الأزمة المالية العالمية إيجابياتها أكثر من سلبياتها.. وقوة الاقتصاد السعودي تمكنه من تجاوز آثارها
أكد بدر غرم الله الزهراني العضو المنتدب لشركة زهران القابضة أنه على الرغم من وجود سلبيات كبيرة وخسائر أحدثتها الأزمة المالية العالمية في الاقتصاد العالمي، إلا أن لها إيجابيات تتمثل في إعادة مؤشرات الأسعار إلى مستواها الطبيعي والمعقول مما يعود بالنفع على البائع والمستثمر والمستهلك.
وأوضح الزهراني في حوار مع "الاقتصادية" بمناسبة تبوؤ شركة زهران القابضة المركز 33 في قائمة أكبر 100 شركة سعودية، أنه على الرغم مما حدث للاقتصاد العالمي، إلا أن الشركة حافظت على مستواها ضمن قائمة أكبر 100 شركة سعودية، معتبراً أن ذلك يعود إلى تنوع المحافظ الاستثمارية للمجموعة، والخطوات الاستراتيجية التي اتخذتها الشركة في إعادة توزيع استثماراتها والخروج من الأسواق الخارجية الأكثر تأثراً، مع إعادة معظم الاستثمارات إلى داخل الوطن.
وأشار الزهراني، إلى أن تحويل معظم استثمارات الشركة إلى داخل الوطن جاء من منطلق إيمان الشركة بأن اقتصاد المملكة لديه من القوة والاستقرار ما يمكنه من تجاوز آثار الأزمة المالية العالمية، لافتاً إلى أن جميع مشاريع الشركة العقارية في دبي تسير بشكل مطمئن بالنظر إلى مكانة وموقع تلك المشاريع.
وقال العضو المنتدب لشركة زهران القابضة إن تحقيق الشركة المرتبة 33 في قائمة أكبر 100 شركة سعودية جاء بفضل الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، وبإشراف ومتابعة وتوجيه من قبل الشيخ غرم الله الزهراني رئيس مجلس إدارة الشركة، لافتاً إلى أن من أبرز إنجازات الشركة أخيراً تأسيس شركة زهران للدعاية والإعلان، مؤكداً أنها تقدمت للمنافسة على عدة مناقصات وعطاءات داخل المملكة وخارجها وفازت بعطائين حصريين من أمانة مدينة الرياض لمدة خمس سنوات بقيمة إجمالية تفوق المليار ونصف المليار ريال.
وذكر الزهراني عددا من الأمور والإنجازات الخاصة في الشركة نوردها في ثنايا الحوار التالي.. إلى نص الحوار:
#2#
ماذا يعني لشركة زهران القابضة حصولها على المركز 33 في قائمة أكبر 100 شركة سعودية ؟
بفضل من الله تعالى أولاً ثم بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وبإشراف ومتابعة وتوجيه متواصل من الشيخ غرم الله الزهراني رئيس مجلس إدارة الشركة, ها نحن نقطف ثمار جهود متواصلة من التخطيط والعمل والمتابعة لاستثمار موارد الشركة وتحقيق أفضل عوائد لهذه الاستثمارات لحملة الأسهم وموظفي الشركة واقتصاد المملكة، مع التزامنا الدائم بأفضل المعايير والممارسات المهنية العالمية وحفاظنا المتواصل على البيئة والمجتمع، وكما هو ملاحظ ورغم التحديات الكبيرة وما حصل للاقتصاد العالمي أخيرا فقد تواصلت الإنجازات المتوالية لشركة زهران القابضة وحافظت على مركزها المتقدم ضمن أكبر 100 شركة سعودية لهذا العام ، عاقدين العزم على تحقيق قفزات مقبلة بإذن الله في أداء الشركة على المستويات كافة.
ما أبرز إنجازات الشركة الحالية وخططها المستقبلية ؟
إن الشركة وبفضل من الله، تعمل من خلال جميع شركاتها التابعة والشقيقة على التطوير المستمر لأدائها. وفيما يخص قطاع الصيانة والتشغيل فقد فازت الشركة بعدد من المشاريع الحكومية المهمة خلال العام الماضي ونتوقع أن تفوز بمشاريع أخرى جديدة خلال هذا العام إن شاء الله، أما فيما يتعلق بقطاع المقاولات فلدى شركة الجودة للمقاولات عقود ضخمة ومن المتوقع إن تتم ترسية مشاريع إضافية لها قريبا بإذن الله، كما أن قطاع الأنفاق والصرف الصحي لدى شركة الابتكارات للإنشاءات ينفذ عددا من العقود الكبيرة في المنطقة الغربية، إضافة إلى توسعاتنا المستقبلية من خلال الدخول في تحالفات جديدة وتأسيس شركات أخرى منها على سبيل المثال تأسيس شركة زهران للدعاية والإعلان، تملك وتطوير مكتبة المكتبة وتحويلها إلى شركة مساهمة مقفلة باسم "شركة المكتبة للتسويق"، إضافة لتملكنا حصة جيدة في شركة التأمين الأهلية، عدا تميّز المجموعة في استثماراتها الحالية والمستقبلية في القطاع العقاري.
ذكرتم أنكم أسستم شركة للدعاية والإعلان، هل من تفاصيل حول هذا الموضوع؟
نحن في شركة زهران القابضة ولله الحمد نعتمد في سياستنا الاستثمارية على تنويع المحفظة الاستثمارية للمجموعة وتعددها في مجالات وأنشطة مختلفة تشمل على سبيل المثال لا الحصر التشغيل والصيانة، تجارة التجزئة، الدعاية والإعلان، المقاولات، الاستثمار والتطوير العقاري، الطاقة، الصناعة والتأمين، وعليه فإننا وبتوفيق من الله قد أسسنا خلال العام الماضي شركة زهران للدعاية والإعلان، لأغراض تغطية قطاع الدعاية والإعلان وأعمال المطبوعات وتصنيع اللوحات الدعائية وتنفيذها. ومن أجل هذا الغرض تم تجهيز الشركة بجميع احتياجاتها من الكفاءات والكوادر المهنية والمتخصصة في هذا المجال وبقية المتطلبات الأخرى.
#3#
وبالفعل تقدمت الشركة ولله الحمد بالمنافسة على عدة مناقصات وعطاءات داخل المملكة وفازت - بعد الدخول في منافسة قوية مع الشركات المحلية المتخصصة في هذا المجال- بعطائين حصريين من أمانة مدينة الرياض لمدة خمس سنوات بقيمة إجمالية تفوق المليار ونصف المليار ريال سعودي، وهما عبارة عن مشروع تأجير واجهات الجسور والأنفاق لإقامة لوحات دعائية وإعلانية في مدينة الرياض والمشروع الثاني هو تأجير اللوحات الدعائية (الميجا كوم ) في الرياض. وبدأ العمل فعليا في المشروع الثاني حيث تم تركيب اللوحات في المناطق المختلفة من مدينة الرياض وفيما يخص المشروع الأول نتوقع البدء فيه قريبا بإذن الله.
ونعتقد أن يكون هذا النوع من النشاط بمثابة إضافة كبيرة وتطور مهم يزيد من حجم المحفظة الاستثمارية للشركة وفرص منافستها على جميع المستويات والأنشطة لما يمثل هذا النشاط من أهمية في مجال دعم التسويق والمبيعات والترويج للشركات في المملكة والمنطقة.
#4#
هل هناك أية استثمارات أخرى جديدة للشركة ؟
من خلال تحالفنا مع عدة شركات محلية وإقليمية، نجحت إحدى شركات زهران القابضة في تملك مكتبة المكتبة وإعادة هيكلتها وتطويرها وتحويلها لشركة مساهمة مقفلة تحت اسم "شركة المكتبة للتسويق" وذلك بمشاركة مجموعة من المساهمين الاستراتيجيين في المملكة، ونظرا لما تتمتع به مكتبة المكتبة من تاريخ طويل في مجال تجارة وبيع الأجهزة والأثاث المكتبي ومستلزمات القرطاسية، ولما تمتلكه من وكالات حصرية عالمية معروفة فقد تم تطويرها وإعادة هيكلتها بالشكل الذي يمكنها من توسيع انتشارها داخليا وخارجيا وإضافة أصناف ومنتجات ووكالات جديدة بالشكل الذي يؤدي إلى زيادة حصتها من السوق.
ماذا عن التطورات في مشاريع زهران العقارية العملاقة ؟ تحديداً مشروع أبراج" لمار"؟
نود أن نؤكد ونطمئن عملاءنا كافة أن مراحل البناء ولله الحمد مستمرة ومتواصلة في أبراج لمار في جدة، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتنا في أعمال الحفر في المشروع بسبب طبيعة التربة في مدينة جدة خاصة قرب وملاصقة المشروع للبحر ، فقد تم الانتهاء من أعمال الأساسات والتدعيم والخوازيق ، واختيار مقاول الإنشاءات الرئيسي للمشروع والذي يتمتع بسمعة وخبرة عالية جدا في مجال الإنشاءات لكونه من كبريات شركات المقاولات في المنطقة، حيث تم توقيع الاتفاقية النهائية معه وبدأت أعمال الإنشاءات في المشروع.
أما فيما يخص المبيعات, فقد تم بيع جميع الوحدات في البرج الأول وتم فتح المبيعات لوحدات البرج الثاني والوحدات المكتبية، وبخصوص مشروع مركز زهران للأعمال الواقع على طريق الأمير سلطان في جدة حيث تم تدشينه العام الماضي، هو عبارة عن سوق تجاري ومكاتب بارتفاع 12 طابقا بمساحة تأجيرية 55 ألف متر مربع، فهو يسير وفق الجدول الزمني المحدد له، ونتوقع الانتهاء منه نهاية عام 2010.
كان لكم نشاط عقاري واضح في الإمارات خلال الفترة الماضية كيف تقيمون هذا النشاط في الفترة الحالية، وما أبرز المنجزات؟
من خلال وجودنا المميز داخل الإمارات وتحديدا في دبي في مجالات الاستثمار والتطوير العقاري، إدارة المشاريع، التسويق وإدارة الأملاك، نقوم حاليا بتطوير وإنشاء ثلاثة مشاريع هي عبارة عن مشروع برج إنفنتي في المارينا والمكون من 71 طابقا، ومشروع أونيكس الواقع على طريق الشيخ زايد المكون من فندق ومكاتب وسوق تجارية، إضافة إلى مشروع سيزنز الواقع في منطقة الجميرا وهو عبارة عن مشروع سكني ضخم يتكون من أربع مراحل بعدد 1200شقة سكنية.
وفيما يخص المشروع الأول "برج إنفنتي" فتسير أعمال الهيكل الخرساني بشكل متسارع ووصلت مرحلة العمل حاليا إلى الدور 15وسيتم الانتهاء من المشروع وفق الجدول المعد له، أما مشروع "أونيكس" فقد تم الانتهاء من أعمال الحفر والتدعيم وجار الآن العمل على ترسيه عقد المقاول الرئيسي من بين عدة مقاولين عالميين ، وبالنسبة لمشروع (سيزنس ) فقد تم توقيع عقد مقاول الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى من المشروع .
وما نود أن نشير إليه هنا أن استثماراتنا في دبي ولله الحمد تسير بشكل مطمئن ولم تتأثر بالنسبة نفسها التي تأثر بها البعض، وذلك يعود بعد توفيق الله لسببين رئيسين، الأول أن جميع هذه المشاريع تقع في مواقع مميزة جدا والآخر أنه تم بيع نسبة كبيرة من هذه المشاريع قبل التغييرات الاقتصادية الحالية.
يؤكد بعض المراقبين أن أسعار العقارات في المملكة تعاني في الوقت الحالي ركودا مع احتمال حدوث تصحيح خلال الفترة المقبلة، ما تعليقكم على ذلك؟
من خلال دراسة وتحليل السوق العقارية في المملكة فإن المؤشرات ونتائج الدراسة خاصة مؤشر سوق العرض والطلب والتوسعات والاستثمارات المستقبلية والخطط الحكومية بهذا المجال تؤكد أنه لا يوجد مبرر يستدعي ما تفضلت به في سؤالك حول الركود أو التصحيح، واثقين إن السوق السعودية لديها من المتانة والقوة المالية والاقتصادية التي تمكنها من استيعاب هذه التوسعات والمشاريع والخطط المستقبلية.
هل أثرت الأزمة المالية العالمية في خطط ومشاريع الشركة ؟ وما الفرص التي خلقت في الفترة الحالية؟
نعتقد أن تأثيرات الأزمة المالية العالمية امتدت لمعظم أنحاء العالم وبنسب متفاوتة، وبما أن هذه الأزمة قد أحدثت سلبيات وخسائر كبيرة في الاقتصاد العالمي، إلا أنها في الوقت نفسه كان لها من الإيجابيات الكثيرة، منها أنها أعادت مؤشرات الأسعار لمستواها الطبيعي والمعقول الأمر الذي عاد بالمنفعة على البائع والمستثمر والمستهلك في الوقت نفسه، فمثلا على سبيل المثال ارتفعت أسعار بيع وإيجار العقارات بشكل عام ومواد البناء والخدمات لمستويات كبيرة وغير معقولة مما كاد يؤدي إلى صعوبات كبيرة في القدرة على إنجاز وتسليم المنتجات بأسعار مقبولة، كما أعادت الأزمة مستويات الأسعار إلى معدلها الطبيعي الأمر الذي أحدث التوازن بين العرض والطلب وسعر البيع والتكلفة، إضافة إلى ذلك نعتقد أن من يحافظ على بقائه ونموه في السوق هو من يبني استثماراته بشكل مؤسسي وعلى قاعدة صلبة وسليمة، ونحن هنا في شركة زهران القابضة وشركاتها التابعة والشقيقة نوزع استثماراتنا بالشكل المؤسسي السليم، وحيث إننا وكما تلاحظون على الرغم مما حدث للاقتصاد العالمي، حافظنا على بقائنا ضمن قائمة أكبر 100 شركة وفي مستوى متقدم ولله الحمد، حيث نعتمد في سياستنا الاستثمارية على تنويع المحفظة الاستثمارية للمجموعة في مجالات وأنشطة متعددة كما أشرنا إليه سابقا، والسبب الآخر والمهم أننا استطعنا وفي الوقت المناسب ومن خلال عدة خطوات استراتيجية اتخذتها الشركة أن تعيد توزيع استثماراتها والخروج من الأسواق الخارجية الأكثر تأثرا وإعادة معظم استثماراتنا إلى داخل الوطن وتحويلها لاستثمارات داخلية جديدة، وذلك لإيماننا أن اقتصاد المملكة لديه من القوة والاستقرار ما يمكنه من تجاوز آثار هذه الأزمة.
هل من كلمة أخيرة؟
في الحقيقة إننا ننتهز هذه المناسبة ونتوجه بشكرنا لله تعالى ثم لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني والمسؤولين كافة على الدعم الذي يقدمونه للمستثمرين والاقتصاد الوطني إضافة إلى المشاريع والتوسعات العملاقة التي يتم طرحها، كما نتوجه بالشكر للبنوك والمؤسسات المالية المحلية للتعاون والدعم الذي تقدمه للاقتصاد بشكل عام.
ولا نغفل عملاء ومساهمي وملاك الشركة، والشكر الموصول إلى جميع موظفي الشركة على العطاء والجهد الذي يقدمونه في سبيل رقيها وازدهارها، متطلعين وعازمين على المزيد من النمو والتقدم إن شاء الله.