"شطحات عافت" تتحول إلى معضلة ثقافية!

"شطحات عافت" تتحول إلى معضلة ثقافية!

عندي قناعة أن لا أحد قد رسخ نظرية "تهميش المثقف" أكثر من المثقف نفسه، وتزداد هذه القناعة لدي بقدر ما تزداد لديه عقدة النقص تجاه كل مجال لا يجد نفسه فيه، رغم أنه قد يتشدق في لحظةٍ ما بقوله إن "الثقافة نخبوية" وإنه لا يهتم بكمية الجمهور بقدر ما يهتم بنوعه.
يبقى الانغلاق من حقه المشروع، بل إنه يستحق الحسد على هذه الثقة التي تجعله في غنى حتى عن المتلقي، ولكن سؤالا بسيطا فقط، لماذا يقول المثقفون ذلك ولا يلتزمون به؟ بعض إخواننا في الإنسانية من المثقفين انتقدوا الزميلة جريدة "شمس" لأنها لا تمنحهم مساحة كافية، اعترضوا كذلك على عدد صفحات الرياضة، وقالوا إن الجريدة تمنح خمس صفحات أسبوعية لفهد عافت يقول فيها ما يشاء!
إذا استبعدنا احتمالية "كل ذي نعمة محسود"، وألغينا احتمالية الموضة السائدة بتشجيع برشلونة والهجوم على فهد عافت، يبقى طلب الشهرة أمراً مشروعاً سواء بالبحث عن مساحة إعلامية أو التطاول على الأسماء المعروفة، ولكن لماذا يصبح الأمر مستفزاً لهم إلى هذه الدرجة طالما أنهم أصلا لا يبحثون عن الجمهور؟ وحتى إن بحثوا عنه فهل سيجدونه أصلا؟
الإنصاف فقط يقتضي علينا أن نوضح لهؤلاء أن من حق أي مطبوعة أن تصل إلى قرائها من خلال الموضوعات أو الأسماء التي يحبها المتلقي و يتابعها، وبالتالي فليس ذنب الجريدة أن يكونوا هم لأسباب منطقية خارج حساباتها!
كان الأولى بهم أن يعملوا على تفادي هذا الحرج بقليل من صفاء النية، فالأمر لا يتطلب منهم سوى أن يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم وأكثر تقبلاً لغيرهم، وهذا بالضرورة سيجعلهم يفكرون في قراءة في هذا الـ "ما يشاء" الذي يكتبه فهد عافت، وحينها سيجدون فيه التنوع في قراءة الأدب فصيحة ومحكية، والتعددية الإبداعية التي عجزوا هم عنها، وبالتالي لن يجدوا في أنفسهم حرجاً حتى لو كتب فهد الجريدة بأكملها هذا إذا لم يستمعتوا بها ويتحولوا جمهوراً لها مع الوقت!

الأكثر قراءة