السكيبي خارج الحسبة مؤقتاً
ظهر الشاعر صالح السكيبي من خلال برنامج شاعر المليون لمرتين فقط، هاتان المرتان كانتا كافيتين لإيصال هذا الشاعر الجميل لكل محبي الشعر، وحين اختلف المتابعون على كل الشعراء الذين شاركوا في البرنامج، مابين مؤيدٍ لهذا الشاعر ومنتقدٍ له، اتفق الجميع على أن صالح السكيبي هو الأميز والأقرب لصوت الشعر، صوت الشعر الذي ينطبق عليه قول الأمير بدر بن عبد المحسن " لو نطقوا بك همسا سمعوا بك صياحا"، فصالح السكيبي رجلٌ يكتب الشعر بهدوءٍ ظاهرٍ على ملامحهِ حين يلقي قصيدته، والحقيقيون كما يقول الشاعر الكبير فهد عافت " يستعيدون لحظة كاتبة النص حين إلقائه"، كان صالح السكيبي أكثر الشعراء هدوءاً وأكثرهم شاعريةً، وليس الحديث هنا عن لقب الترضية الذي حصل عليه في الحفل الختامي للبرنامج، فكل الشعراء حصلوا على جوائز ترضية وألقاب مضحكة، ولكن الحديث عن صالح السكيبي الذي رفض أن يساوم على شاعريته بقصيدة "هياط" قبلية لا يؤمن بها، على الرغم من أنه قام بكتابتها تحت الضغط الإعلامي والجماهيري للبرنامج ولكنه عند اقتراب لحظة تسليم النصوص للجنة كي تقوم بمراجعتها قبل إلقائها في الحفل تراجع عن تسليمها وقام بتسليم نص آخر ليحافظ على علاقته الطاهرة بالشعر.
وحين يكون من الغريب والعجيب أن لا يستمر شاعر بجمال صالح السكيبي لمراحل أعلى من المراحل التي وصل إليها في البرنامج يكون الأغرب والأعجب ما حدث له من تجاهل تام عقب انتهاء البرنامج، فالكثير من زملائه شاركوا في الكثير من الأمسيات داخل أوطانهم وخارجها ولم يشارك معهم، بدءاً من أمسيات رالي حائل مروراً بأمسيات قطر والإمارات وانتهاء بالجنادرية وهلا فبراير، وتكون الدهشة أكبر وأعمق حين نعلم أن الكثير من هذه الأمسيات كانت بترشيحٍ مباشر من الطاقم الإعلامي لبرنامج شاعر المليون، وهنا يقفز سؤال بحجم الضجة الحاصلة : هل غُيّب صالح السكيبي أم هو الذي اختار الغياب ؟!