هذا الحزن
هذا النص، مركب بإتقان شديد والحزن ينساب بين حروفه كالنار يشعل الكلمات والإنسان، محمد المرزوقي: ماذا فعلت بنا، فلم يطرق الشعر حزن كهذا، ولم تتكئ الغيمات على أعين الطريق إلا بأمرك، يراود الروح أن تتفكر، وتشطح بالعقل كي يدون أنفاسه بعيدا..
كم أنت متفرد أيها الشاعر الرائع، وكم حشد اللسان جيش الأسئلة: أين أنت؟
وحيد يشعلك هذا الحزن من أولك لأقصاك
ولا يشعر بنارك كل من يدفا على مصابك
يحيرك الدجى مابين تغريدك وبين بكاك
شعور غامض لاشبـت النجمات ينتابك
تأمل كل مابك منغلق لو تفتـح الشباك
تأمل كل مابك مكتئب لو ترخي أعصابك
سكوتك/قبر صوتك والسما مقصورة لمناك
تبي تتجاوز الدنيا ومالك غير مشعابك
تفتش باللغة عن مفردة تتناسب ومغناك
تدور بـالسما عن غيمة تحنو على تـرابك
وش الغربة سوى شعور يقول:إن الجسد منفاك
وش الحيرة سوى إنك يوم تسأل كيف تحيا بك
رغم كل السحاب اللي تمنى وما قدر يرقاك
يا ليـت إن الأفق ممكن يحس بوحشة عقابك
كثير من الوفا ما هو سبب حتى تقل عداك
وقليل من الذهب يكفي لجل تتكاثر أحبابك
ترى أصحابك قليل إحذر يغرك كثرهم وياك
تراك بأي لحظه ممكن إنـك تخسر أصحابك
يأس منك الطرق اللي تعود يصغي لممشاك
يأس منك الرفيـق اللي عجز لا يفهـم عتابك
يأس منك النهار اللي شهد"ياما" ارتباك خطاك
يأس منك الظلام اللي جلس "ياما" على أهدابك
ملايكتك تحدك تغفر لهذا الزمن ما جاك
وشياطينك تحدك تبرز لهذا الزمن نابك
تأكد لو هي بتحسم جنون المعركة شلفاك
ترى هالناي ماله أي قيمة عند مخلابك
محمد لا تـسافر للزمان المظلم الفـتاك
محمدلا تـمزق قبل تحيا عيـدك ثيـابك
محمد ما مداني أطلع العالم على معناك
محمد تو عناقيـدك تحاول تلفظ أعنابك
حرام إنك تفارقني تقول إن الـحياة هناك
حرام إنك تبرر بـالنهـاية طعنة غيابك
حـرام إنك تكسر كل حلم صاغته يمناك
حرام اللي بنيته ينهدم عاليه باسبابك
حسافه لو تـموت و ما تلاقي وافي ينعاك
على مرأى من عيون الخلايـق يسقط شهابك
حسافه لو تموت و كل شخص يدلهك ينساك
ولو كان بحياتك كل شخص..يحسب حسابك
تـمـوت و لا خليلة تنثر الدمعات في فرقاك
تـموت و لا خليفة يكمل الباقي من كتابك
رقيـت الغيم لين اعتدت صولاتك ورا الأفلاك
نزلت الارض لين أدركت بأن الطين أولا بك
بعد ما كنت تشعر كل هذا المال ما كفاك
رغم أنفك بترضى كل هذا الدود يرعى بـك
تحس إن القضى قد له ليال يدور حول حماك
قرب موعد خريفك قبل لاهي تنبت أعشابك
على نغمات موسيقى حزينة تندثر ذكراك
و مصيرٍ أسودٍ متلـهفٍ يوقـف على بابك
قبل لا تـوصل لذيك المدينة تنتهي دنياك
و عادك بأول الصحرا حرام تـنـوخ ركابك