الكوسة.. ثمرة تطرد الجفاف وتحارب الكوليسترول
عرفت نبتة الكوسة منذ زمن بعيد، ويقال إن موطنها الأصلي هو المكسيك، ولأهل المكسيك عادة غريبة في أكلها، فإذا كان معظم سكان العالم يستهلكون الكوسة البيضوية الشكل، فإن سكان المكسيك يفضلون تناول أزهارها مقلية أو مطبوخة، ويستفاد من الكوسة في طبخ أطباق شتى، وفي الطب القديم قيل عنها إنها غذاء بارد، مولد للبلغم، نافع في الحميات، مليّن، ومدر للبول، ينحدر إلى المعدة بسرعة.
وعن محتويات ثمرة الكوسة ومكوناتها تقول أمينة السعيد –إخصائية تغذية- إن الكوسة تحتوي على كمية كبيرة من الماء، تصل نسبتها إلى 95 في المائة، ما يجعل منها غذاء مفيداً لإرواء العطش وطرد الجفاف. وتضيف السعيد أنه توجد في الكوسة طائفة واسعة من المعادن، على رأسها معدن البوتاسيوم، ثم تأتي المعادن الأخرى من حيث الأهمية وهي: الفوسفور والكلس والمغنيزيوم والزنك والمنغنيز والنحاس واليود والكبريت.
أما من ناحية الفيتامينات فهي كلها تقريباً متوافرة في الكوسة ولكن بكميات متواضعة، بدءاً بالفيتامين ث ومروراً بالفيتامين أ وفيتامينات المجموعة ب وانتهاء بالفيتامين و (E).
وتحتوي الكوسة –كما تقول السعيد- على كمية متوسطة من الألياف ، وهذه الألياف تكون قليلة في الكوسة الصغير الحجم والطري، ولكنها تزداد كلما كبر حجمها. أيضاً فإن نوعية الألياف تتباين بين الكوسة الصغير والكبير، فهي في الأول يغلب فيها النوع الذواب من الألياف (كالبكتين)، ولكن مع كبر حجم الكوسة يطغى النوع غير الذواب من الألياف (مثل السيللوز والهيميسيللوز).
وتضيف إخصائية التغذية إن الكوسة تحتوي على كميات قليلة من السكريات والدهنيات والبروتينات، ما يضعها في مصاف الخضار الفقيرة بالسعرات الحرارية (كالباذنجان والبندورة)، من هنا ينصح كثيراً بالكوسة لتكون ضمن برامج الوجبات الغذائية المعدّة للتخسيس.
وتعد الكوسة من الأغذية النافعة في مواجهة الكوليسترول السيئ إذ تقول السعيد إن الكوسة تتميز باحتوائها على مادة فينولية تنتمي إلى عائلة مركبات الفلافونيدات المضادة للأكسدة، وهذا يعني أن الكوسة نافعة في منع أكسدة الكوليسترول السيئ الذي يعتبر من أهم العوامل التي تمهد للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. ويوجد في الكوسة مركبان آخران مهمان هما لوتيئين وزيكزانتين اللذان ينتميان إلى عائلة أخرى من مضادات الأكسدة هي الكاروتينيدات، التي لها دور مهم في حماية الجسم من الفعل المدمر للشوارد الكيميائية الحرة التي تعيث فساداً في مختلف أنحاء الجسم إذا ترك لها العنان.
وتقول السعيد إنه عادة يوصى بالكوسة للمصابين بالوهن العقلي والنفسي وللذين يعانون شحا في البول، أو من التهابات في المجاري البولية. وكذلك لمن يعانون عسر الهضم، والبواسير، والتهاب الأمعاء، والإمساك، والدوسنتاريا، والأرق، وأمراض القلب. وللتخلص من الإمساك ينصح بشرب عصير الكوسة على الريق وتوصف كمادات الكوسة موضعياً لعلاج الحروق والتهابات الجلد والخراجات.
ولبذور الكوسة دور مستقل, إذ إنها تحتوي على مركبات لها تأثيرها في طرد الديدان المعوية، وفي التخفيف من حدة عوارض ضخامة البروستاتة الحميدة عند الشيوخ، وفي مداواة التقيؤ عند الحوامل والمصابين بدوار البحر.
وتوضح السعيد أن الكوسة الكبير هو أكثر غنى بالمواد الغذائية من الكوسة الصغير. وتوصي بعدم المبالغة في وضع الملح مع الكوسة عند طبخها لأنها غنية بالماء ما يجعل الملح يمتص كميات كبيرة منه، وبالتالي يقلل من فائدتها.