أفعوانية التقنية!
مع ثورة التقنية والاتصالات العالمية يقع الآباء اليوم أمام خيارين كلاهما له إيجابياته وسلبياته، الأول إتاحة التقنية لاستخدام الأطفال والمراهقين في سن مبكرة والآخر منعهم من ذلك وانتظار وصولهم إلى مراحل عمرية متقدمة.
ينطوي الخيار الأول على عدة مشكلات يمكن تقنينها باستخدام الرقابة والمتابعة، بينما منع التقنية يعرّض الطفل لمشكلة الجهل أو الأمية الحديثة التي تسعى كثير من الحكومات إلى محوها.
يمكن للطفل البدء باستخدام جهاز الحاسب الآلي حتّى قبل تعلّمه الكتابة والقراءة والدخول للمدرسة، والسبب في ذلك يرجع إلى سهولة التعامل معه والبرامج الجذابة والماتعة التي يجدها فيه.
ومن الألعاب الإلكترونية يدخل الصغار إلى عالم الإنترنت المتشعب، عن طريق البحث والاستكشاف, وهنا يأتي دور الآباء في توجيه النصائح ومراقبة الوقت والمواقع التي يصلون إليها.
لا يوجد اليوم عذر يمنع هذه الرقابة, فالكثير من الشركات العالمية في تقنية البرمجيات تقدم حلولاً ذكية للوالدين، مجرد تركيب برنامج على الجهاز الذي يستخدمه الطفل يرسل تقارير مفصلة لبريد الأب أو الأم بالصفحات التي يزورها والنشاطات الأخرى.
من جهة أخرى توجد المواقع الاجتماعية وشبكات الأصدقاء التي يزورها الآلاف بل الملايين من مستخدمي الإنترنت، هناك حلّ وحيد ومفضل لمراقبة نشاطات الأطفال فيها ألا وهو أن نكون جزءا من شبكتهم التي يقومون بإنشائها, وهكذا يمكن متابعتهم والتحدث معهم حول ما يقومون به وإيقاف أي سلوكيات مرفوضة.
النصيحة الأولى التي يقدمها المتخصصون في التقنية الموجهة للأطفال هي المحافظة على جهاز الحاسب الآلي الذي يستخدمونه في مكان ظاهر – غرفة المعيشة مثلاً - وعدم اقتناء أي أجهزة متنقلة أو محمولة تمكنّهم من الدخول للشبكة بعيداً عن رقابة الأهل. أيضاً المحافظة على تحديد المستخدمين للجهاز الواحد وعدم السّماح لأصدقاء الطفل مشاركته العمل عليه.
قليل من الاهتمام يمكن أن يوقف مشكلات سلوكية مستقبلية تفوق تصورنا، وكلها متعلقة باستخدام الصّغار للتقنية.