حقوق الملكية الفكرة بحاجة تشريع يضمن المنافسة العادلة
تعد شركة العرض المتقن، ذات النشاط الخدمي في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات "توبي"، من أوائل شركات قطاع التقنية التي قدمت سلسلة مترابطة من خدماتها بأسلوب يتناسب مع متغيرات عصر الاتصالات والتقنية وتطوراته، إذ نشأت في عام 2004 لتبدأ من حيث وصلت إليه أحدث التقنيات ومواكبة تطورها.
فقدمت نفسها من خلال تدشين خدمة "وصال" التي تتناغم مع خدمات المبيعات والدعم الفني وخدمات العملاء. وفي عام 2005 تم إطلاق خدمة "تراسل"، التي تتيح إرسال المحتوى الذي ترغب في إيصاله لعملائك عبر رسائل الهاتف الجوال، سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية عبر البث بالاشتراك أو البث بالطلب، إضافة إلى خدمة التصويت عبر رسائل الجوال.
وفي عام 2006 دشنت خدمة "سمارت كاش" كأول خدمة من نوعها على مستوى المملكة، والتي تعمل على توفر خدمات الفوترة والتحصيل والسداد إلكترونياً لمختلف قطاعات التجزئة والجملة والتقسيط والتجارة الإلكترونية عن طريق الإنترنت وأجهزة الصراف الآلي بكل يسر وسهولة وأمان.
ووفقاً لمعايير معتمده لمبادرة المائة شركة سعودية الأسرع نموا، وكأفضل الشركات السعودية، حازت "توبي" على المركز الثاني،"الاقتصادية " التقت صالح المزروع، الرئيس التنفيذي للشركة لإلقاء مزيد من الضوء على التقنيات التي تقدمها الشركة في السوق السعودية، والتي تخدم كافة القطاعات.
كيف ترون سوق صناعة التقنية في السعودية، وما الصعوبات التي يواجهها القطاع التقني في السعودية ؟
السوق السعودي أرض خصبة قابلة لاستيعاب كل جديد، حيث ينعم الاقتصاد السعودي، ولله الحمد، بالاستقرار رغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي تركت أثراً كبيراً في معظم دول العالم. ولأن السوق السعودي سريع التطور ومواكب للمستجدات، فإن صناعة التقنية تحتل مساحة جيدة من السوق السعودي وتتزايد عاماً بعد عام. ولحداثة صناعة التقنية، فإن أهم الصعوبات تتمثل في عدم وجود التشريعات الواضحة لضبط السوق، ولذلك توجد تجاوزات وتعديات تؤدي إلى التعدي على حقوق الملكية الفكرية وضياعها. فتجد الشركات الرائدة تنفق الجهد والمال لابتكار وتطوير المنتجات، ويأتي من يقلد ويستنسخ الفكرة في ظل عدم وجود الحماية الكافية. كما أن هناك عدم وضوح في حقوق الشركات وحقوق المشرع.
أما الصعوبات الحقيقية التي تواجهنا كشركات وطنية، فهي عدم اقتناع المسؤولين في القطاع الحكومي بحلولنا التقنية كشركة وطنية مقارنة بالمنافس الأجنبي، حيث إن الشركات الوطنية لديها القدرة على تقديم الحلول ذاتها وبالجودة نفسها وبسعر منافس، إن لم تكن أفضل منها، ولكن أعتقد أن عقدة الأجنبي ما زالت تطل برأسها على هذا القطاع الحيوي.
كيف تقيمون تأثر قطاع التقنية بالأزمة المالية العالمية؟
سبق وذكرت أن السوق السعودي من أقل الأسواق تأثراً بالأزمة المالية العالمية، وبالنسبة لي دائماً أنظر للأمور بجميع أبعادها الإيجابية والسلبية، فمن حيث الإيجابيات التي خلفتها هذه الأزمة هي أسعار الخبرات التقنية ووفرتها، أما السلبيات فهي من الناحية التمويلية، فقد زاد الحذر في التعامل مع الشركات التقنية كعنصر ممول رئيسي لهذا القطاع. أما بالنسبة للمشاريع الحكومية فلم يطرأ أي تأثير يذكر، فلا تزال مستمرة في عملية تنفيذ المشاريع. وأيضاً في المقابل فإن استهلاك الأفراد لمنتجات قطاع التقنية لم تتأثر بشكل كبير، حيث لا يزال هناك إقبال على الاشتراك في الخدمات التي يقدمها سوق الاتصالات وتقنية المعلومات.
هل ترون أن الاندماجات والتكتلات في القطاع التقني تثري القطاع في ظل التسارع والسباق العالمي؟
لا شك أن اندماج الشركات يزيد من قدراتها التنافسية، وبالتالي فإن زيادة المركز المالي لأي شركة في القطاع التقني تعطيها الأفضلية على الشركات التي تبقى منغلقة على نفسها، فكلما زاد رأس المال تزايدت معه القدرة على التوسع والنمو من خلال تزايد القدرة الائتمانية للشركة. ونحن في السوق السعودي نتعلم من الأسواق المتقدمة وتجارب الشركات الرائدة فيها، حيث لا تتردد أكبر الشركات العالمية في الاندماج مع شركات أخرى وتغيير اسمها وأهدافها بعد دراسة وافية لعوائد الاندماج، بينما الشركات السعودية التي تدار بالعقلية التقليدية التي لا تقبل الاندماج مع غيرها نجد صعوبة في تطويرها.
ما إسهاماتكم في "النشر المتخصص"، وكيف ترون قوة هذا المنتج؟
بالنسبة لي لا أفضل استخدام مصطلح "النشر المتخصص"، حيث إنه مصطلح خاص بصناعة النشر، وهي صناعة عميقة ومختلفة. ولكني أفضل مصطلح "صناعة المحتوى"، وهي الأقرب لنا من حيث الممارسة والتطبيق. وتعد شركة العرض المتقن – ولله الحمد – رائدة في مجال صناعة المحتوى. فلدينا القدرة الكاملة من حيث الكوادر البشرية والتقنية والمالية لإنشاء قاعدة البيانات الخاصة بالمنتج المراد تسويقه في المجالات الدعوية والتوعوية والصحية والأدبية والرياضية وغيرها. وقد كان نتاج خبرتنا التراكمية ارتفاع مستوى جودة المنتج وتزايد ثقة العملاء الذين أصبحوا يطرقون باب الشركة ويطالبونها بتولي مهمة صناعة المحتوى الخاص بهم، وذلك هو مكسبنا الحقيقي.
ماذا تقدم خدمة "وصال" من مزايا وخدمات للمستفيدين، وما الجديد في هذه الخدمة عن المطروح في السوق المحلي والعالمي؟
خدمة "وصال" هي خدمة مراكز الاتصال، وقد حققت الشركة قصة نجاح بحصولها على تنفيذ مشروع مركز الاتصال الخاص بأمانة الرياض (940)، معتمدة في ذلك على أحدث التقنيات إضافة إلى ربط نظام الاتصال بباقي خدمات الشركة، مثل أنظمة إدارة العلاقة مع العملاء CRM وأنظمة الاتصال المتكاملة.
ما طبيعة المكونات البرمجية لهذا التطبيق التقني الحديث؟
تعتمد الشركة على مصادرها الداخلية وفريقها الفني المحلي، وكذلك على شراكات استراتيجية مع كبريات الشركات في المجالات المطلوبة، حتى يتم التنفيذ على أكمل وجه. فالوصول إلى القمة صعب، ولكن المحافظة عليها أصعب. وقد بذلنا الجهد والمال في بناء أسم شركة العرض المتقن "تو بي" وأصبح لزاماً علينا المحافظة على هذا الاسم والسمعة الحسنة التي تحظى بها في قطاع الاتصال وتقنية المعلومات.
كيف تصف احتياج السوق لمثل هذه الخدمات في ظل ثورة تقنية اتصالات متسارعة؟
سوق الاتصالات يتغير باستمرار، وكل يوم في سباق مع الزمن، تقوده الدول المتقدمة في مجال التقنية، والسوق السعودي قادر على مواكبة التطورات والمستخدم (كمواطن أو مقيم) يعي ما يحدث من تطورات في العالم، حيث أصبح كقرية صغيرة. ولذلك فهو يطالب بكل جديد ولا يرضى بالتخلف عن الركب، وبالتالي فالسوق السعودي سيستمر في الطلب على الخدمات الحالية والمستقبلية في مجال الاتصالات.
ما تعليقكم على السوق المحلي من حيث تطبيق التجارة الإلكترونية، ومرئياتكم حول تفعيل هذا المفهوم؟
الشراء عن طريق الإنترنت بدأ في الدول المتقدمة منذ أكثر من عشر سنوات، ولكنه لا يزال في السعودية يتم بشكل فردي لمن يجيدون التعامل مع هذه الخدمة ويثقون بمنتجاتها. وقد بدأت بعض الشركات المحلية في ركوب موجة التجارة الإلكترونية، فأصبح السداد يتم عن طريق الإنترنت لبعض المنتجات، ونفتخر بأن من ضمن شراكاتنا الاستراتيجية العمل مع شركة "قيمي للألعاب المحترفة" التي تقوم بتصميم وإنتاج وتسويق المنتجات التي تحمل شعار هيئة دوري المحترفين مصحوباً بشعارات الأندية السعودية المشاركة في الدوري. وقد قمنا بتصميم وتشغيل موقع خاص لبيع تلك المنتجات عن طريق الإنترنت كتفعيل مثالي للتجارة الإلكترونية الآمنة، وسيتم تدشين الموقع قريباً بإذن الله.
تحدثنا سابقاً عن كثير من الأمور التجارية والتقنية، ماذا عن مساهماتكم ودوركم الاجتماعي؟
تساهم "تو بي" بشكل كبير في تشغيل كثير من خدمات الجوال التي تخدم الشأن الاجتماعي، سواء كان ذلك للجمعيات الخيرية أو للنواحي الثقافية التي تعود على المجتمع بالخير المادي والمعنوي. ونحن نفتخر بالعمل في كثير من المجالات التي تغطي الشأن الاجتماعي في الدعوة والصحة والثقافة والأمن والتعليم وغيرها.
في ظل المنافسة الشديدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، كيف تنظرون لهذه المنافسة؟
تعد المنافسة ظاهرة صحية، حيث إن سوق الاتصالات بحاجة ماسة للعمل الجاد والمنافسة الشريفة بين الشركات العاملة في هذا المجال، بحيث ينعكس ذلك على مستوى الخدمة التي تقدمها تلك الشركات. ونحن نرحب بالمنافسة المبنية على الابتكار وليس على التقليد، حيث نعاني من بعض المقلدين الذين لا يبذلون الجهد والمال لابتكار المحتوى الخاص بهم في مجالات التراسل، بل يكتفون بنسخ ما نقدمه من محتوى ونشره لعملائهم على أساس أنه من نتاجهم، وهذا الأسلوب يسيء لثقافة المنافسة الشريفة، ولكننا على يقين أن متلقي الخدمة بدأ يفرق بين المحتوى الأصلي والمحتوى المنسوخ. وهناك نقطة أود التنويه عنها، وهي أنه أصبحت الحاجة ملحة لتوفير الحماية من قبل المشرعين حتى نحصل على تنظيم أكثر للسوق وتنظيم مبدأ المنافسة العادلة بين كبار الشركات والشركات المتوسطة والصغيرة. إذ نلاحظ انعدام مبدأ التنافس في الأصل عند استخراج تراخيص مزاولة النشاط، حيث يصنف السوق كشركات مشغلة (ذات تصاريح فئة أ) وكشركات مزودي خدمة (ذات تصارح فئة ب)، ولكن هذا بشكل نظري, أما في واقع الحال فالمنافسة موجودة، وهناك شواهد كثيرة على ذلك. وحيث إن أساس مهام مشغلي الخدمة هي توفير الخدمات الأساسية، بينما مسؤولية مزودي الخدمات هي توفير الخدمات المضافة من إدارة محتوى ونحو ذلك، التي تصب في النهاية في مصلحة المشغلين والمشتركين في هذه الخدمات, وهذا يتطلب بطبيعة الحال حماية أكثر من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للشركات الصغيرة والمتوسطة في الصناعة.