فواتير مدرسة لغة عربية
لنجرب بإنسان..
لنجرب فيه..
وليجربنا الإنسان.
الأيام العشرة الأولى:
- شيك الراتب "الفصحاء يكتبونها صك الراتب".
- ثم تأتي الفواتير تبعاً "لا أعرف كيف يقول الفصحاء كلمة فواتير)".
- فاتورة الجوال "النقال، المحمول، المزعول، المزفوت...إلخ".
- المساهمة في فواتير الماء والكهرباء.
- راتب الخادمة مع المساعدة في راتب السائق.
- سداد المشتروات "المشتريات" من الدكان "الصغير يسمى بقالة، الوسط يسمى تموينات، أما الكبير فيسمونه هايبر رغم أنف الفصحى والفصحاء".
- هدايا لتلك التي تزوجت، وتلك التي أنجبت، وتلك التي سكنت بيتاً جديداً "طيب هي سكنت بيتا جديدا، أنا إيش دخلني فيها؟!" ، والرابعة ... إلخ، وأيضاً كنت سأنسى الوالدة التي يتمعّر "يعني يتغيّر ويصير شين" وجهها حين لا أفرحها بهدية كل شهر "حتى لو غرشة عطر، كأن العطر رخيص، لكن ما نقدر نتكلم، الوالدة.."، والوالد الذي يحب أن يقول: هذا الشماغ "من شمغ يشمغ فهو مشموغا" شرته لي بنتي الكبيرة الأستاذة، وأيضاً إخواني وأخواتي الذين ولدوا بعدي للأسف "الأسف جاء للترتيب لا الولادة" لأجل يفرحون ويحبون أختهم الكبيرة على قولة "رأي" الوالدة، "وهنا لا يهم التعبير بالفصحى".
- أسوأ شيء في الحياة أن يتزوج أقاربك وصديقاتك تباعاً وفي فترة قريبة.
وبقية الشيك "أقصد الصك" ما أدري "لعل لا أدري أكثر فصاحة؟" أين تروح، لكني أعرف أنها "تروح" إلى جيب ما "وجيب كلمة فصيحة".
- كنت سأتحدث لكم "لكنّ" عن مصاريف فساتيني "الكاجوال وتلك التي ليست بكاجوال" وعطوري وأشيائي الأخرى، لكن الأستاذ كاتب القصة قال لي: وما علاقة الناس بأشيائك الخاصة، وبفساتينك؟! تلك إضافة لا تخدم النص على الإطلاق.
الأيام العشرة الثانية:
- حين لا أملك إلا القليل من المال أتحول بقدرة قادر إلى الحكمة وهات يا نصائح للبنات في الفصل عن التوفير مع تعليمات وإرشادات عن أهمية التقليل من الذهاب إلى السوق "لأن الشياطين كلهم وكلهن في السوق يغازلون بعض"، هم يفهمون أني لا أحب السوق، والواقع أنه مكره أختك "أعرف هي أصلا أخاك" لا بطل "بطلة يعني"، لكن من المناسب أن تكوني أحياناً أنتِ كما يريدك الناس لا أنتِ كما تحبين ،"مرات أحب أكتب كلام كبير..".
- متى يأتي هذا التعيس وأتزوج وأفتك "أفتك فصيحة أيضاً" من المصاريف، الخوف لا يطلع "تعيس" فعلاً وأضطر أصرف عليه هو الآخر "هذا إن كان طيباً" إن لم يكن فسيعفيني من التفكير تماماً لأنه سيسرق الراتب بحجة التعاون معي في بناء بيت الزوجية السعيد!.
- أفضل شيء تعمله التي ما عندها فلوس أن تقرأ، وتقرأ كثيراً، ولا بأس بمتابعة التلفزيون "بالفصحى تلفاز، أو رائي، مرة تفلسفت في البيت، قلت لأمي: افتحي الرائي من فضلك يا أماه. فزعلت أسبوع لأنها اعتقدت أني أتهمها بالرياء خصوصاً وأن طلبي فتح الرائي كان بعد فراغها من صلاة العشاء مباشرة ولم يشفع لي أن قلت لها: من فضلك، ولا حتى الهدية الشهرية اللي "التي" مع الراتب، فهمت لاحقاً أني كنت (أتطنز عليها)".
- في قناة فضائية تتحدث عن حقوق المرأة العربية المنتهكة وما أدري إيش "ما أدري ماذا" وتطالب بثورة نسائية، رايقة.."هي اللي رايقة مش –(ولست) أنا.
- الوالدة ما تعطيني وجه.." يعني بالإنجليزية: نو فيس"، هي "ذهينة" تعرف أن الراتب خلص.
- سألت كاتب القصة: اللي ما عندها فلوس تقرأ كثيراً ليه يا أستاذ؟ و"اش معنى" في نصف الشهر؟..
أجابني بهدوء: تعرفين، أنتِ ما تصلحين بطلة في قصة، البطلات ما يتلقفون "أي لا يتدخلن فيما لا يعنيهن".
الأيام العشرة الأخيرة (سوداء زي الزفت):
- طلبت مني زميلة سلفة صغيرة لآخر الشهر.. ابتسمت لها وقلت: ما فيش "لا يوجد". من السعادة في الحياة أن تكون صديقاتك "غنيات"، تتسلفين "تقترضين" منهن، ولا يقترضون منك، ويكفلنك إن احتجتِ كفالة ولا تكفلينهن، أنانية.. عارفة.
- تشكو من زوجها وتصرفاته وأنه أخذ راتبها كله، لا تتعبين نفسك ما رح تكسرين خاطري أبداً، أصلاً حتى لو كسرتيه ما عندي شيء.. "عليكم (وعليكن) ترجمة ما سبق للفصحى لأني تعبت من التحوير أو التحويل أو هما معاً"..
- سألتني:
* الأخت سعودية؟!
- لا، تو جايه من المكسيك..
سؤال غبي على آخر الشهر، يعني ما عندها وسيلة تعارف إلا هذه الطريقة، لو كلمتني عن جمال الجو في الرياض هاليومين كان أحسن، الأنكى اللي حبت تتعرف علي عن طريق الكلام في الأسهم.. يعني أنتِ شايفتن وجهي وجه أسهم.
- يا ربييييه، من تسلفني وأرجع لها فلوسها بعد أسبوع إن ذكرتني، إن لم تفعل "يعني ما ذكرتني" أتصرف وكأني ناسية... نذالة؟!
والله أنا طيبة لكن أخاف أقول لكاتب القصة: ليه خليتني نذلة؟! يرجع يقول لي: بطلات القصص لا يتلقفن.
- حاورته، قلت له يا أستاذ، لا هي قصة ولا هم يحزنون، لا فصحى ولا عامية، لا أنا ولا أنت، ولا حوار ولا موضوعية... ، ابتسم لي للمرة الأولى وقال: تجريب، وأنا حر مع بطلاتي أكتبهن وأكتب بهن كما أشاء.. (قالها بالفصحى).