اعتنقنا ثقافة الصيرفة الإسلامية ومن الصعب أن نؤمن بالاقتصاد الإسلامي
يقول المراقبون إن "جيران الصين" سيسهمون في تقديم قيمة إضافية لصناعة التمويل الإسلامي. ويحمل إيدي يو ملف دولته الخاص بجعلها مركزا يقدم الخدمات المالية الإسلامية.
وكشف إيدي، نائب كبير التنفيذيين في الهيئة النقدية لهونج كونج ، أن بلاده ماضية في تطوير صناعة المال الإسلامية عبر التركيز على أدوات التمويل الخاصة بمؤسسات المال الدولية. ومع هذا فقد اعترف أيدي "باعتناق" هونج كونج لثقافة الصيرفة الإسلامية من الناحية "التجارية" في خطوة تماشي مصالحها، إلا أنه تهرب من "إيمان" دولته بالنظام الاقتصادي الإسلامي من الناحية "الفكرية". "الاقتصادية" التقت به إبان قمة صكوك آسيا وكان معه هذا الحوار:
هل من الممكن أن تتحدث عن جهود بنوككم في الترويج للصيرفة الإسلامية للمواطنين العاديين؟
- لقد قامت البنوك منذ السنة الماضية بتطوير منتجات مالية متطابقة مع الشريعة وموجهة إلى صغار المستثمرين. فعلى سبيل المثال لدينا بضعة صناديق إسلامية تستثمر في الأسهم الصينية.
ولكن ضعوا في الحسبان أننا نعد من القادمين الجدد في هذا القطاع، وعليه فلن نطلب من قطاع صيرفتنا الكثير، ولكننا مع هذا فنحن سيعيدون بالمنتجات المتنوعة التي يتم تطويرها.
هل هونج كونج تنوي تطوير صناعة المال الإسلامية لديها عبر تجاهل احتياجات الأقلية المسلمة لديها والتركيز على الشركات؟
إن الحقيقة تقول إن لدينا أقلية مسلمة صغيرة، وعليه فإذا كنت تفكر أن منتجات الصيرفة الإسلامية ستحظى برواج واسع لدى عامة الشعب، فأنت لم تُصب كبد الحقيقة. إننا نهدف من تطوير هذه الصناعة (الإسلامية) إلى التركيز على جانب أسواق المال. فهونج كونج تلعب في هذا الجانب دور الجسر بين "جمع الأموال" وبين المستثمرين القادمين من الشرق الأوسط أو أي مكان آخر. فنحن نستهدف هنا المنتجات الإسلامية الموجهة للشركات.
إذن، أنت لست على عِلم بما إذا كان قطاعكم المصرفي يقدم حسابات ادخار إسلامية لمواطنيكم؟
لدينا في الحقيقة مثل هذه الحسابات، فهناك بنك هونج ليونج وبنك آخر لا أستطيع تذكره. أعتقد أن هناك بنكين في هونج كونج يقدمان ودائع مرابحة للأقليات المسلمة.
تفيد مصادرنا أن البنوك التقليدية تقبل على صيرفة الأفراد الإسلامية وهي مترددة، فهل هذا صحيح؟
معظم البنوك مهتمة بشكل واضح بأدوات الاستثمار الخاصة بأسواق المال. ويرجع سبب ذلك إلى كونهم يدركون الدور الذي يمكن أن تلعبه هونج كونج في هذا المجال. ولكن أعتقد أن معظم البنوك التجارية مترددة في تقديم منتجات الصيرفة (الإسلامية) الخاصة بالأفراد نظرا لصغر حجم الأقلية المسلمة هنا. ونقصد بأدوات الاستثمار الخاصة بأسواق المال، الصكوك التي يمكن ترويجها للمستثمرين الشرق أوسطيين والماليزيين أو تلك الصناديق المربوطة بالأسهم المتوافقة مع الشريعة أو حتى القروض المجمعة الإسلامية.
هل من الممكن أن تتطرق لجهود التوعية الخاصة بالصيرفة الإسلامية والموجهة نحو الأفراد؟
إن أول الأفراد الذين يجب علينا توعيتهم هم مصرفيونا. فالذي كنا نعمله ولا نزال نقوم به هو إقامة عديد من الندوات الخاصة بالمالية الإسلامية للعاملين في القطاع المالي. فنحن نستغل وجود كبار اللاعبين في الصيرفة الإسلامية في هذه المؤتمرات من أجل أن يقوموا في الوقت نفسه بتثقيف مصرفيينا حول هذه الصناعة. ولكن إذا كنت تقصد برامج التوعية الخاصة بعامة الشعب، فإن هذه سيتم تطبيقها في المرحلة المقبلة.
هل يمكننا إذا أن نقول إن هونج كونج بدأت في اعتناق ثقافة الصيرفة الإسلامية عبر تثقيف مصرفييها؟
نعم.
إذن، هل هذا يعني أن هوج كونج "تؤمن" بالنظام المالي الإسلامي مقارنة بالنظام الرأسمالي الذي أثبت وهنه خلال أزمة الرهن العقاري؟
أعتقد أنه من الصعب على العقل الغربي أن يؤمن بالنظام المالي الإسلامي، كل الذي أستطيع قوله لك هو أن هونج كونج تحاول أن تصبح وعاء للشهية الاستثمارية الخاصة بالمتعاملين بقطاع المال. فنحن مركز مالي عالمي وعليه فنحن ننظر إلى عدة منتجات (إسلامية وغير إسلامية) من منظور إذا ما كانت هونج كونج تستطيع أن تلعب دور الوسيط المالي لهذه المنتجات (صكوك أو مشتقات).