أقترح تخصيص معلمات لتعليم كبيرات السن والنساء في البيوت
أكد الشيح الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري القاضي في محكمة التمييز في الرياض أن واجب العلماء تجاه الشباب كبير جدًا وهم مطالبون بأن يفتحوا صدورهم لهم ويستقبلوهم بالشكل الذي يدخل السرور إلى أنفسهم، حتى لا يتجهوا إلى آخرين قد يجرونهم إلى الوقوع في الفكر الضال والمنحرف، فالشباب بحاجة إلى من يوجههم ويتقبلون أسئلتهم ويوجهونهم التوجيه الصحيح، فإذا أوصدت الأبواب في وجوههم فإن ذلك قد يدفعهم لارتكاب الخطأ، وسيقع اللوم حتمًا عليهم نحن في كل الأحوال، والعلماء والدعاة مطالبون بمبادلة السيئة بالحسنة لأن ذلك هو ما يجب أن نكون سائرين عليه جميعا ولنا في المربي الأول قدوتنا جميعا سيدنا محمد عليه وآله وصحبه سلم القدوة الحسنة في كل سيرته وتعامله مع الناس وسار على نهجه الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان في تعامله مع الناس قدوة لنا وقد اهتدى كثير ممن تأثروا بأسلوبه وحسن تعامله ودخلوا في دين الإسلام ومنها على سبيل المثال قصة اليهودي الذي كان يحتضر وكان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فذهب عليه الصلاة والسلام لزيارته بهدف دعوته للإسلام فكان أن اهتدى في النهاية إلى الإسلام، فكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وتلطفا وأحرصهم على الناس والرفق بالناس مدعاة لهدايتهم وصلاحهم، ومن السلف هناك الكثير من القصص في التلطف مع الناس ولعل مما يحضرني الآن موقف للإمام أحمد بن حنبل، حيث ذكر أنه كان له جار يهودي يرمي عليه القاذورات، وكان الإمام أحمد يتلقفها في آخر الليل عن أولاده ويذهب بها بعيدًا، فلما مرض الإمام أحمد دعا اليهودي وقال له أنا الآن مريض كما ترى، وعجزت، فانتظر إلى أن يعافني الله ثم عد إلى ما تريد. فقال أنت لو شئت لقلبت علي بغداد رأسًا على عقب تفعل ذلك..؟ إن دينك لدين حق، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، فأسلم على يديه.
وطالب الشيخ الخضيري بضرورة العمل بالقواعد العامة وهو يعني أن كل علم لا يتخصص المتخصص فيه حتى يأخذ القواعد العامة، ومن ذلك علم الشريعة، فعلم الشريعة يأخذ طلاب كليات الشريعة القواعد العامة في علوم الشريعة في اللغة والنحو والصرف والأدب والبلاغة، ويأخذون أيضًا في أصول الفقه وفي مصطلح الحديث، كل هذا يؤخذ، ولا يعيب الداعية أن يكون متخصصًا في جزء منها؛ لكن لا نوسوس ونفرط في قضية التخصص، بحيث أنك تقول للداعية المتخصص في السيرة تعال وتكلم عن الصلاة، بين للناس أهمية الصلاة، فيقول لا أنا متخصص في السيرة، فلا نغرق في ذلك، بل نعطي القواعد الشرعية حقها ونتكلم بقدر ما يفيد، وأعتقد أن المشايخ ولله الحمد على هذه الدرجة من الكفاءة والفهم.
وأبان فضيلته أن ما يتعلق بقنوات السحر كظاهرة خطيرة تحتاج إلى قرار سياسي، فيجب على حكام المسلمين منع هذه القنوات لخطورتها على زوجاتهم وأولادهم وشعوبهم، ولأن الشعوب أمانة في أعناقهم، وهذه القنوات في الحقيقة مبنية على الكذب والتزوير والخداع والغش، وقد يكون للإخراج الفني دور، والإيحاءات النفسية لها دور، وللجن منها نصيب الأسد أيضا؛ لأن الجن يتعاملون بالمخاطبة والمراسلة والدلالات، ولهم سرعة عجيبة، كما أخبر الله سبحانه وتعالى في قصة سليمان عليه السلام، فينبغي أن ندرك أن الله تعالى خلق خلقًا وأعطاهم القدرات، ومن خلق الله الجن ولهم قدرات، فتسليط الجن على الإنس ظلم عظيم، لأنه يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها، ويؤدي إلى القتل وإلى فراق الزوجين وإلى قتل الأولاد وإلى إضاعتهم، وإضاعة المال، وغير ذلك. فهذه القنوات تحتاج إلى قرار سياسي، هذا أولاً، ثانيًا: يجب على المسلمين التحذير منها. ويجب على المجامع الفقهية قد تصدر فتاوى بتحريم من مشاهدتها، وأنا ليس عندي شك في أن مشاهدة قنوات السحر والجلوس إليها حرام؛ لأنها من مجالس اللهو والشيطان، قال تعالى: (وإذا رأيتم الذين كفروا بآياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره)، فلا يجوز مشاهدة هذه القنوات، ولا يجوز السماح لمن تحت يدك أن يشاهدوها.
وأكد فضيلته أن توبة الساحر بعد القبض عليه لا تغني عن قتله، فلابد أن يقتل لحديث جندب بن جنادة أن عمر رضي الله عنه أمر بقتل ثلاث سواحر وقال: "حد الساحر ضربة بالسيف"، لابد أن يقتل.
وعرج فضيلته للحديث عن حلقات تحفيظ القرآن وقال توجد أخطاء، وليسوا بمعصومين؛ لكن هذه الأخطاء يجب أن تغتفر في بحر حسناتهم، فلهم حسنات عظيمة، لهم فضل بعد الله عز وجل على هذه الدول التي هم فيها، لأنه لا يمكن أن تجد في شباب القرآن ضلالاً أو فسادًا وانحرافًا، إلا إذا كانوا قد نشئوا على عقائد منحرفة، وضلالات وفساد كبير.
ولذلك تحتاج حلقات تحفيظ القرآن الكريم إلى ثلاثة أمور:
أولاً: يقابل الطلاب ويشجعون.
ثانيًا: يقابل المدرسون ويشجعون.
ثالثًا: تدعم هذه الحلقات وتنقل صورة تعريفية عن نشاطها وعن إنتاجيتها ونفعها في المجتمع، حتى يعرف الناس نفع هذه الحلقات. من الأشياء الجميلة التي أعجبتني في بعض الأندية الرياضية وجدت حلقات لتحفيظ القرآن الكريم، فقد استطاعت حلقات تحفيظ القرآن الكريم أن تدخل الأندية وأن تصلح فيها، وهذا من الخير، لا يمكن أن نيأس أو نمل أن الله يفتح علينا أبواب خير كثيرة بإذنه عز وجل.
وامتدح فضيلته الدور النسائية وقال إنها كانت حلمًا، وكانت من المعجزات، وتيسرت بحمد الله عز وجل وأنتجت إنتاجا عجيبا، تجدون امرأة عمرها (60 سنة) حفظت القرآن خلال ثلاث سنوات، بل نساء لا يقرأن ولا يكتبن، حفظن القرآن من خلال السماع.
واقترح فضيلته تطوير هذه الحلقات بأن يكون هناك... نحن نعرف مكتب يسمونه (الخدمة المنزلية)، لماذا لا تقترحون كإعلاميين وهذا اقتراح، أن يكون هناك حلقات تحفيظ تسمى بالخدمة المنزلية، كيف؟ تكون هناك متخصصات للعجائز وللنساء في البيوت يذهبن ساعات معينة يعلمن النساء في البيوت وفق اشتراكات منظمة وطرق يراعى فيها الآداب الشرعية والجوانب الأخلاقية، بحيث تأتي المدرسة فتحفظ القرآن الكريم لصاحبة هذا البيت، وقد تخرجون بأمور كثيرة مثل تعليم القرآن من خلال التلفزيون وغير ذلك..