يد بنت المساعيد.. ويد الذيب!
مرحبا يا قراء يا أعزاء - مع أني لا أعرف أحدا منكم - , وأنا أتصفح مذكراتي التي قمت بجمعها منذ أن بدأت الشحنات الكهربائية تسري في "الوايرات"، لفتت انتباهي صفحة قرأتها بكاملها ومزقتها غيظاً، لأني كتبتها بعد أن كانت الشاعر"صح الله لسانك يا طويل العمر" نجاح المساعيد تمسكني من خاصرتي وهي "تلعلع" بصوتها وضحكاتها، بينما أنا كنت في قمة سعادتي، وكانت تشدو بإحدى روائعها التي كتبتها في "الددسن"، وفي قول بنت المساعيد "الدستن", إلا أن الغريب في تلك الليلة وتحديداً في تلك القصيدة أن الجمهور لم يصفق لها! "ما مشت" عليهم، إذا أنا مايكروفون ما مشت علي, والغريب في الأمر أن نجاح برغم ثروتها الطائلة تعاني مشكلة في رائحة أسنانها ولثتها.. بالضبط بالضبط زي روناليدينهو!
وفي آخر الصفحة كتبت مذكرة "الندامة"، فبعد يد نجاح وضحكاتها كنت ضحية ليد الشاعر القطري محمد ابن الذيب "صفق بي من يده اليمين إلى يده اليسرى"، وكل ما يزداد "الهياط" يزداد تصفيق الجمهور ويزداد ابن الذيب بحركات يده، وينقلني في كل الاتجاهات – ما بقي إلا يحطني في جيبه اللي فوق ويصفق للجمهور- شعرت بدوار البحر وغثيان شديد خصوصاً أن أحد أبياته "نشب" في سلك الكهرباء، يعني "ما هضمته" عشان كذا ما سمعه الجمهور، يقول البيت بعد فلترته:
صاحبك شاعر مستحيل إن أي شاعر يحرقه
دام الضمير الحي مثل العمر يشرى ما يباع
"وين فيصل الخالد عنه بس"، حيث لم يسمع الجمهور هذا البيت بينما كان الذيب يتأهب لأن يصفق له الجمهور، ولكن لسبب ما "نشب" البيت في أحد الأسلاك ولم يصل إلى الزميلة "السماعات"!
في هذه الأمسية لم يهدأ لي بال ولم تتوقف الشحنات الكهربائية بسبب أن ابن الذيب "متكهرب" أصلاً، بدليل أن عريف الأمسية لم يجد أي إجابة لأي سؤال يوجهه لابن الذيب، فأصبح العريف مكملا لبوكيه الورد الموجود على طاولة الأمسية.
ولكن والحق يقال لم أشم أي حاجة غلط في الموضوع، لا أعلم هل كان ذلك كونه لا يدخن ولا يعسل, بينما هناك شعراء وشاعرات لمجرد زفيرهم الهواء، يسبب ذلك لك حالة تسمى "الصفري"، تشعر حينها أنك ترغب في أن تلتهم قطعة ثلج ومن ثم تمررها على لثتك وأسنانك وتقذفها في وجه الشعراء والشاعرات أصحاب الروائح المزعجة، مع أن تنظيف الأسنان واللثة بـ300 ريال، وهم يأخذون في كل أمسية عشرة آلاف ريال، وأنا باستأذنكم "أفرش أسناني وأجي"!