صديقي عدنان الدخيل

صديقي عدنان الدخيل

زماااااااااااااااان.. كان الصوت أنقى وأكثر صفاءً عند وصوله آذان المستمعين، على عكس ما يحدث الآن، فالأصوات تصل إلى المستمعين مخنوقة، والشعر تحوَّل إلى شههههههههر!
ما يميز القديم من الآلات الكهربائية أمثالي أننا صُنعنا بجودة لم يكررها المصنعون للأجيال الجديدة، ربما توفيرا للمصروفات، أو جعل الجودة مقياسا للبيع، فالذي يريد مايكرفونا "سَكَة" يشتريه بسعر بخس، أما الذي يبحث عن الجودة فعليه أن يدفع، ولذلك تجدون أصوات بعض المذيعين في الإذاعات حتى لو كانت جَشَة وغير مقبولة، فإنها تصبح نااااااااااعمة وكأنهم يتكلمون وهم نائمون على فراش من ريش نعام!
من هؤلاء الجميلين المذيع "اللي مضى له دور" عدنان الدخيل، هذا الصوت الجميل الرخيم لم يكن كذلك دون "مايكرفون"، يعني لا رخيم ولا جميل، إلا يخرّع! لكن سبحان الله متى ما نقل صوته عبر المايكرفون يصل إلى المستمعين رخيما ناعما وكأنه مدهون بزبدة الحرير قبل أن يخرج من حلقه، وانظر معي عزيزي القارئ أوالمستمع متى ما شارك هذه النعومة في الصوت مفردات كـ"مساؤكم حُب"، "ليلكم حُب"... بتخفيف الحاء إلى أن تقترب من أن تكون هاءً في أحايين كثيرة! وقد لا يخفى على كثيرين أن صديقي "عدنان" شاعر قبل أن يكون مذيعا، وقد اكتسب الرومانسية قبل أن يكون مذيعا، وغير صحيح ما يتهمه به بعض الجماهير غير الواعية، عندما يقولون عنه إنه يتصنع الرومانسية، لا, هذا غير صحيح، فالولد رومانسي من يوم يومه، ويقال إنه عندما كان مراهقا في مسقط رأسه "عنيزة" كان يقول الشعر في "النخل" من فرط رومانسيته!
أنا مُعتزل المهنة منذ فترة، إلا أن زملائي ينقلون لي أخبارها بين الفينة والأخرى، ومن هذه الأخبار أن صديقي "عدنان" يؤسس لقناة فضائية مع زميله أحمد الحامد، طبعا إن صدق الخبر فذلك بداية النهاية لـ"صديقي"، إذ إنه ورغم امتلاكه مقومات المذيع الناجح صوتيا، لا يملك المقومات الأخرى، ومنها جمال الوجه ولون السحنة المميز ورومانسية النظرة، وهذه الأخيرة لا يمكن تعويضها برومانسية الصوت، فالمشاهد يُضطر أحيانا إلى خفض صوت التلفزيون هذه الأيام كثيرا، إذ إن أغلب المشاهدين حسبما نُقل لي يحبون المشاهدة في التلفزيون لا الاستماع، وهو ما فهمته بعض القنوات الفضائية، فأصبحت تهتم بالأجسام "الهزازة" أكثر من المتكلمة!
لذلك أرى أن الخطوة ستكون أفضل لصديقي "أبو العد" عندما يبقى على حاله كمذيع صوت فقط، ملتمسا الرقة والرومانسية من أصدقائي المايكرفونات، حتى يبقى الحال كما هو عليه ولا يخسر معجبيه ومعجباته!

الأكثر قراءة