جامعة الملك سعود .. تحالفات مع مراكز وجامعات عالمية وبرامج للتأهيل والتدريب
تعيش جامعة الملك سعود هذه الأيام حراكا في الاتجاهات كافة بحثية وتعليمية مع تركيز على جوانب البحث والتطوير فبعد أن أطلقت برنامج كراسي البحث وجد هذا البرنامج أصداء واسعة، ها هي توقع اتفاقية "نوعية" مع شركة سابك ظهر أمس لبرنامج "منح للابتعاث الداخلي" مما سيجعل من مخرجات الجامعة في تخصصات هذه الشركة العملاقة مخرجات متميزة ومطلوبة في سوق العمل الصناعي في مجال البتروكيماويات. في هذا التقرير استعراض لمقتطفات من فعاليات ونشاطات الجامعة في برنامج "كراسي البحث" وكذلك الملامح العامة للتعاون الوثيق بين الجامعة وشركة سابك، التي مولت أول كرسي على مستوى الشركات في الجامعة.
انطلاقة من رؤية خادم الحرمين وولي عهده
إن ثمة رؤية يحملها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، نحو تحقيق ريادة علمية للمملكة تجعل منها دولة في مصاف الدول الصناعية المنتجة للمعرفة، ورؤيته، حفظه الله، تحمل رسالة عريضة لقطاعات التعليم وعلى وجه الخصوص التعليم العالي بإفساح المجال لبروز المبدعين والمبتكرين، إذ ذكر-حفظه الله- في إحدى كلماته السامية ما نصه:
"إن جميع مراحل التعليم ومؤسساته بأنواعها لها الأولوية في حساب برامجنا الاستثمارية، وليكن حاضراً في أذهاننا أن تلك المسؤولية لا تعني الدولة فقط، بل هي مسؤولية شاملة، كل مواطن مخلص شريك فيها. ولقد آن الأوان لكي يتحول التعليم من أسلوب الحفظ والتلقين إلى وسيلة للإدراك وامتلاك الخبرات لنفسح المجال لبروز المبدعين والمبتكرين؛ فبذلك يمكن لنا أن نكون نحو ديننا ووطننا".
كما أن ولي العهد الأمين صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، حفظه الله، وفي سياق رؤية خادم الحرمين الشريفين يحث الجامعات على تقديم الأفضل من أجل الوطن .. ولا تزال كلمته عن جامعة الملك سعود نبراساً لجامعات المملكة عموماً وجامعة الملك سعود على وجه التخصيص إذ قال، حفظه الله:
"فإن من نعم الله سبحانه وتعالى أن تكون جامعة الملك سعود بعد مرور 50 عاماً على تأسيسها من كبريات الجامعات التى تقدم للوطن مع شقيقاتها جامعات المملكة الخبرات السعودية المؤهلة في شتى المجالات.. فهنيئاًَ لكل من ساهم في مسيرة البناء وتحية لمنسوبي هذه الجامعة العريقة من أعضاء هيئة تدريس وإداريين وطلاب على ما بذلوه من جهد وعمل وعطاء لهذا الوطن العزيز".
برنامج كراسي البحث نقطة تحول في مسار الجامعة البحثي
منذ أن تقلد الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان منصب مدير جامعة الملك سعود وهو يعمل وفق تخطيط استراتيجي لمستقبل هذه الجامعة منطلقاً من تلك الرؤى الثاقبة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، حفظهما الله، إذ كان من أول أعماله ما أقره مجلس جامعة الملك سعود في جلسته المنعقدة في 1/4/1428هـ حول برنامج "كراسي البحث"، الذي يعد خطوة نوعية في مجال البحث والتطوير سترى الجامعة قطافها في مقبل الأيام.
العالم منير نايفة يدشن موقع برنامج "كراسي البحث"
ولأن جامعة الملك سعود في مرحلتها الجديدة ترى أن قوتها البحثية لن تتحقق أهدافها من دون تحالفات عالمية مع مراكز بحث وجامعات مرموقة في الدول الصناعية المتقدمة، لذا بدأت الجامعة في استثمار علاقتها مع علماء بارزين في مجالات العلم الحديثة لبناء هذا التحالف الذي ستعلن الجامعة تفاصيله في الأسابيع القليلة المقبلة، وفي مجال كراسي البحث تشرف مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان بتدشين موقع البرنامج على الإنترنت بمشاركة العالم الفيزيائي الدكتور منير نايفة الذي ينفذ أحد برامج تحالف جامعة الملك سعود مع جامعة إلينوي - شامبين فيما يخص تقنية النانو حيث إن الجامعة استقطبت العالم الدكتور منير نايفة أستاذا غير متفرغ كأحد أعضاء "معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث النانو"، الذي أنشأته جامعة الملك سعود أخيرا ضمن برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز لأبحاث النانو في الجامعة، الذي بدأت انطلاقته بتبرع سخي من لدن خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله.
استجابة واسعة من المجتمع لبرنامج "كراسي البحث"
فاقت استجابة فعاليات المجتمع المختلفة لبرنامج كراسي البحث التوقعات، إذ تلقت الجامعة منذ إعلانها هذا البرنامج وأهدافه رغبات الكثيرين من أفراد المجتمع والشركات والمؤسسات والبنوك، حيث بلغت أعداد الكراسي التي بدئت في إجراءات تمهيد التوقيع معها حتى الآن نحو عشرين (20) كرسي بحث في مختلف مجالات المعرفة.
وفي سياق التوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في الاهتمام بالبحوث العلمية وتطويرها واستجابة لدعوة الجامعة لتمويل كراسي البحث العلمي كان من أول الداعمين لكراسي البحث العلمي على مستوى الأفراد كل من المهندس عبد الله بقشان والدكتور وليد الكيالي.
كرسي المهندس عبد الله بقشان لأبحاث التربة
المهندس عبد الله بقشان وهو أول رجل أعمال يقدم تبرعا بتمويل كرسي بحث في الجامعة، وقد اختار أن يكون في أبحاث هندسة التربة في قسم الهندسة المدنية وقد بُدئ العمل في دعم كرسي البحث الخاص بأبحاث التربة، وأعرب رجل الأعمال الشيخ عبد الله بقشان عن سعادته أن يكون أول الداعمين لكراسي البحث العلمية في جامعة الملك سعود.
كرسي الدكتور وليد بن أمين الكيالي للصناعات الدوائية
رجل الأعمال الدكتور وليد بن أمين الكيالي، الذي يعتبر من أوائل الصيادلة في المملكة ومن أكبر الداعمين لمهنة الصيدلة والتعليم الصيدلي في وطننا الغالي بادر بتمويل كرسي متخصص في الصناعات الدوائية.
كرسي "سابك" للبوليمرات.. أول كرسي بحث على مستوى الشركات
لشركة سابك العملاقة اهتمام خاص بدعم البحث العلمي في جامعات المملكة وخصوصاً جامعة الملك سعود، حيث بادرت بتمويل أول كرسي بحث وذلك في مجال البوليمرات الذي استقطب تحت مظلته أستاذا عالميا متميزا متفرغا يعمل إلى جانب الأساتذة السعوديين المتميزين في هذا المجال وقد اختير موقع الكرسي في مختبر خاص به في كلية الهندسة.
إحدى ثمرات كرسي "سابك".. إنشاء برنامجي ماجستير في هندسة وعلوم البوليمرات.
أقر مجلس جامعة الملك سعود برنامجي ماجستير تحت مظلة كرسي "سابك" للبوليمرات، الأول في هندسة البوليمرات (في كلية الهندسة) والآخر في علوم البوليمرات (في كلية العلوم)، ببرنامجي دراسات عليا ومراكز عالمية للبوليمرات ونظراً لما حققه هذا الكرسي من إنجازات عالمية بارزة خصوصاً في مجال براءات الاختراع في تحويل هذا الكرسي إلى مركز عالمي متخصص في هندسة وعلوم البوليمرات وانبثق عن ذلك إنشاء برنامجي دراسات عليا في هندسة علوم البوليمرات.
مختبر عالمي في البوليمرات بتمويل مشترك بين الجامعة و"سابك"
من أحد النواتج الفعلية التي خرجت من كرسي "سابك" إنشاء مختبر بمواصفات عالمية في تحليل ودراسة البوليمرات، إذ استثمرت الجامعة دعم "سابك" إلى جانب تمويل ذاتي من الجامعة في تجهيز مختبر متكامل بأحدث ما توصلت إليه التقنية في هندسة وعلوم البوليمرات، بإشراف مشترك من الجامعة و"سابك"، ويستفاد من المختبر حاليا في اختبار تركيبات كيماوية مختلفة وإجراء تجارب عليه في حقل البوليمرات وكذلك إعداد نماذج صناعية تصلح لأن تكون منتجات ذات قيمة اقتصادية.
تأهيل وتدريب لمصلحة شركة سابك
أحد أهداف كرسي "سابك" للبوليمرات يتمثل في تأهيل المهندسين حديثي التخرج المنضمين لشركة سابك، كما أن دورات تدريبية يشرف عليها الكرسي تستهدف تدريب مهندسي سابك من هم على رأس العمل.
اتفاقية الابتعاث الداخلي بين جامعة الملك سعود والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)
حيث إن شركة سابك ترغب في تقديم برامج دراسية لبعض طلاب الجامعة المتميزين، وحيث إن الجامعة ترغب وترحب ببرنامج المنح الدراسية المقدم من الشركة، إيماناً منها بأهمية هذا البرنامج في إعداد نخب هندسية متميزة وإلحاقها بسوق العمل السعودية، فقد وقعت الجهتان اتفاقية للابتعاث الداخلي ظهر أمس، اتفاقية على أن تقوم الشركة بالتعاون والتنسيق مع الجامعة بوضع شروط التحاق الطلبة في برنامج المنح الدراسية، ويكون برنامج المنح الدراسية بين الطالب والشركة، وعلى الطالب الذي يستوفي شروط الانضمام للبرنامج أن يبرم مع الشركة عقد تقديم منحة دراسية يتضمن شروط الحصول على المنحة وكيفية سدادها والاستمرار فيها وما يترتب على عدم استيفاء الطالب شروط الاستمرار في برنامج المنح. كما أن المنحة المتفق عليها تدفع مباشرة إلى الطالب، ومن جهتها تقوم الجامعة بالسماح للشركة ومساعدتها على التوعية ببرنامج المنح الدراسية في الجامعة وتسهيل عرضه على الطلبة في المعارض الطلابية والاحتفالات والمؤتمرات المخصصة للطلبة التي تنظمها أو تشارك فيها الجامعة كل سنة، على أن تتحمل الشركة المصروفات اللازمة لذلك، كما تزود الجامعة الشركة بنتائج الطالب وسجل سيره الدراسي (السجل الأكاديمي) عند نهاية كل فصل دراسي وذلك لكل طالب منضم إلى برنامج المنح الدراسية مشتملاً على جميع الساعات التي درسها الطالب والنتائج التي حققها في كل مقرر حتى تتمكن الشركة من معرفة مدى استمراره في برنامج المنح الدراسية وعلى الشركة أن تضمن موافقة الطالب على تزويدها بذلك في العقد الموقع بينها وبينه المشار إليه في ثانياً وتزود الجامعة بنسخة منه. كما تضمنت الاتفاقية بنودا مختلفة تكفل التحقق من جدية الطالب وحرصه على تحقيق مستوى دارسي مناسب.
وسام الملك عبد العزيز وبراءات اختراع ثمرة الشراكة بين جامعة الملك سعود وشركة سابك
تفتخر جامعة الملك سعود بأنها حققت المركز الأول عربياً في تسجيل براءات اختراع في أمريكا والأولى في الحصول على أوسمة الملك عبد العزيز من الدرجتين الممتازة والأولى على المستوى الوطني، والمعجزة الحقيقية أن هذه الإنجازات التي تسجل باسم الوطن نتجت في معظمها عن شراكة فاعلة بين الجامعة وشركة سابك وذلك لتميز الجامعة في مجال البتروكيماويات والهندسة الكيماوية عموماً.
جامعة الملك سعود تحقق المركز الأول في نشر الأبحاث العلمية العالمية على مستوى المملكة
إن تركيز إدارة جامعة الملك سعود في هذه المرحلة من تاريخها على البحث والتطوير ينبثق عنه ذلك التمكن لدى أعضاء هيئة التدريس في مجال البحث العلمي ولأنهم بالفعل قادرون على وصنع الإنجازات البحثية متى ما تهيأت لهم الظروف المساعدة لذلك، ولعل ما تطرقنا له قبل قليل من إنجازات في براءات الاختراع وأوسمة الملك عبد العزيز شاهد ماثل على ذلك، وما يؤكد أيضاً على ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام في الأسبوع المقدم عن تحقيق الجامعة المركز الأول في نشر الأبحاث العالمية على مستوى المملكة، وذلك حسب أكبر دراسة للبحث العلمي في العالم الإسلامي في السنوات العشر السابقة، التي أجرتها منظمة المؤتمر الإسلامي (اللجنة الدائمة حول التعاون العلمي والتكنولوجي) وقد حصل على المرتبة الثانية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وفي المرتبة الثالثة مستشفى الملك فيصل التخصصي وحصل الأستاذ الدكتور محمد مناع القطان أستاذ جراحة التجميل والحروق واليد في كلية الطب والمستشفيات الجامعية على المركز الأول في نشر الأبحاث العلمية على مستوى جامعة الملك سعود (81 بحثا خلال السنوات العشر الماضية) وذلك بتقييم ISI الأمريكية، وقد حصل الدكتور محمد القطان على جائزة البحث العلمي لجراحة التجميل الأمريكية، وجائزة شومان لأفضل باحث عربي (تنظمها الأردن)، وجائزة المراعي لأحسن بحث علمي في الطب (السعودية) وهذه الإنجازات تعتبر استكمالاً للمسيرة العلمية والبحثية للجامعة واختيار البروفيسور محمد قطان من كلية الطب فخر للجامعة التي تعتبر البحث العلمي جزءاً من رسالتها.