تشارلي شابلن

تشارلي شابلن

* ولد شارلي سبنسر شابلن في بريطانيا عام 1889 وعمل في فرقة مسرحية منذ صغره، أعجب به ماك سينت (الممثل والمخرج الكوميدي الأشهر في ذاك الوقت) عندما كان شابلن مع فرقته المسرحية في جولة في الولايات المتحدة, وعمل معه لمدة عامين ومن خلال أفلامه اخترع شخصية "شارلو" المتشرد لأول مرة.
* بدأ شابلن بإخراج أفلامه منذ أن كان يعمل في شركة ماك سينت ولكنه انتقل إلى شركة "إساناي" 1915 ليمتلك السيطرة الكاملة على أفلامه في الإنتاج والإخراج, وبدأ في إخراج الأفلام التي كرست شهرته في جميع أنحاء العالم مثل فيلم "الملاكم" وفيلم "المتشرد"، حيث قدم شخصية المتشرد التي أصبحت مرافقه الدائم في كل أفلامه التالية، وأيضاً فيلم "ليلة في الاستعراض".
* انتقل شابلن بعدها إلى شركة "موتشيوال" مقابل 670 ألف دولار, ثم إلى شركة "فيرست ناشيونال", ثم إلى شركة يونايتد أرتيستس 1923م التي أنشأها بالاشتراك مع ماري بيكفور"معشوقة أمريكا" ودوجلاس فيربانكس.
* كان شابلن يبتعد قدر الإمكان عن الكوميديا التقليدية في ذاك الوقت والتي تعتمد على العلاقات الميكانيكية وحركة الجسم وعلاقتها بالآلة, وكان يميل أكثر إلى النقد الاجتماعي مثل معالجة مشكلة الإدمان والصراع الاجتماعي بين الغني والفقير, ومشكلات المجتمع الصناعي والسياسة.
* في فيلم "المهاجر" يتجرأ شابلن ويجعل "شارلو" يركل ضابط الهجرة على مؤخرته الأمر الذي اعتبر في وقتها إهانة للسلطات, وفي فيلمه "الساعة الواحدة صباحاً" يعالج قضية الإدمان على الكحول بطريقة الكوميديا الميكانيكية، فنرى شابلن يحاول الدخول لشقته في حالة شديدة من السكر لكنه لا يجد المفتاح فيدخل من الشباك وهنا تبدأ المواقف الكوميدية الناشئة عن علاقة شابلن بقوى الطبيعة والحركة الميكانيكية للأشياء, هذا الفيلم لم يعجب شابلن ولم يعد لهذه الطريقة في الكوميديا في أفلامه التالية.
* أحبت الطبقات العاملة واليسارية أفلام شابلن الذي كان يمثل روح الثورة وعدم الخضوع، كما كرهته الطبقات البرجوازية التي كان شابلن يسخر منها بشدة في أفلامه. فيلمه "حياة كلب" 1918م كان أول الأفلام الطويلة لشابلن ومن مبتكرات هذا الفيلم أنها المرة الأولى التي يعطى فيها دور طويل لحيوان.
* شابلن يفاجئ الجميع بفيلمه "كتفا سلاح" وذلك لسخريته من الحرب العالمية الأولى، أما فيلمه "الصبي" فكان تغييراً في أسلوب شابلن نحو الكوميديا العاطفية والميلودراما, وقد حقق نجاحاً كبيراً بسبب خلق التعاطف مع الشخصية المحبوبة شارلو الذي يعتني بطفل متشرد تائه, ومن أفلامه الناجحة جداً التالية فيلم "حمى الذهب" 1925م الذي حفل بابتكارات كوميدية جديدة لشابلن.
* 1929م ظهر الصوت في السينما، ولكن شابلن يكره الاختراع الجديد ويرفضه ويعتبره قتلاً لفن السينما ويقدم فيلمه "السيرك" صامتاً.
* في عام 1931 وبعد أن كان الصوت قد دخل السينما يقدم شابلن أحد أهم وأشهر أفلامه الصامتة وهو فيلم "أضواء المدينة", يعود في هذا الفيلم للمسة الميلودراما والنقد الاجتماعي اللاذع, يبدأ الفيلم بخطبة عصماء للعمدة حول أزهى اللحظات التي تمر بها المدينة ويزاح الستار عن النصب التذكاري للرخاء والرفاهية، فنجد شارلو نائماً تحته بملابسه الشهيرة وحذائه المليء بالثقوب في إشارة واضحة لكذب كل هذه الادعاءات, في هذا الفيلم هناك شخصيتان رئيسيتان، الفتاة العمياء التي يقع في حبها ومليونير غريب الأطوار ينقذه شارلو من الانتحار, ويستمر الفيلم سارداً العلاقة بين شارلو وبين هاتين الشخصيتين المتناقضتين لكن دون أن تلتقيا, راسماً الفارق الشاسع بين الحياتين وموضحاً العلاقة بينهما, استخدم شابلن فيلماً خاماً حجمه 100 ضعف حجم الفيلم النهائي, وتم تصويره في ثلاث سنوات, حتى أن مشهد لقاء شارلو بالفتاة العمياء توقف تصويره ستة أشهر حتى يستطيع شابلن أن يجد طريقة تجعله يوضح أن الفتاة العمياء تظن أن شارلو مليونير من دون استخدام الصوت.
* بعد خمسة أعوام قدم شابلن تحفة جديدة هي "العصور الحديثة" التي ينتقد فيها وبشدة واقع الطبقة العاملة والمجتمع الصناعي من خلال تجسيد شخصية عامل في أحد المصانع على خط الإنتاج, استخدم في هذا الفيلم الصوت ولكنه يظل فيلماً بدون حوار.
* في 1940 قدم شابلن أبرز أعماله السياسية "الديكتاتور العظيم" الذي يجسد فيه شخصية هتلر بطريقة كوميدية، في وقت لم تكن أمريكا قد دخلت الحرب بعد, واعتبر العديدون أن شابلن مجنون ولكن رؤيته أثبتت صدقها أن عقلية النازية والفاشية لا يمكن تركها بدون أن تحاول أن تتحكم في كل العالم. ابتكارات شابلن السينمائية عديدة جداً وتحتاج لوقفة مطولة, لكن باختصار نستطيع القول إنه إضافة للتيمات الكوميدية الشهيرة التي قلدت مراراً وتكراراً بعده.
* قدم شابلن أول لقطة "عمق المجال" في تاريخ السينما في فيلمه "حمى الذهب", وأول "لقطة مشهدية" في تاريخ السينما في فيلمه "الملاكم", وكان له السبق في النقد الاجتماعي والسياسي في وقت لم يكن يجرؤ أحد غيره على فعل ذلك.
* اتهم شابلن باليسارية والشيوعية من قبل لجان مكارثي بسبب أفكاره الاجتماعية والسياسية اللاذعة، وتم طرده من أمريكا عام 1952م ليمضي باقي حياته في بريطانيا بلده الأم، ولكنه عاد ليكرم بحفل الأوسكار عام 1972م.
* توفي شابلن عام 1977 عن 88 عاماً، قدم خلالها أكثر من 80 فيلماً, ويبقى عبقري الكوميديا الأول في العالم الذي أدهش وأعجب الملايين.

الأكثر قراءة