القصيبي.. روح متوثبة للإنجاز
ما يميز الدكتور غازي القصيبي قدرته على تقبل جميع الآراء وعدم إهمال أي ملاحظة تخص عمل وزارته، اختلفنا معه كثيرا، واتفقنا معه أكثر، وظل هو الشخص الذي يتمتع بإخلاصه ووضوحه منذ أول يوم أصبح فيه وزيرا، أفادته ثقافته العميقة في بث روح متوثبة للإنجاز في كل مكان يخص وزارته، استطاع أن يجمع بين النظام وروح النظام ليبتكر فكرا إداريا جديدا يحمل بصمة القصيبي الخاصة، كل يوم يمر نكتشف فيه أننا لم ننصف جنديا وطنيا مخلصا مثله. الجميع كان يطالب القصيبي بأن يكون وزيرا يدير وزارة لا يقبل منها أي تقصير، وكان من أوائل الوزراء الذين يتنكرون كمواطنين عاديين ويشاهدون أداء منسوبي وزارتهم بأعينهم دون الاعتماد على ما تقوله الأوراق، كان من أوائل الوزراء الذين يلبسون زي العامل البسيط محاولا بث رسالة للمجتمع - قد تظهر جدواها قريبا - بضرورة تقبل شبابنا كثيرا من المهن التي يسيطر عليها الأجانب وتنهش في جسد اقتصاد الوطن، رعاية الوزير القصيبي معرض "كركتر في أرض السعودة" كانت رسالة إنسانية راقية تثبت أنه يدرك أهمية أن يقوم شخص بحجمه برعاية عمل إنساني واجتماعي من شأنه أن يساعد كثيرا على نمو المعارف الإنسانية بين أروقة الشباب. الوزير القصيبي سجل بإخلاصه ووطنيته اسمه الكامل ضمن سجل الرواد السعودي، ولن نخالف الحقيقة إن قلنا عن الدكتور غازي القصيبي إنه من الرجال النادرين الذين قل ما يجود بهم الزمن، تحية اعتزاز وتقدير لوزير لا يكل ولا يمل من حصد النجاح.