الحقائق العلمية لطاقية الإخفاء!

من منا لم يشاهد أو يسمع عن فيلم هاري بوتر والرجل الخفي والمسلسل الأشهر (لوست) التي تعتمد في أكثر مشاهدها إثارة على الاختفاء، ومنذ أن عرف الانسان الدنيا تعلم الخوف منها ومن أعدائه، ومن هنا بدأ حلم الاختفاء الذي يعد أكبر وسيلة لدفاع الكائنات الحية عن نفسها بإخفاء جسدها عن الأعداء، ومن صغرنا ونحن نسمع الأساطير (الميثولوجيا) عن الاختفاء وربطه بالقوة والسيطرة، ومن يملك هذه القدرة يعتبر الأقوى كما ورد في الأسطورة النرويجية القديمة عن القزم الذي حكم العالم السفلي حتى أتى البطل وأنتصر عليه، وفاز بالغنائم ومنها رداء التخفي الذي يحميه من الأعداء ويمنحه القوة، فهذه الظاهرة من أكثر الظواهر التي تبهرنا حين نسمع عنها أو نشاهدها في الأفلام، ومن هنا بدأ حلم الإنسان برداء الإخفاء أو قلادته أو طاقيتة، حتى جاء كاتب الخيال العلمي الإنجليزي ويلز بروايته الرجل الخفي عام 1897 وفيها توصل عالم إلى عقار يحول جسد الإنسان إلى شفاف تماما أو خفي، ثم ترجمت هذه الرواية إلى أفلام سينمائية، ولأن شرارة العلم تبدأ من الخيال فقد تحول هذا الخيال إلى أرقام وتجارب تحاول الوصول إلى سر الاختفاء، في عام 1943م أثناء الحرب العالمية الثانية قام العالم اينشتاين وفريق من علماء الفيزياء تحت اشراف الجيش الأمريكي باستخدام مجالات كهرومغناطيسية فائقة لاخفاء المدمرة (د-173) عن الأنظار ونجحت التجربة وتحولت المدمرة إلى سحابة رمادية باهتة فوق الماء وحسب شهود عيان من داخل السفينة وخارجها أفاد أحدهم "بأن الأمر في بدايته كان عبارة عن طنين قويا تحول فيما بعد إلى ضباب رمادي وحين فتحت عيني لم أشاهد سوى ضبابا رماديا ولم أشاهد سفينة وكنت أسمع صراخ رهيبا ينبعث من داخل هذا الضباب وكأن بحارتها يعانون من عذاب كبير لا يحتمل"، أما الشاهد الآخر فكان من طاقم السفينة في لحظة التجربة، وأشار إلى أنه عندما بدأت المولدات الضخمة بالعمل شعروا بأن رؤوسهم تكاد تنفجر وقلوبهم تكاد تخرج من صدروهم من قوة خفقانها، "بعدها أظلمت الدنيا وكأننا فقدنا الأبصار ودب الرعب وأصبحنا نجري في كل مكان دون شعور وعقولنا أصابها مس من الجنون وهلاوس حتى أن أحدنا رأى زوجته وصديقه المتوفين "، ورغم الآثار السلبية التي نتجت عن هذه التجربة على البحارة حيث ذهب أغلبهم لمصحات نفسية نتيجة تعرضهم لمجالات مغناطيسية رهيبة لم ييأس العلماء وظلت هذه الفكرة تراودهم، حيث قاموا بإنتاج طلاء شديد السواد يمتص كل الأشعة الساقطة علية ولا يعكس منها شيئا ومنها جاءت فكرة طائرة (الشبح)، وكي نفهم هذه الظاهرة لا بد لنا أن نعرف كيفية عمل العين، فالرؤية عبارة عن علاقة بين الضوء والأشياء التي نراها، فالأجسام تتعامل مع الضوء بعدة طرق مثل امتصاص الضوء أو انكساره أو انعكاسه فالعين تستطيع الرؤية عن طريق الأشعة المنعكسة من الأجسام على شبكية العين، لذا ركز العلماء على انعكاس الضوء فحاولوا تشتيته أو إلغاءه ليخفوا الأجسام، ففي روسيا ابتكر عالم الفيزياء أوليغ ادومسكي من جامعة اليانوفسك جهاز عبارة عن حلقات تحتوي على سائل لزق وعندما تصب هذه المادة على الأجسام تختفي، حيث تمكن من إخفاء فئران تجارب وهي نائمة لمدة سبع دقائق ولكن هذه السائل لم يستطع إخفاء الأجسام المتحركة، كما قام علماء أمريكا باستخدام تقنية النانو متر لاختراع مواد قادرة على سحب الضوء والصوت حيث تجازوا إلى محاولة إخفاء الصوت والظل إضافة إلى إخفاء الأجسام حيث تقضي هذه الطريقة بشكل نهائي على مشكلة الضوضاء، ففي جامعة فلنسيا تمكن الباحثون من اختراع عباءة قادرة على إخفاء الأصوات، وأخيرا في عام 2009م أعلن العلماء توصلهم إلى اختراع رداء يستطيع اخفاء نفسه وإخفاء الموجود عن الأنظار عبر تقنية علمية جديدة تعتمد على تشتيت الصورة ومنع الانعكاس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي