العلماء والقضاة أول المعنيين بتحقيق رسالة المسجد
أوضح الشيخ الدكتور ناصر بن عبد الرحمن العقل رئيس قسم العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض, أن تدرج الزمن وتغير أساليب الحياة حولا كثيرا من وظائف المسجد إلى مؤسسات أخرى وهيئات ودوائر.. لكن لا يعني ذلك أن المسجد انتهت رسالته، أو لم يعد له دوره وتأثيره، بل بقي الكثير. ولو لم يكن للمسجد إلا إقامة الصلاة وما يقام فيه من الحلقات لكان ذلك أمرا عظيما، كيف والصلاة هي ركن الإسلام وعمود الدين، وأعظم شعائر الإسلام الطاهرة.
#2#
وأضاف أن المسجد لا يزال مهيئا للقيام بأدوار عظيمة في التعليم والتربية والوعظ والتوجيه والإرشاد، والتكافل الاجتماعي، والحسبة.
وفي أيامنا - وبعد النهضة الشاملة في هذه البلاد المباركة - نرى المساجد بدأت - بحمد الله - تستعيد شيئا من مكانتها، سواء فيما يتعلق ببنائها والعناية بها، حيث لا تزال حكومة خادم الحرمين الشريفين ـ وفقها الله، ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تولي المساجد عناية طيبة.
وقال إن المساجد بدأت كذلك تأخذ نصيبها من قبل سائر المواطنين الصالحين، فهي تشهد بحمد الله نشاطا ملحوظا في تحفيظ القرآن وحلق العلم والذكر والوعظ والإرشاد والمحاضرات والندوات والدروس العلمية والحلقات والدورات والمكتبات وغيرها.
لكن هذه الأنشطة تحتاج إلى مزيد من التنسيق والتخطيط والتنظيم وحسن الإعداد وجودة الأداء.
كما أنها في حاجة إلى الإشراف المباشر عليها من قبل المشايخ وطلاب العلم، وتركز المسؤولية في ذلك - فيما أرى - على الأئمة والخطباء والمؤذنين بالدرجة الأولى.
وقامت نماذج جيدة في نشاط المسجد في كثير من المدن في المملكة يجب أن يفاد منها, خاصة في المساجد ذات النشاط الناجح والمرافق والخدمات الكاملة فإنها يجب أن يستفيد منها سائر الأئمة والخطباء.
فالخلاصة: المساجد أهم وسيلة، وأسلم مكان، وأفضل بقعة ينطلق منها العلماء وطلاب العلم لتوجيه الناس، وتعليمهم وتفقيههم، وحل مشكلاتهم، ولذا كان المسجد منذ عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والقرون الفاضلة هو المكان الذي يصدر عنه كل أمر ذي بال يهم المسلمين في دينهم ودنياهم.
وكان العلماء والولاة هم الذين يتصدرون الأمة من خلال المسجد.
##المعنيون بتحقيق رسالة المسجد
وتساءل د العقل من هم المعنيون بتحقيق رسالة المسجد
واجاب على السؤال بقوله : إن مما يجب التسليم به سلفا أن العلماء قبل غيرهم هم المعنيون برسالة المسجد، ثم طلابهم الأمثل فالأمثل، فالعلماء والمشايخ الكبار لا شك أنهم أولى وأول من يقوم بمهام رسالة المسجد، لكن لا يعني ذلك أن أشخاص العلماء هم المنفذون لكل عمل يتعلق بذلك، بل الأمر الطبيعي والوضع السليم أن العلماء يقومون بدورهم من جانب، ويوجهون من دونهم من جانب آَخر، وتحت نظر العلماء وأمرهم وقيادتهم وريادتهم تقوم فئات أخرى من طلاب العلم والمعلمين، الموثوق بهم بتحقيق الرسالة الشرعية للمسجد.
وهناك القضاة، وهم غالبا من العلماء ونظرًا لأنه-في هذه البلاد بحمد الله- لا تخلو مدينة أو قرية كبيرة من قاض أو أكثر، فإنه يجب أن يتولى القاضي مهامه الشرعية من تعليم الناس أصول دينهم ومهمات الأحكام والفتوى، والدروس الشرعية، وتوجيه الناس، والإصلاح بينهم، والإسهام في معالجة مشكلاتهم الاجتماعية والتنسيق مع الجهات المسؤولة في البلد لدفع كل ما هو من مصالح البلد في الدين والدنيا. وسائر هذه الأنشطة ينبغي أن ينبثق عن المسجد ما أمكن ذلك.
وهذا أعني الإفادة من القضاة في نشر العلم والفتوى والدعوة -مما ينبغي أن تعنى به الوزارة بالتنسيق مع وزارة العدل ودار الإفتاء. ويضاف لذلك خريجي الكليات الشرعية وطلاب العلم الذين بإمكانهم تعليم الناس بالتنسيق مع الجهات المختصة وذات الشأن .
وأشار د. العقل إلى أهم الأمور التي يمكن أن يحققها العلماء من خلال المسجد وهي على النحو التالي:
1- الإمامة وما يتبعها ويلحق بها.
2- الخطابة في الجمعة والأعياد ونحوها.
3- الفتاوى.
4- الدروس والحلق.
5- المحاضرات والندوات.
6- الكلمات والتوجيهات والمواعظ.
7- سائر أعمال الحسبة الأخرى التي يمكن أن تتحقق من خلال المسجد حسب نظر المشايخ.