دلع وعنجهية
الحميدي بن كمي، شاعر قادتنا الصدفة الجميلة إلى العثور على نصه اللذيذ، التقاطاته الوصفية مركبة ومدهشة في آن، ولغته أصيلة ومرتبة رغم ارتباطها الكبير بالأرض والبيئة، ومن الواضح أنه شاعر خطير في الوصف والغزل، إلى الدرجة التي تجعل قارئه يتخيل أنه هو في لحظة من اللحظات!
يا حياتي دام ما رزت على راسي نصايب
حالفٍ ما انساك باذن اللي خلق كل البرية
لو نسيت المملكة واللي بها لي من قرايب
ولو نسيت إني من اللي يحملون التابعية
ولو نسيت البن والمحماس والسبع العجايب
والطرب والهيل والشبة وطعم الشاذلية
ولو نسيت الليل والقمرا ونسمات الهبايب
والرعد والبرق والريضان في نجد العذيه
والله إني ما نسيتك يا بعد كل الحبايب
لو نسيت اسمي وترتيب الحروف الأبجدية
والله إنك عن عيوني لو تتم سنين غايب
وسط قلبي لك حضور ولك سفير وقنصيلة
كيف ابا انسى همستك والعين والشقر الذوايب
والغرور اللي تسامى فيك والروح البرية
كيف ابا انسى عاتقٍ منتوق ونهودٍ رطايب
كيف ابا انسى بسمةٍ فيها حنان وجاذبية
كيف ابا انسى يوم شرطان الذهب تكس الترايب
في شذاها من الشذى والعطر معنى النرجسية
كيف ابا انسى يوم ابا انسى ويش اعد من الغرايب
وانت تعزف من جمال الكون لحن السامرية
وكيف اباصفلك جمالك واللحن والوصف هايب
الأكيد انك جميل إلى حدود المرجعية
وكيف أنا ما اهيم في حبك رضا ولا غصايب
وانت شعره فاصلة بين الدلع والعنجهية
القمر يوم يتوارى نوب باطراف السحايب
يلمحك ويقول هذي غرة الشمس البهية
ثم يعود يطل مره ثانيه والى المصايب
يدرك إن النور هذا مصدره وجه آدمية
أنت ياموقد شعور الشوق في صدري لهايب
يستبيح العذر من طرفك هديل الراعبية
انتبه تطلع بوصلي للقمر والشوق ذايب
لين تفرش لي من الأشواق فرشٍ عسجدية
وانت ياللي في عيونك سهم للعشاق صايب
ليه في وسط الخفوق تشن حربٍ بربرية
لك حشودٍ بالخفوق وفيلق يساند كتايب
استباحت قلب عاشق والفشق والنار حية
لا تعذر بالظروف الغامضة وانت السبايب
انت اظنك لا تزال تعيش عصر الجاهلية
وعن غرامك والغزل في غرتك مانيب تايب
لو يتوب العامري عن عشق ليلى العامرية
باذن ربي لا تغزل فيك لو هالدم رايب
واعتبرني عنصري واعظم رموز العنصرية