فجوة معرفية
هناك هوّة تتسع كل يوم بين المعرفة النظرية والتطبيقية في عدة مراحل تعليمية، والسبب في ذلك يعود لعدة أسباب منها غياب تنظيم المحتوى والوقت خلال فترات العطاء سواء كان صفياً على مقاعد التعليم العام أو ذلك الذي تستغرقه المحاضرات في التعليم العالي.
كثير من المواد الدراسية بحاجة للتطبيق لكي تخرج من حيز الغموض، هذا هو المأمول لكن الواقع يناقض ذلك.
ولنأخذ على سبيل المثال بعض مواد العلوم – مثل الأحياء والفيزياء - التي تقوم في أساسها على التجربة العلمية والملاحظة، بينما تتحول في المعمل إلى حصّة جامدة يلقي فيها الأساتذة المفاهيم المتتابعة مع جزء تطبيقي بسيط. أي أن الحصص المقدّرة للتجارب والملاحظة تنقلب إلى حصص تلقين.
لا ننفي أيضا الجهود الفردية التي يقوم بها المعلّمون لتعليم المادّة باتباع الأسس الصحيحة حتى وإن غابت الإمكانات المادية والبشرية المناسبة.
مواد دراسية أخرى تُضمّن كمتطلب أساسي في التعليم العالي كالتي تدرس طرق البحث العلمي وأساليبه، والطلبة والطالبات بحاجة لتطبيق المعرفة النظرية التي تصلهم من خلال هذه المواد بتصميم البحوث ووضعها قيد الدراسة وإن لم يكن ذلك بصورة واسعة المدى بل على شكل تصاميم افتراضية.
إن وضع المعرفة النظرية في صورة تطبيق يرسّخ المفاهيم المدروسة جيداً ويصعب على الطلبة نسيانها في فترة زمنية قصيرة، على العكس من ذلك عند الاكتفاء بالمعرفة النظرية تصبح المعلومات مهدرة وجهد المتعلّمين والمعلمين جهدا ضائعا!
عندما يُخضع المتعلمون معرفتهم للتطبيق والممارسة يمكن أن تعينهم على استيعاب المفاهيم الأكثر صعوبة أو تلك التي سيتلقونها في مراحل دراسية أعلى. مما يؤدي إلى اختصار الوقت الذي يستغرقه عطاء المعلمين وتسخيره جوانب أخرى من العملية التعليمية.