انقطاع الدورة الشهرية أو تباعد نزولها من أعراض تكيس المبيض

انقطاع الدورة الشهرية أو تباعد نزولها من أعراض تكيس المبيض

يعد تكيس المبيض من الأمراض التي تصيب الجهاز التناسلي للمرأة وهو من الأسباب الرئيسة للعقم، وحتى إذا كانت المرأة لا تفكر في الحمل أو غير متزوجة فإن إصابتها بتكيس المبيض، تسبب لها مشكلات من الناحية المظهرية مثل زيادة نمو الشعر غير المرغوب فيه، وانتشار الحبوب في الوجه والصدر والسمنة.
ولتسليط الضوء على تكيس المبيض والمقصود به, وما أعراضه, وأسبابه, وهل هنالك علاج لهذا المرض، أجرينا الحوار التالي مع الدكتور أحمد الصالح استشاري النساء والولادة والعقم والمساعدة على الإنجاب في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي، وهنا تفاصيل الحوار:

ما المقصود بتكيس المبيض؟ وما مدى انتشاره؟
تكيس المبيض هو عبارة عن عدة أكياس صغيرة الحجم داخل المبيض كما يكون هنالك عدة أعراض متلازمة معا إلى جانب وجود ارتفاع في الهرمون الذكوري في الجسم، ولذلك هو ليس بمرض واحد ولكن مجموعة أعراض متلازمة معا لتبسيط التسمية سنشير هنا إليه بمرض تكيس المبايض.
وعن مدى انتشاره هناك نحو من 5 إلى 10 في المائة من النساء مصابات بهذا المرض وهو سبب رئيس لعدم حدوث الحمل.
ما أهم أعراض هذا المرض؟
قد تحدث بعض من الأعراض التالية مثل انقطاع الدورة الشهرية لفترات طويلة، أو نزول متباعد للدورة الشهرية, وارتفاع نسبة الهرمون الذكوري في الدم، مما يؤدي إلى ظهور الشعر في الذقن والخدين وعلى البطن والفخذين بصورة كثيفة, وعدم القدرة على الإنجاب وذلك نتيجة لعدم حدوث التبويض, وظهور أكياس صغيرة داخل المبيض وكبر حجم المبيض.
ويلاحظ ذلك من خلال فحص الأشعة الصوتية المهبلي, وزيادة الوزن, وعدم فاعلية مستقبلات هرمون الأنسولين، ويترتب على ذلك زيادة إفراز هرمون الأنسولين في الجسم رغم أن مستوى السكر في الدم في المعدل الطبيعي, واضطراب في مستوى الدهنيات في الجسم, وارتفاع في ضغط الدم, وفي بعض الحالات يحدث صلع في الرأس, وظهور حب الشباب وتصبح البشرة دهنية.

ما أسباب تكيس المبيض؟
لا يوجد هنالك سبب رئيس معروف, ولكن يوجد هنالك دراسات تؤكد أن هناك سببا وراثيا له, حيث وجد أن أكثر من أنثى في عائلة واحدة تكون لديها هذه الأعراض، ودراسات أيضا بينت أن فاعلية مستقبلات هرمون الأنسولين في الجسم لها علاقة في الموضوع.

هل هناك علاج جذري له ؟
لا, لم يتوصل العلم إلى علاج جذري ولكن معالجة الأعراض كل على حدة يقلل من ظهور هذه الأعراض.

كيف إذا يتم التشخيص؟
يعتمد تشخيص الـ PCO على الفحص الإكلينيكي للمريضة، وكذلك إجراء فحص الأشعة الصوتية المهبلي للمبايض، إلى جانب بعض الفحوص المخبرية في الدم ( الهرمون الذكوري ), ومع وجود الأعراض التي سبق ذكرها يتم تشخيص الـ PCO 100 في المائة.

كيف يتم التشخيص بطريقة الأشعة الصوتية؟
يتم إجراء الأشعة الصوتية المهبلي, ويظهر المبيض على شكل ( حلقة أكياس صغيرة مثل حبات اللؤلؤ ) داخل المبيض, ونعني هنا بحبات اللؤلؤ هي الأكياس الصغيرة في المبيض حيث يوجد ما بين 10 إلى 12 كيسا وحجمها أقل من عشرة ملي مترات في كل مبيض, كما يكون هناك تضخم في حجم المبيض حيث يزداد حجمه بين مرة ونصف إلى ثلاث مرات حجم المبيض الطبيعي, كما يلاحظ زيادة تركيز نسيج المبيض في وسط المبيض من حول الأكياس الصغيرة.

ما الفحوص التي يجب متابعتها باستمرار؟
هناك عدة فحوص يجب متابعتها حتى لو لم تكن هناك رغبة في الإنجاب ومنها مستوى السكر في الدم, مستوى هرمون الأنسولين في الدم, مستوى الدهنيات, ويتم الفحص مرة واحدة كل عام, كذلك نسبة هرمون الغدة الدرقية وقياس ضغط الدم.

هل كل السيدات اللواتي يعانين تكيسا في المبايض يعانين تأخرا في الإنجاب؟
إذا كانت درجة تكيس المبايض أدت إلى عدم حدوث الإباضة فبالتالي سيكون هناك تأثير في القدرة على الإنجاب, ولكن في بعض الحالات يكون هناك علامات على وجود تكيس في المبايض ولكن دون تأخر في الإنجاب.

هل استعمال الكلوميد مفيد في حالات تكيس المبيض؟
نعم, ويعد هذا العلاج الأول والأمثل حيث يمكن استعمال الكلوميد في هذه الحالات ولكن نحو 40 في المائة منهن يحدث لديهن الحمل إذا حدثت الإباضة ويستعمل لمدة من ثلاث إلى أربع دورات شهرية متتالية.

ما فائدة علاج الكورتيزون إضافة إلى علاجات محدثات الإباضة ؟
إن الكورتيزون يساعد على تخفيض مستوى الهرمونات الذكرية التي تكون مرتفعة في هذه الحالات، وهذا يساعد في إحداث الإباضة ولكن استعماله يجب أن يكون بحذر وباستشارة الطبيب المعالج, حيث إن له تأثيرا في الجهاز المناعي.

هل يمكن استعمال أدوية مرض السكري مع أدوية تنشيط المبيض؟
نعم, وهو METFORMIN يمكن ذلك وأصبحت هذه الطريقة شائعة بين الأطباء, وفي بعض الحالات يمكن استعمال أدوية مرض السكري METFORMIN من ثلاثة إلى ستة أشهر مع استعمال منشطات المبايض, وذلك لزيادة نسبة الإباضة والحمل.

ما العلاج الجراحي لتكيس المبايض أو ما يعرف بثقب المبيض أو استئصال جزء من المبيض ؟
بالنسبة لاستئصال جزء من المبيض فهي طريقة جراحية قديمة ولا تستعمل الآن.
أما الطريقة الحديثة وهي الأكثر شيوعا الآن وهي إجراء عملية تثقيب للمبيض عن طريق المنظار البطني ونسبة نجاح العملية تصل من 50 إلى 70 في المائة، ولكن في بعض الحالات تصل نسبة النجاح إلى أقل من 25 في المائة وهذا يختلف من مريض إلى آخر حسب استجابته.

هل نسبة الاجهاضات تزيد في حالات تكيس المبايض؟
لوحظ أن هناك تزايدا في نسبة الإجهاضات في حالات تكيس المبايض تصل إلى 45 في المائة، ولكن السبب غير معروف ويقال إن ذلك بسبب ارتفاع هرمون LH في هذه الحالات أو هرمونات أخرى.
وهناك بعض الدراسات تفيد أن ارتفاع مستوى هرمون الأنسولين يؤثر في غرس الأجنة وأيضا على مرحلة تطور الجنين.

هل حالات تكيس المبايض لديهن قابلية لحدوث مرض سكري الحمل؟ وهل هناك فرصة للشفاء تماما من تكيس المبايض بمجرد حدوث الحمل ؟
نعم، هناك فرصة حدوث سكر الحمل في هذه الحالات, وبالنسبة للشفاء التام فلن يكون هناك شفاء تام من تكيس المبايض في حالة حدوث الحمل.

الأكثر قراءة