دراسة: بخلاف الاعتقاد السائد.. نسبة استقالات النساء من وظائفهن تقارب الرجالية

دراسة: بخلاف الاعتقاد السائد.. نسبة استقالات النساء من وظائفهن تقارب الرجالية

يعتقد كثيرون أن المرأة تميل إلى الاستقالة من عملها أو التغيب عنه بسبب الالتزامات الأسرية أكثر من الرجل بحكم طبيعتها ودورها داخل الأسرة, إلا أن دراسة كندية أظهرت خطأ هذا الاعتقاد، بعد أن كشفت عن أن عدد النساء اللاتي تركن عملهن اخذ بالتناقص منذ تسعينيات القرن الماضي حتى وصل في السنوات القليلة الماضية إلى نسبة تقارب إلى حد كبير نسبة عدد الرجال الذين يستقيلون من أعمالهم.
ووفقاً لموقع" CTV.ca" الذي نشر الدراسة، فإن معدل التباين في عدد النساء اللاتي يستقلن من عملهن أو يتغيبن عنه مقارنة بعدد الرجال قل بشكل كبير منذ عام 1994.
وقالت الدراسة" فعلى سبيل المثال خلال عام 1984 بلغ عدد الرجال الذين استقالوا من أعمالهم 5.5 في المائة مقارنة بنحو 7في المائة من النساء, بينما في 1994 تقاربت نسبة عدد الاستقالات بين الرجال والنساء إلى حد كبير حيث بلغ عدد الاستقالات بين الرجال نحو 5.5 في المائة مقارنة بنحو 5.6 في المائة للنساء, وبعد ذلك بنحو ثماني سنوات أي في عام 2002 استقال نحو 7.6 في المائة من الرجال مقابل 7.7 في المائة من النساء".
وإذا أخذنا المرحلة العمرية في الاعتبار عند إجراء المقارنات فإن عدد الرجال بين سن (25-34) الذين استقالوا من أعمالهم فاق عدد النساء المستقيلات من المرحلة العمرية نفسها, حيث أظهرت النتائج أنه في عام 1984 ترك نحو 6.4 في المائة من الرجال أعمالهم مقارنة بنحو 6.4 في المائة من النساء, وفي عام 2002 استقال نحو 9.4 في المائة من الرجال مقابل 8.9 في المائة من النساء, ويقل التباين بين الرجال والنساء في عدد الاستقالات في الفئة العمرية بين (35-44)عاما، حيث بلغت نسبة الرجال عام 1984 نحو 3.9 في المائة مقارنة بـ 4.8 وفي عام 1994 تساوت نسبة عدد الاستقالات بين الرجال والنساء حيث بلغت 3.9 في المائة, أما في عام 2002 كانت نسبة عدد الرجال المستقيلين 5.8 في المائة مقابل 5.6 في المائة من النساء.
كما وجدت الدراسة أن 4.2 في المائة من النساء الكنديات حصلن على إجازة لأسباب كالولادة أو لرعاية المولود في عام 2002, وأظهرت الدراسة كذلك أنه في المتوسط يحصل الرجل على يومين كإجازة مرضية مدفوعة مقابل أربعة أيام للمرأة خلال العام.
وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع عدد أيام الإجازة المرضية المدفوعة التي تحصل عليها النساء مقارنة بالرجال يعود إلى عوامل مثل السن والراتب, مبينة عدم وجود تباين بين الجنسين في عدد الإجازات الأخرى بخلاف الإجازة المرضية المدفوعة.
وتم خلال الدراسة فحص بيانات الموظفين المستقيلين من عام 1983وحتى 2003, كما تمت دراسة نسبة التباين في عدد الأيام الغياب عن العمل بين الجنسين من بيانات الموظفين بين عامي 1999و2001.
يأتي هذا بعد أن أظهرت دراسة كندية سابقة أن النساء في المناصب الإدارية العليا أقل ميلاً من الرجال للاستقالة أو الانتقال إلى عمل آخر, حسب ما جاء في موقع Journal of Applied Psychology
حيث جاء في الدراسة التي أجراها كل من الدكتور Karen S. Lyness من كلية Baruch والدكتور Michael K. Judiesch من كلية Manhattan حول تأثير الترقيات ونوع الجنس على ميل الشخص للاستقالة من العمل , وقام الباحثان خلالها بفحص بيانات أكثر من 26 ألف مدير ومديرة يعملون في شركات تمويل متعددة الجنسيات لها فروع منتشرة في أنحاء الولايات المتحدة, أن 17 في المائة من الرجال في المناصب العليا استقالوا من عملهم طوعياً مقارنة بنحو 16.5 في المائة من النساء, وهذا الفرق البسيط بين الجنسين في عدد الاستقالات يخالف الدراسات السابقة التي أظهرت أن النساء في المناصب القيادية أكثر ميلا للاستقالة لأسباب تتعلق بالأسرة.
كما أبانت الدراسة أن النساء اللاتي حصلن على ترقيات أخيرا أقل ميلا للاستقالة من نظرائهم الرجال.
وحسب رأي الباحثين فإن الترقيات تولد لدى المدير أو المديرة شعورا بأنه سيحصل على ترقيات أخرى قادمة وفي حال لم يحصل عليها في المدة المتوقعة تزيد احتمالية استقالته من العمل.

الأكثر قراءة