسائل الاتصال وارتفاع حدة التنافس بين الدول؛ فالدول أصبحت تعد المعلومات ثروة يجب المحافظة عليها وصيانتها، لذلك استخدمت الحاسبات والتقنيات الحديثة لمعالجتها وطورت لها النظم والبرامج لإدارتها والتصرف فيها وصممت لها قواعد البيانات لتخزينها، ومدت لها الشبكات لنقلها وتوزيعها، ووضعت لها الإجراءات والقوانين لحمايتها من سوء الاستخدام والسرقات. هذه الأهمية وهذه المكانة التي تحتلها المعلومات اليوم جعلت التهافت للحصول عليها، بشتى الطرق، وجعلتها عرضة للسرقة والسطو والقرصنة، خاصة بعد دخول الإنترنت إلى قطاع تقنية المعلومات.
منذ نشأتها في أواخر الستينيات من القرن الماضي، تطورت شبكة الإنترنت بشكل سريع، إلى درجة أنها أصبحت تمثل الوسيلة الرئيسة للاتصالات. فمن ناحية، ساعدت الإنترنت على ربط بنوك المعلومات على مستوى العالم بعضها ببعض، وسهلت نقل المعلومة وتبادلها بأيسر السبل وأقل التكاليف. ولكنها من ناحية أخرى، عرضت الأمن المعلوماتي للخطر، ووضعت مشكلات استراتيجية أمام المؤسسات والأفراد الذين يرتبط نشاطهم بهذه الشبكة العالمية. لقد ساعدت الإنترنت الكثير من المستخدمين على معرفة البرامج التي تمكن من اختراق الأنظمة الحاسوبية؛ وهو ما سهل من مهمة قراصنة المعلومات وجعل عمليات مكافحة التجسس والمحافظة على سرية المعلومات وحمايتها من الانتهاك أكثر صعوبة.
تكمن خطورة مشكلات أمن المعلومات في نواحٍ، منها تقليل أداء الأنظمة الحاسوبية أو تخريبها بالكامل، وتعطيل الخدمات الحيوية للأفراد والمنظمات، وإمكانية اطلاع الآخرين على المعلومات السرية الخاصة.
لهذه الأسباب وغيرها، في هذه الدراسة سلط الضوء على مختلف التهديدات والأخطار التي تتعرض لها النظم المعلوماتية. ولتغطية مختلف الجوانب في هذا الموضوع، قسمت الدراسة إلى سبعة محاور.
خصص المحور الأول للحديث عن الأخطار عموماً، والمواطن التي يمكن أن تطولها في نظام المعلومات. أما في المحور الثاني فقد عرفنا الجرائم المعلوماتية وصنفناها ووضحنا أبعادها. الهجمات على النظم المعلوماتية تعد العنصر الأخطر في جرائم المعلومات، لهذا اخترنا أن يكون هذا الموضوع عنوان المحور الثالث. هذا المحور تناولنا فيه كذلك تعريف فئات قراصنة المعلومات ووصفنا الأساليب التي يتوخونها لاختراق النظم المعلوماتية.
في المحور الرابع، قمنا بتصنيف الهجمات وفق أهدافها، ثم تحدثنا بشكل مفصل عن كل نوع منها ووضحنا كيفية الحد من خطورتها. الهجمات يمكن أن تنفذ بواسطة الفيروسات المعلوماتية، هذه الفيروسات عديدة ومتنوعة وتختلف من حيث طرق انتشارها وتأثيرها؛ لذلك عرفناها وحددنا أنواعها في المحور الخامس وتحدثنا في الفصل السادس عن أنواع أخرى من التهديدات. أما المحور السابع والأخير فخصصناه لوصف أساليب الحماية التي يجب تثبيتها للتصدي للأخطار التي تهدد النظم المعلوماتية عموماً.

الأكثر قراءة