أثرياء العالم يخفضون تبرعاتهم بعد تراجع حجم ثرواتهم باستثناء أغنياء اليابان
أكد تقرير الثروات العالمية لـ «ميريل لينش» أن أثرياء العالم لن يكونوا على استعداد للتبرع أكثر على الأعمال الخيرية العام الجاري بسبب تراجع حجم ثرواتهم.
وأكد 60 في المائة من أثرياء أمريكا الشمالية أنهم سيقلصون حجم تبرعاتهم للأعمال الخيرية خلال عام 2009 الجاري، نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، وانفرد أثرياء اليابان في الإعراب عن رغبتهم في زيادة قيمة تلك التبرعات، حيث أكد 54 في المائة منهم اعتزامهم القيام بذلك عام 2009.
في حين أوضح التقرير أن أثرياء العالم تحولوا إلى الاستثمار في الأعمال الفنية والمجوهرات، وزادوا من حجم إنفاقهم على اقتنائها عن مستويات ما قبل الأزمة الاقتصادية الراهنة، ليستخدموها كأداة إضافية «للهروب إلى الملاذات الاستثمارية الآمنة»، آملين أن يحافظ الاستثمار في هذه الفئات الاستثمارية الكمالية على قيمته بشكل أفضل من الفئات الأخرى على المدى البعيد.
وواصلت المقتنيات الفاخرة مثل (السيارات واليخوت والطائرات الخاصة)، الاستئثار بحصة الأسد في الاستثمارات في الكماليات الثمينة عام 2008، وبلغت نسبتها 27 في المائة من إجمالي استثمارات الأثرياء على المستوى العالمي ورفع الأثرياء في اليابان وأمريكا الشمالية من قيمة استثماراتهم في المقتنيات الفاخرة بنسبة أكبر من الاستثمارات التي رصدها أثرياء سائر مناطق العالم للمقتنيات الفاخرة بنسبة 33 في المائة و29 في المائة على التوالي.
كما واصلت الأعمال الفنية الراقية تصدر قائمة استثمارات كبار أثرياء العالم في المقتنيات الثمينة عام 2008، حيث شكلت ما نسبته 27 في المائة من إجمالي استثماراتهم في الكماليات كما احتلت الأعمال الفنية المرتبة الثانية (بنسبة 25 في المائة) من إجمالي استثمارات أثرياء العالم في الكماليات.
وزاد الأثرياء من حصة استثماراتهم في الأعمال الفنية الراقية إلى 25 في المائة من إجمالي استثماراتهم في المقتنيات الثمينة، مقارنة بـ 20 في المائة عام 2006 قبل الأزمة وعلى غرار ما حدث في الأعوام السابقة، استثمرت نسبة أعلى من الأثرياء الأوروبيين (30 في المائة) والأمريكيين اللاتينيين (27 في المائة) في الأعمال الفنية الراقية، من نظرائهم في آسيا، مثل اليابان (23 في المائة) وأمريكا الشمالية (21 في المائة) والشرق الأوسط (17 في المائة).
وزاد أثرياء العالم بشكل كبير من قيمة استثماراتهم في المجوهرات والأحجار الكريمة والساعات الفاخرة، بحيث احتلت هذه الفئة من الاستثمارات المرتبة الثالثة في إجمالي استثماراتهم في المقتنيات الثمينة (22 في المائة) وخصص الأثرياء للاستثمار في هذه الفئة نسبة أكبر من الاستثمارات التي خصصوها لها (18 في المائة) عام 2006، قبل الأزمة.
وتصدرت المجوهرات والأحجار الكريمة والساعات الفاخرة استثمارات أثرياء آسيا والشرق الأوسط في المقتنيات الثمينة، وحافظت مبيعات تلك السلع على قوتها في هاتين المنطقتين رغم الأزمة الاقتصادية الراهنة وبلغت نسبة مخصصات الاستثمار في سائر المقتنيات الثمينة مثل التحف الأثرية والعملات المعدنية القديمة والتذكارات والرياضة مثل المنتخبات الرياضية وسباقات الخيل وغيرها، 12 في المائة و7 في المائة على التوالي، من إجمالي قيمة الاستثمارات في المقتنيات الثمينة خلال عام 2008.
واستقرت تلك النسب عند مستوياتها عام 2006 قبل الأزمة، إلا أن إجمالي حجم الطلب على تلك الفئة كان أضعف بشكل واضح عام 2008 وكان الإنفاق على الصحة والاستجمام مثل زيارة مراكز سبا الصحية الفخمة ومنشآت معدات اللياقة البدنية وإجراءات الطب الوقائي الإنفاق الترفي الوحيد الذي شهد زيادة في قيمته عام 2008.
وعلى الصعيد العالمي أكد 54 في المائة من أثرياء العالم أنهم زادوا من إنفاقهم على الصحة والاستجمام، بينما أكد 67 في المائة من الأثرياء زيادتهم للإنفاق على هذه الفئة وأدى غموض الآفاق الاقتصادية إلى تخفيض إنفاق أثرياء العالم على السفر الفاخر والاستطلاعي، وكانت نسبة تخفيض أثرياء أمريكا إنفاقهم على هذه الفئة هي الأكبر، حيث بلغت 55 في المائة.
وانخفضت مشتريات الأثرياء من السلع الاستهلاكية الفاخرة وقال ما نسبته 43 في المائة من إجمالي الأثرياء الذين شملهم الاستطلاع، ومنهم 60 في المائة من أثرياء أمريكا الشمالية، إنهم أنفقوا أقل على مشتريات السلع الاستهلاكية الفاخرة في عام 2008.