العاصمة السعودية تحتضن ثاني أكبر وحدة نقدية في العالم.. بعد فرانكفورت
تمثل الوحدة النقدية الخليجية التي تم أمس تسمية مقر بنكها المركزي في الرياض، ثاني تجمع نقدي في العالم بعد الاتحاد الأوروبي. وبذلك تكون الرياض، ثاني مدينة في العالم تحتضن بنكا مركزيا بهذا الحجم بعد فرانكفورت الألمانية حيث يقع مقر البنك المركزي الأوروبي.
وربما يكون مقر البنك المركزي الخليجي في مركز الملك عبد الله المالي الذي يجري تأسيسه حاليا شمالي العاصمة، ويوفر بيئة عمل على أحدث المقاييس العالمية، ومساحته 1.6 مليون متر مربع، ويمكن مقارنته بمركز "كناري وورف" في لندن London canary wharf الذي تبلغ مساحته 345 ألف متر مربع. وسيتم إنجاز المشروع على عدة مراحل سنوية يؤمل بانتهائها أن تعزز المملكة (عاصمة النفط العالمية) من موقعها كعاصمة مالية للشرق الأوسط.
والبنك المركزي الأوروبي، هو واحد من أهم البنوك المركزية في العالم. وهو المسؤول الأول عن السياسة النقدية للاتحاد الأوروبي، ومن أهم مكونات هذه السياسة الحفاظ على قيمة اليورو أمام العملات الأخرى، وبذلك أُطلق على البنك المركزي الأوروبي "بنك البنوك المركزية في الاتحاد الأوروبي"؛ حيث يشرف هذا البنك على أداء البنوك المركزية في الدول الأعضاء، وذلك باعتباره مؤسسة "فوق قومية".
كيف نشأ؟ وكيف يعمل؟ وكيف يدار؟ وما أدوات السياسة النقدية التي يستخدمها لتحقيق أهدافه، وخاصة الحفاظ على قيمة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)؟
حدَّدت اتفاقية ماسترخت الإطار المؤسسي للاتحاد النقدي الأوروبي، الذي يتولى الإشراف على إنجاز عملية الوحدة النقدية الأوروبية وإصدار اليورو، وكان في مقدمة هذا الإطار المؤسسي هيئة النقد الأوروبية في فرانكفورت في ألمانيا، التي كانت تعتبر بمثابة تمهيد لتأسيس النظام الأوروبي للبنوك المركزية وإنشاء البنك المركزي الأوروبي. ويضم النظام الأوروبي للبنوك المركزية كل البنوك المركزية للدول الأوروبية الأعضاء في اليورو، ويشرف على هذه البنوك البنك المركزي الأوروبي الذي أُسس فيما بعد، وقد حددت اتفاقية ماسترخت مهام هذا النظام في الآتي:
- رسم وتنفيذ السياسة النقدية للاتحاد الأوروبي كتكتل اقتصادي.
- الإشراف على الاحتياطات الرسمية من النقد الأجنبي، وتحديد كيفية إدارة هذه الاحتياطات وتوظيفها.
- وضع الضوابط التي تحافظ على الاستقرار المالي والنقدي في دول الاتحاد الأوروبي.
- إصدار أوراق البنكنوت وسكّ الوحدات المعدنية لليورو.
وضع وتنفيذ معايير الرقابة على المؤسسات الائتمانية في الاتحاد الأوروبي.
- العمل على تدعيم موازين المدفوعات للدول الأعضاء وسياساتها الاقتصادية بما يحقق أهدافها التنموية.
وبدأ البنك المركزي الأوروبي عمله فعليًّا في كانون الثاني (يناير) 1999 بعد أن اتفقت الدول الأعضاء على نظام عمل هذا البنك في أيار (مايو) 1998، ويقع مقر البنك في مدينة فرانكفورت الألمانية، حيث يوجد البنك المركزي الألماني البوندسبانك أشهر البنوك المركزية في أوروبا، ويُعَدّ البنك المركزي الأوروبي بمثابة السلطة النقدية الموحدة للاتحاد الأوروبي التي تحدد السياسة النقدية واجبة التطبيق في الدول الأعضاء، وتعمل على الحد من الازدواجية في السياسات النقدية المطبقة في هذه الدول؛ بحيث يؤدي هذا التنسيق بين السياسات النقدية إلى تحقيق استقرار أسعار صرف اليورو أمام العملات الأخرى في الأسواق النقدية.
ويتكون البنك المركزي الأوروبي من مجلس إدارة به مجلسان هما: مجلس المحافظين، والمجلس التنفيذي. ويحضر محافظ البنك المركزي الأوروبي بصورة دورية اجتماعات مجلس الوزراء الأوروبي، وكذلك يحضر رئيس مجلس الوزراء الأوروبي اجتماعات مجلس المحافظين، وهو المجلس الذي يقدم استشاراته بشأن ترتيبات أسعار الصرف التي تقترحها حكومات الدول الأعضاء.
ويبلغ رأس المال المكتتب به للبنك المركزي الأوروبي 50 مليار يورو، تساهم فيها الدول الأعضاء بنسب متفاوتة تتوقف على نسبة سكان الدولة إلى إجمالي سكان الاتحاد الأوروبي، وكذلك حسب نسبة مساهمة الدولة في إجمالي الناتج المحلي للاتحاد، ويقوم البنك المركزي بالاحتفاظ بالاحتياطات من النقد الأجنبي وإدارتها وتوظيفها، ثم يقوم بتوزيع الأرباح الناتجة عنها بعد الاحتفاظ بنسبة 20 في المائة لديه، وتوزيع نسبة 80 في المائة على البنوك المركزية الأوروبية المشاركة حسب نسبة مساهمتها في رأسمال البنك.