لقاء الرياض والعلاقات السعودية - الأمريكية
على الرغم من أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما قد التقيا في لندن على هامش مؤتمر قمة الـ 20، إلا أن لقاءهم المرتقب غداً (في 3 يونيو 2009) في وجهة نظري مختلف عن سابقه.
هذا القول لا يقلل – بالطبع - من أهمية لقاء لندن كونه أول لقاء يجمع بين الزعيمين، وكون جل التركيز فيه دار حول موضوع المؤتمر نفسه؛ حيث أنه بجانب المواضيع الأخرى المشتركة طغى موضوع سبل مواجهة الأزمة الاقتصادية على ذلك اللقاء. إلا أن اللافت في هذه المرة أن لقاء يوم الغد سوف يجمع بين الزعيمين في الرياض من خلال زيارة مخصصة لذلك: وهي الزيارة الأولى لأوباما للمملكة. وأن هذه اللقاء يسبق الخطاب المهم المنتظر الذي ينوي أوباما إلقاءه على العالم الإسلامي من القاهرة في يوم الخميس 4 (يونيو).
في تصوري أن هناك عددا مهما من المواضيع التي سوف تطرح للنقاش في الرياض؛ من النفط إلى موضوع الإرهاب وملفات العراق – إيران - أفغانستان إلى الموضوع المرشح لاحتلال الصدارة في هذا اللقاء: وهو موضوع عمليات السلام وما سوف يتكلم فيه أوباما في مصر في اليوم التالي.
من هنا تأتي أهمية زيارة أوباما للرياض قبل خطابه المرتقب؛ الذي - من المتوقع - أن يستعرض فيه الخطوط العريضة للتصور الأمريكي لعمليات السلام القادمة، والنهج والمسار الجديد لعلاقات الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي. خصوصا أن هناك بوادر تشير إلى تضمين الطرح الأمريكي (لعمليات السلام) في المبادرة العربية التي هي في الأصل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الذي أطلقها في عام 2002.
فوجهة نظر الملك عبد الله قبل إلقاء ذلك الخطاب مهمة بالنسبة للولايات المتحدة؛ فمن دون رأي ومساندة الرياض لن تنجح أي تصورات مستقبلية لحل النزاع العربي - الإسرائيلي. يقال كل هذا دون الحاجة للتأكيد على أهمية وضرورة التشاور مع الملك حول السياسات والخطط الأمريكية التي دفع بها الرئيس الأمريكي منذ توليه قيادة الإدارة الأمريكية الجديدة.
في تصوري أن لقاء الرياض سوف يدخل تاريخ العلاقات السعودية - الأمريكية من أوسع أبوابه؛ خصوصاً أن هناك أوجه شبه (كثيرة لا يتسع المقام هنا لاستعراضها) بينه وبين اللقاء التاريخي الذي جمع المغفور له الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي فراتكلين روزفلت على ظهر الطراد كونسي Quincy في البحيرات المرة (في مصر) في شباط (فبراير) 1945م. وهو اللقاء التاريخي الشهير الذي دار جل الحديث فيه حول موضوع فلسطين؛ وهو الموضوع نفسه المرشح لأن يكون الموضوع الغالب على لقاء يوم الغد.