أمريكا والعولمة .. بين التشجيع والتجاهل!

من الناحية الاقتصادية تُعرّف العولمة على أنها امتداد نشاط الشركات خارج الحدود والأسواق المحلية إلى أسواق أخرى حول العالم، ومن ثم زيادة ارتباط الأسواق المختلفة. يمتد تأثير العولمة ليتجاوز مجرد زيادة التبادل التجاري والاقتصادي إلى التبادل الثقافي.
كانت العولمة من أكثر الموضوعات إثارة للجدل على الساحة العالمية في السنوات الأخيرة بين المؤيدين والمعارضين لها. يرى مؤيدو العولمة أنها تساعد الدول النامية على اللحاق بالركب الحضاري عن طريق زيادة الميزات التنافسية لهذه الدول في مجالات فرص العمل والتكنولوجيا، بينما يرى معارضوها أنها تضعف من السيادة الوطنية في الدول النامية وتعطي الفرصة للدول الغنية للتدخل في شؤونها الداخلية.
من أهم تبعات العولمة على الولايات المتحدة أن الكثير من الشركات الأمريكية تصدر معظم وظائف التصنيع إلى الخارج، حيث تقل التكلفة وبالتالي تزيد الأرباح. إضافة إلى هذا تلجأ الشركات الأمريكية إلى الاستعانة بالمصادر الخارجية لتوريد البضائع أو الخدمات المطلوبة.
يرى مؤلف الكتاب أنه لا يمكن اعتبار العولمة في حد ذاتها ظاهرة إيجابية ولا سلبية، فالعولمة أمر واقع وهي سمة مميزة للعصر الحديث. ومن ثم فإن الموضوع محل النقاش ويجب ألا تكون معارضة أو تأييد العولمة بقدرما يكون تحديد كيفية استجابتنا لها على أرض الواقع وكيفية تعاملنا معها وإدارتنا لها ولتوابعها.
يتناول الكتاب العلاقة بين الولايات المتحدة والعولمة، التي طالما تناولها المفكرون والمحللون بالشرح والتحليل. فمن ناحية نجد الولايات المتحدة تشجع بقوة التحديث والأسواق المفتوحة، وهما عنصران أساسيان في عملية العولمة، وعلى الجانب الآخر يبدو أن الولايات المتحدة مصرّة بشدة على عدم التقيد بالإطار المؤسسي للسلطة المعولمة، فمن منطلق كونها القوة العظمى الوحيدة في العالم الآن غالبا ما تدافع الولايات المتحدة عن سيادتها القومية وعن مصالحها القومية متجاهلة رأي المجتمع العالمي في الكثير من الأمور، مثل اتفاقية كيوتو للحفاظ على البيئة، وموقفها من المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك ما فعلته من إجراءات تجاه العراق خارج إطار الأمم المتحدة.
يتناول الكتاب مفارقة الوضع الاستثنائي للعلاقة بين الولايات المتحدة والعولمة، وخصوصية هذه العلاقة بداخل عملية العولمة التي تحدث في العالم بصورة أوسع. كما يحلل الكتاب الطرق التي تفاعلت بها الولايات المتحدة ضد العولمة المعاصرة، أو الطرق التي لعبت بها دورا في تشكيلها ونشرها.
تتنوع الأمثلة التي يدرجها الكتاب في إطار شرحه الموضوعي، لتشمل مجالات: التاريخ، العلوم السياسية، الدراسات الثقافية، وعلم الاقتصاد، ويربط هذه المجالات معا ليتناول المداخل المختلفة لمناقشة العلاقة بين الولايات المتحدة والعولمة.

Title: The Paradox of a Global USA
Editors: Bruce Mazlish, Nayan Chanda, Kenneth Weisbrode
Publisher: Stanford University Press
ISBN-10: 0804751552
May 2007
Pages: 240