طلاب الرياض يودعون المدرسة بـ «باي يا دراسة ..هلا بالوناسة»

طلاب الرياض يودعون المدرسة بـ «باي يا دراسة ..هلا بالوناسة»

ما إن لامست عقارب الساعة الـ7:45 دقيقة من صباح يوم الأربعاء الماضي، حتى بدأ أول فوج من طلاب الصف الثالث الثانوي في ترك مقاعد الدراسة بعد عناء دراسي استمر 12 سنة من الصف الأول ابتدائي وصولا إلى هذه المرحلة، والتي تعتبر بحد ذاتها مرحلة خاصة بكل أطيافها حيث إنها تعتبر مرحلة مفصلية في حياة الشباب الذين فضلوا الاحتفال بالانتهاء من عناء هذه السنة بطريقتهم الخاصة، حيث لم يعمد الطلاب إلى خلق مشاجرات مع أقرانهم كما حدث خلال الأيام الأولى من الاختبارات في أكثر من مدينة في المملكة، أو القيام بأعمال تفحيط وتخريب للممتلكات العامة في أرجاء المدينة، ولم يقم البعض بالاعتداء على معلميهم سواء جسديا أو بتهشيم زجاج السيارة في حركة انتقامية يفعلها بعض الطلاب، بل ابتكر بعض الطلاب طريقة خاصة لتوديع المدرسة وذلك من خلال طلاء سياراتهم ببعض العبارات التي يبدون من خلالها سعادتهم بتوديع المدرسة، وقال محمد الرشود الطالب في الصف الثالث الثانوي القسم الأدبي:«لقد كان عاما حافلا بالجد والاجتهاد، لم أصدق أنني انتهيت من المرحلة الثانوية، سأحتفل من الآن حتى ظهور النتيجة والتي أتمنى أن تكون مفرحة لي ولأهلي الذين لم يقصروا معي طوال الأيام الماضية».
وأضاف: رغم فرحتي بنهاية العام الدراسي إلا أني أحمل هم وجهتي المقبلة حيث إنني إلى الآن لم أقرر إلى أي كلية سأذهب.
في المقابل رفض الطالب خالد العلي القسم العلمي الاحتفال بهذه الطريقة وقال:«هذه الطريقة همجية ولا تليق بنا كطلاب مقبلين على مرحلة مهمة من حياتنا».
وأضاف: لماذا أحتفل وإلى الآن لم تظهر نتيجة الاختبارات، رغم أنني أعلم بإذن الله أنني ناجح، ولكني أريد نسبة كبيرة ووقتها سأحتفل.
ورغم قرار إدارة المرور بمنع مثل هذه الأمور والتي تعتبر مخالفة للذوق العام، إلا أن الطلاب لم يأبهوا بذلك، وقاموا بإلصاق العبارات التي استحوذت على انتباه المتواجدين في الشارع، وقال محمد السالم رجل أمن:«هذا العمل مخالف لأنظمة المرور، ولقد قمنا بإيقاف عديد من السيارات التي قامت بهذا العمل، مع أخذ تعهد عليهم بعدم تكرارها مستقبلا».
وأضاف: كنت أتمنى من إخواني الاحتفال بطريقة أفضل من تلك الطريقة التي لا تليق بأبناء المملكة والذين يعدهم الوطن لمهام أكبر.
من جهته، اعتبر أحد الإخصائيين النفسيين هذا العمل خاطئا وقال:«رغم أن العمل خاطئ إلا أننا لا بد ألا نلوم الطلاب الذين يبدو أنهم كانوا يريدون التعبير عن الكبت والقلق النفسي والبدني الذي عاشوه طوال الأسبوعين الماضيين، أو بالأحرى طوال السنة الماضية».
وأشار إلى أن هذه مرحلة وسيتجاوزها الطلاب ووقتها سيدركون أن تصرفهم خاطئ ولكنه كما ذكرنا يندرج تحت عاملي الضغط والقلق النفسي والبدني.

الأكثر قراءة