عاملات سعوديات يدعمن العلاقات الثقافية السعودية ـ الإيطالية من خلال الفنون

عاملات سعوديات يدعمن العلاقات الثقافية السعودية ـ الإيطالية من خلال الفنون
عاملات سعوديات يدعمن العلاقات الثقافية السعودية ـ الإيطالية من خلال الفنون
عاملات سعوديات يدعمن العلاقات الثقافية السعودية ـ الإيطالية من خلال الفنون
عاملات سعوديات يدعمن العلاقات الثقافية السعودية ـ الإيطالية من خلال الفنون

لم يقتصر تطور المرأة السعودية العاملة في مجال عملها فقط بل امتد ليصل إلى جوانب أخرى مضيئة ليشمل عددا من الفنون المتنوعة تعكس اهتماما مكنها من استغلال مواهبها المتعددة، وهو ما ظهر من خلال مشاركة 18 فنانة سعودية في معرض "نوافذ" الذي أقيم أخيرا في متحف ترانسفيري في روما، وجسدت هذه التجربة أسلوبا فريدا من نوعه أسهم في دعم العلاقات الفكرية الثقافية النسائية بشكل مختلف دمج بين حضارات الشعبين.
"المرأة العاملة" ترصد في هذا التقرير انطباعات وطموحات الفنانات السعوديات بعد وصولهن من أول زيارة رسمية استمرت أسبوعا واحدا نظمتها جمعية النهضة النسائية مع سفارة روما في الرياض.
وضمت الزيارة عدا من السعوديات المتفرغات للفن وأخريات يعملن في مهن مختلفة بعضهن لاعلاقة لمهنهن الأساسية بالفنون لكن الرغبة والهواية دفعتهن لتجسيدها من خلال المعارض والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها.
تؤكد الفنانة أمل التويجري المتفرغة للفن بالبروسولان من 12 عاما وإحدى المشاركات في المعرض التي كانت بدايتها على يد معلمة إيطالية أن الإيطاليين عرفوا بعد هذا المعرض أن وراء الحجاب والزي الإسلامي مرآة مبدعة وفنانة في جميع المجالات، مشيرة إلى أن هذا أحد الأهداف التي تطمح الفنانات إلى الوصول إليه، كما أن المعرض حقق بالفعل التبادل الحضاري والثقافي للشعبين، فالكل منهم غني بحضارته وتراثه.

#2#

#3#

ودعت التويجري إلى ضرورة إنشاء نقابة للفنانين السعوديين تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام لتقديم كل ما يعمل لتطوير الفن في السعودية بجميع أنواعه وتتبنى المواهب الفنية الجديدة.
والفنانة أمل التويجري شاركت بشكل فردي في ثلاثة معارض تقام كل سنتين في مدينة كومو الإيطالية عام 2004، 2006، 2008م بأعمال نقلت العادات البدوية والثقافة السعودية وحصلت على مراتب متقدمة مقارنة بأعمال المشاركين الآخرين وشهادات تقدير.
ووصفت سلوى الحقيل التي تعمل مستشارة فنية لمصنع تمور وشوكولاتة والمشاركة في المعرض بلوحتين "منسوجات بدوية وحلي من فضة"، "نافذة لمبنى تاريخي" هذه التجربة بـ "الرائعة"، وقالت "رغم أن كل فعاليات الرحلة إلى روما كانت مميزة إلا أن من وجهة نظري كان أبرز ما جذبني هو زيادة أواصر العلاقة بين الفنانات السعوديات التي تلت فعاليات المعرض، حيث أتاحت اللقاءات اليومية المستمرة فرصة كبيرة لزيادة المعرفة بيننا"، وأضافت أنها فخورة جدا بالصورة التي تركتها الفنانة السعودية في إيطاليا والتي كانت محل احترام وتقدير لأنها مثلت الجانب السعودي بشكل جميل من جميع المجالات.

#4#

وعن أبرز ما يميز المعرض من وجهة نظر الدكتورة ثريا العريض المستشارة في شركة أرامكو السعودية التي ألقت محاضرة تعريفية عن تحديات المرحلة المستقبلية التي تواجهها المملكة أن كل فنانة سعودية مشاركة فيه مثلت نفسها وإبداعاتها بعفوية وشفافية كبيرة.
وقالت: "حاولت من خلال المحاضرة التي ألقيتها في المعرض واستهللتها بقصيدة أن أبتعد عن لغة الأرقام وأن أعطيها طابعا عفويا مشابها لطابع هذه الزيارة وأن أوصل للإيطاليين تجربة دولة عمرها 100 عام من ناحية تاريخية وثقافية وطبيعة المسؤوليات الملقاة عليها.
وفي هذا السياق بينت لمياء مريشد فنانة في مجال الخزف ومحاضرة في كلية التربية الفنية في جامعة الملك سعود أن المعرض حقق ما سعى إليه من خلال فتح قنوات تواصل جديدة على مستوى المهارات والتجارب الفردية، ودعت إلى تكثيف هذه المشاركات الدولية في المستقبل نظرا للفائدة التي جنتها الفنانات من خلال هذه التجربة وتمنت أن يكون هناك ورش عمل في المعارض الدولية المقبلة.
وهدف معرض نوافذ إلى إبراز الفنون من خلال التذوق الفني في حواس الإنسان الخمس: الشم، النظر، التذوق، اللمس، السمع، والحركة، حيث احتوى على مهارات متعددة وهي مهارة "الحرف اليدوية" باختلاف أنواعها وتعد جزء من التراث الحضاري المتمثل في المنسوجات، المجوهرات، الحلي، الفخار، الخزف، الزجاج، الأزياء الشعبية، الملابس التراثية التقليدية، ومهارة الأدب المتمثلة في الكتابة والشعر والسير الذاتية والتجارب الفردية والفولكلور الشعبي ومهارة المطبخ الشعبي والوصفات التقليدية، وركز على محورين أساسيين هما الأصول المشتركة والتنوع ومقارنة الماضي بالحاضر وبناء جسور بين الحضارتين الغربية والشرقية.
ومن اللافت أن من ضمن المشاركات في هذا المعرض "أم وابنتها"، وهما الفنانة هالة الخضيري "منسقة مشاريع في شركة أرامكو السعودية" الذي بدأ اهتمامها بالفن منذ 30 عاما وابنتها زينب الخضيري "إخصائية بصريات في مستشفى الملك فهد الجامعي".
وبدأ اهتمام الابنة بالفن عندما كانت تراقب والدتها أثناء قيامها بعدة أعمال فنية مما شجعها على المحاولة وكان الرسم على الثياب أول أعمالها عندما كانت تبلغ من العمر 16 ربيعا وانضمت إلى جماعة الفنون التشكيلية في "أرامكو السعودية" والتحقت بالدورات في الرسم على الحرير والزجاج والخزف.
ومعرض "نوافذ" يعد خطوة جديدة أسهمت في التبادل النسائي المعرفي والتواصل بين الثقافتين الإيطالية والسعودية من خلال مرحلتين الأولى انتهت في السعودية وأقيمت في المتحف الوطني في الرياض عام 2007م، والثانية في روما 2009م.
وعن دور جمعية النهضة النسائية في إنجاح هذا المعرض بنسختيه السعودية والإيطالية أوضحت ديما الريس مديرة مركز الإدارة العامة في جمعية النهضة أن فكرة معرض نوافذ كانت نابعة من زوجة الرئيس الإيطالي، حيث كان التنظيم بالكامل لمعرض نوافذ في نسخته الأولى في الرياض من جمعية النهضة، وعملت الجمعية في روما على جمع الفنانات بالتنسيق مع السفارة الإيطالية ومع بلدية روما حتى خرج بالشكل المطلوب، وأشارت الريس إلى أن الجمعية لا تمانع في تكرار مثل تلك المعارض مستقبلا بعد أن أثبتت نجاحا كبيرا.
وأجمعت المشاركات في هذا المعرض على الدور الفاعل لجمعية النهضة النسائية الذي قامت به من أجل إنجاح المعرض بنسختيه وإظهاره بالشكل المطلوب على مستوى دولي.
وأوضحت رنا المرعي رئيسة قسم الإعلام في الجمعية أن الجمعية تدعم كل ما ينمي قدرات المرأة السعودية وكل ما من شأنه أن يخدمها وينظم نشاطها من خلال أسلوب العمل الخيري بطريقة حديثة تواكب خطط التنمية الوطنية لما يعود بالنفع لمصلحة بنات هذا الوطن الغالي وبالتالي كانت الجمعية حريصة جدا على نقل هذه الصورة وتمثيلها سواء في الداخل من خلال استقبال الوفود الرسمية وزوجات الرؤساء وعدد من الجهات وإعطاء صورة حسنة عن ثقافة المرأة السعودية وآخر ما وصلت إليه من علم وفكر وثقافة وبالمثل في خارج المملكة، حيث إن الفنانات السعوديات مع الفنانات الإيطاليات أوجدن منظومة رائعة في الانسجام في التعبير عن أحاسيسهم في أنواع الفن المقدمة التي بالرغم من اختلاف البلدين فيها لكن توحد فيها نوع الفن باختلاف بصماته في طريقة العرض.
وأشادت الفنانة هند باعشن التي بدأت الفن عام 1996م في إعادة صياغة الفضيات وإخراجها بشكل جديد بهذه الزيارة الفريدة من نوعها ـ على حد قولها ـ من جميع النواحي سواء من جانب الاستقبال الذي وصفته بـ "الحافل" أو من جوانب أخرى، واستطردت: "كانت هناك رعاية كبيرة جدا من الجانبين السعودي والإيطالي من لحظة وصولنا المطار وحتى خروجنا من روما، فلم نشعر إطلاقا بأننا خرجنا من السعودية بسبب المعاملة اللطيفة والراقية من الإيطاليين، ورغم أنني كنت أكبر الجميع سنا إلا أن الاحترام والتقدير والمبادرة في تقديم كل ما أحتاج إليه هي الأمور التي كنت أقابلها من جميع المنظمين لهذه الرحلة التي أعتبرها من أفضل الزيارات التي قمت بها في حياتي".
وتؤكد مسعودة قربان أن الإيطاليين كانوا يجهلون القدرة الإبداعية الفنية للمرأة السعودية وفوجئوا بإبداعاتها خلال هذه الزيارة التي كانت مكان اهتمامهم وتقديرهم، منوهة بأن المرأة السعودية مثلت نفسها ونقلت ثقافتها من خلال الفن بأسلوب راق ورفيع جدا، خاصة أن المعرض كان يحاكي الحواس الخمس للإنسان ولم يقتصر فقط على الفن التشكيلي بل تعداه إلى الإبداع في الجوانب الحرفية والفنون الخطابية.
وتعد الفنانة مسعودة من الفنانات المعاصرات في فن صياغة المينا والحلي وبدأت تشارك في المعارض الجماعية عام 1990 وتقلدت منصب وكالة قسم التربية الفنية في جامعة الملك سعود كما تدرس حاليا مرحلة الدكتوراه.
وفي السياق ذاته تقول نوال مصلي إن فكرة الزيارة كانت لها فائدة كبيرة بالنسبة للفنانات السعوديات كنت آمل أن تكون فترة الزيارة أطول لزيادة فترة المناقشة من أجل التعريف بالفن التشكيلي السعودي.

الأكثر قراءة