"معلم خمسيني" .. منزله أكوام حديد وشجره لا يقيه حرارة الشمس!
بين أكوام السيارات التالفة وأوراق الأشجار المتساقطة وتحت أشعة الشمس الحارقة وكثافة الغبار المتراكمة وضجيج المركبات المتنقلة في أحد شوارع العاصمة، وبجانب سيارة تالفة يتكئ عليها لتقيه لهيب الصيف الحارق ودرجات الحرارة العالية، تجد خمسينيا متشردا ذا ثياب متسخة وأوجاع تنهش جميع أجزاء جسده لقلة العناية الصحية .. لا يملك خيمة أو غطاء بلاستيكيا يحميه من أشعة الشمس الحارقة ويبعده عن أنظار المارة الذين يتساءلون عن حاله وقصة حياته المأساوية، حول تلك المنطقة إلى مسكن ينام فيه ويعد وجبته الغذائية بجانبه دون مساعدة من أحد، والكل يسأل: ما الأسباب وراء إقدام هذا الشخص على العيش في تلك المنطقة وتحت الظروف المناخية الحارقة؟ .. "الاقتصادية" اتجهت إلى الموقع في حي أم الحمام الغربي وشاهدت معاناته وقصة تحول حياته من سعادة إلى حياة مريرة.
هذا الشخص والذي أطلق على نفسه كنية "أبو منصور" وافق على الحديث لـ"الاقتصادية" وقال بعد تقديمه شاي غير صحي:"أنا مربي أجيال وخريج جامعة الملك سعود في الرياض - قسم زراعة، ولكن أهل الشر لم يتركوني في حالي وآذوني في جميع جوانب حياتي حتى وصلت لحالتي هذه، فأنا لم ولن أتسبب في إيذاء أحد ولكن الناجح محارب".
وأضاف أبو منصور، أنه يحمد الله على أنه حصل على راتب تقاعدي يسد رمق عيشه ويمنعه عن مد يد الحاجة للناس، كاشفا أنه يعاني أشخاصا أفسدوا حياته وحولوها إلى جحيم دون معرفة أسباب تلك العداوة والكراهية، مبينا أنه لم يتزوج بالرغم من أن عمره تجاوز خمسة عقود وذلك بسبب هؤلاء الأشخاص الحاقدين عليه.
واستطرد المعلم أبو منصور قصته المأساوية بالقول": لا أريد مساعدة من أحد أو إعالة فالمال موجود ولكن أريد أن يبتعدوا عني ويدعوا سبيلي لأعيش حياتي الطبيعية دون مشكلات، فأنا أعاني بعض الأمراض مثل السكر وبعض الكسور القديمة بسبب حوادث سير.
وأرجع السر وراء وجوده في هذا المكان تحديدا إلى رغبته في أن يعيش بعيدا عن السكان حتى لايتضايقوا من تواجده، مشيرا إلى أنه فكر في الذهاب إلى منطقة الشمال وتحديدا منطقة بنبان، لكن عوائق كثيرة منعته، على رأسها: عدم قدرته على التنقل أثناء شراء كل ما يحتاج إليه من مواد غذائية وملابس، مشددا على أنه لن يتنازل عن سكنه في موقعه والذهاب إلى موقع آخر مهما كانت الأسباب، وقال:"أنا رجل مسالك مسالم ولا يمكن أن أسبب أذى للسكان أو المارة، كما أني لا أعاني أمراضا نفسية".
وعن تعرض ممتلكاته للسطو من قبل لصوص خصوصا أنه يتنقل في الحي لأوقات طويلة تاركا وراءه ممتلكاته الثمينة، أكد أنه قام بوضع سلاسل لبعض ممتلكاته الثمينة والتي يصعب سرقتها.