البقعة العمياء: طرق جديدة لحل المشكلات!

البقعة العمياء: طرق جديدة لحل المشكلات!

يدعونا الكتاب لرؤية العلم بمنظور مختلف ويقدم طرقا جديدة لحل المشكلات. فالمشكلات الأساسية كما قال آينشتاين لا يمكن حلها بمستوى التفكير نفسه الذي تسبب في وجودها. والواقع أن ما نوجه له اهتمامنا وطريقة هذا الاهتمام، سواء أكان فرديا أم جماعيا ،هو ما يحدد نوعية ابتكاراتنا.
يستخدم الكتاب مصطلح البقعة العمياء، وهي الموضوع الذي يكون الإنسان جاهلا به أو متحيزا له أو ضده وتستخدم كلمة العمياء في هذا المصطلح بمعنى "غير واقع في مجال البصر". يشير المصطلح في الكتاب إلى المكان الداخلي في داخل كل منا والذي قد يمنعنا من الاهتمام بما يمثل أهمية حقه في حياتنا.
والواقع أن التدرب على الانتباه إلى البقعة العمياء لدينا يعد أساسيا في التأكد من صحة الأحكام التي يصدرها المرء والقرارات التي يتخذها. كما تظهر أهميته كذلك في إدخال التغيرات المنظمة التي تحتاج إليها الشركات والمجتمع بصورة عامة في الوقت الحاضر.
يشرح الكتاب ما يسميه المؤلف بالنظرية يو "U" التي سماها كذلك لأنها تشير إلى شكل الرحلة التي تأخذنا فيها هذه النظرية. تفترض هذه النظرية أن كل البشر وكل الكيانات الاجتماعية لديها مجموعة متنوعة من مصادر الاهتمام التي يعملون من خلالها، وأن المشكلة في الوقت الحاضر قد تكمن في عدم الانتباه وعدم استغلال هذه المصادر المتنوعة.
يرجع هذا إلى أن مصدر اهتمامنا وفعلنا يظل خفيا على قدرتنا العادية على الملاحظة، أي أنه يظل في مجال البقعة العمياء لدينا. والهدف الذي نسعى إليه في الرحلة التي تأخذ شكل الحرف اللاتيني "U" هو شرح وتوضيح هذه البقعة العمياء وما يقع في نطاقها. عبر هذه الرحلة يتعلم الإنسان التواصل مع ذاته.
عندها يصير الإنسان قادرا على الرؤية عبر البقعة العمياء لديه، وينتبه إلى الطريق الذي يسمح له باختبار الانفتاح على المستوى العقلي والوجداني والإرادي. هذا الانفتاح الشامل يمثل تحولا في الوعي الذي يسمح لنا بالتعلم من المستقبل بمجرد الدخول فيه وتحقيق هذا المستقبل في العالم.
تستكشف النظرية "يو" مجالا جديدا في البحث العلمي والقيادة الشخصية. يعتمد هذا المجال الجديد على الخبرات والتجارب الحياتية الواقعية والممارسات المشتركة. في الكتاب يستعرض المؤلف الكثير عن تطور الحياة الشخصية والعملية، ويستشهد بالكثير من الحكايات والأمثلة. تضع الفصول الأخيرة من الكتاب إطارا للأساسيات والممارسات التي تسمح لأي منا بالمشاركة في صنع المستقبل الذي يريده.
يضم الكتاب العديد من التمارين العملية من مختلف المجالات لمساعدة القراء على اكتشاف واتباع الطريق إلى النجاح في رحلتهم نحو القيادة الفعالة، كما يساعد الكتاب القارئ على مواصلة بناء مهاراته القيادية ويدعوه إلى استكشاف أقوى أداة قيادية يمتلكها وهي شخصيته.

الأكثر قراءة