كُتاب الصحف والمجلات يغزون المنتديات الإلكترونية والسبب مجهول!
شهدت السنوات العشر الأخيرة انتشار وانطلاق الكثير من المنتديات على شبكة الإنترنت، وأضحى الحديث في وقتنا الحالي عن المواقع والمنتديات وما ينشر بها وما يكتب فيها أمرا مستساغا في مجالسنا، حيث اتخذها بعض روادها وزائريها متنفسا لهم لنشر إبداعاتهم بشتى أنواعها من شعر ونثر وتصوير وغيرها، وروادها هم من الذين تذرعوا بعدم ترحيب الصحف والمجلات بنتاجهم واحتواء مواهبهم التي تكتظ بها صدورهم وعقولهم، حتى أصبحت هذه المنتديات مطارا أقلع منه الكثير من الكتاب والشعراء إلى عالم الشهرة والنشر والانتشار في بعض المطبوعات التي اصطادتهم واستكتبتهم بعدما أثبت نتاجهم جدواه وصلاحيته للتعميم، وتحريرا لمحل النزاع وجب علينا التوضيح أننا لن نتحدث هنا عن أعضاء المنتديات الذين لم يجدوا مساحات لهم في المطبوعات، بل ولن نتطرق إلى كتاب المطبوعات الذين اتخذوا لأنفسهم مواقع شخصية لهم على الشبكة لجمع نتاجهم الأدبي من جهة وليسهل لمتابعيهم التواصل معهم والاطلاع على الجديد أولا بأول، وإنما سنلقي الضوء على الكتاب الذين خصصت لهم مساحات في الصحف، وأجريت لهم المقابلات في المجلات، وأفردت لهم صفحات كثيرة وكبيرة لينشروا بها ما تجود به عقولهم وتفيض به أقلامهم.. لنجدهم بعد كل هذا يزاحمون مرتادي هذه المنتديات في متنفسهم، وينافسونهم في مشاركاتهم، فلماذا يكتبون في المنتدى اليوم وقد كتبوا في الصحف البارحة؟ ولماذا ينشرون قصائدهم على الإنترنت بينما جميع المجلات ترحب بأبياتهم وتتسابق لنشر أشعارهم؟ أتراه فائضا في النتاج الأدبي يكفي لهذا وذاك؟ أو أنها لا تعدو شهوة بشرية لمضاعفة الجماهيرية من خلال جمع جمهور المطبوعة وجمهور "النت" في آن؟ وحديثنا لن يكون إلا مجرد حدس وتوقع إذا كان مجردا من رأي هؤلاء المعنيين، فكان لزاما علينا أن نستوقف بعض كتابنا وشعرائنا الذين يمارسون هذا التأرجح بين الورق والنت لنعرف سر هذا التواجد المكثف الذي يفرحنا من جهة ويثير تساؤلاتنا من جهة أخرى:
بداية يقول سامي الجار الله وهو شاعر وكاتب في مجلة حياة الناس ومشرف الملف الفني في مجلة "روتانا" وعضو نشيط جدا في أكثر من منتدى:
"المنتديات هي نافذتي نحو الناس، شهدت ولادة اسمي ونشأته و ما زالت، ولا أرى أنني بهذه الشهرة التي تجعلني "أزاحم"، ولست بهذا الحضور المكثف الذي يستنكر علي حضوري في أكثر من مكان، لكن على كل حال تبقى المنتديات طريقة تواصل سريعة وحميمة ولا تحتاج إلى مراحل حتى يصل ما تريد قوله أو كتابته من رأي أو نتاجٍ شخصي"، وهنا يتضح الهدف حيث إن ردة الفعل السريعة تعد مطلب الكثير من الكتاب لتقييم نتاجهم وكتاباتهم، وقياس مدى نجاح الفكرة المطروحة.
أما الشاعر والكاتب فهيد العديم فيقول:
"على كل حال نكتب في الإنترنت لأنه "أرحب" ولأن"ضعوفه" ما عندهم أقلام حمراء, ولا مقصات, وتقرأ ردة فعلهم، إن أخطأت بنظرهم "شتموك" وإن أحسنت شكروك, هكذا ببساطة ,بس صدقني "الضعوف" هم الهاربون سراً للإنترنت لممارسة نزقهم, قبل أن يعودوا ثانية لصحفهم ليصفوا أصحاب الذائقة الرديئة بـ"كتّّاب نت ضعوف"! بعدين النت ترى ما فيه زحمة و يستوعب الجميع, تعال وشوف"
إذا قد نصل من خلال تلك النماذج أن ثمة نسبة من هذه الفئة تبحث عن مساحة حرية، ووضوح في التعامل من خلال المباشرة.
ولكن ماذا عن فكرة تسريب الرؤى والقناعات وحصد المتابعين؟