لوحات المحال التجارية .. أخطاء إملائية ولغات أجنبية
لا يكاد يوجد محل من محال العاصمة الرياض من دون لوحة تعتلي هرم هذا المحل أو ذاك، بعضها كبير والآخر صغير يكاد لايرى، وبعضها جميل ومرتب والآخر باهت وعفا عليه الزمن وملأته الأتربه أو تجد معظم أنواره مطفأة، لكن الشيء الذي يجذب انتباهك هو وقوع بعض أصحاب المحال عند كتابتهم للوحة في أخطاء إملائية فادحة تجعلك تشعر بنوع من الغضب والحرقة، كون هذه الأخطاء تعتبر في واقع الأمر بدائية وبعضها يثير الضحك، فلو نظرنا إلى عدد من اللوحات سنجد أن جلها كتبت بطريقة أملائية خاطئة، أو أن بعضها ترك اللغة العربية الفصحى وكتب العبارة باللهجة العامية.
ولكن السؤال من هو المسؤول عن هذه اللوحات، ومن الذي يكتبها؟
وما دور وزارتي الإعلام والتجارة في الحفاظ على قواعد اللغة العربية السليمة من أي تعدٍ أو تجاهل، خصوصاً أن العربية هي اللغة الرسمية التي يجب أن تكتب بها كل اللوحات والإعلانات.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى إدخال اللغة الإنجليزية في اللوحات، وهي القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد أبعد عدد كبير من أصحاب المحال التجارية لغة الضاد من أذهانهم واعتمدوا على استخدام اللغة الإنجليزية، حيث غلب استخدام الكلمات الإنجليزية الخالصة بالكامل والتي تشمل الحروف والمعاني في بعض اللوحات على اللغة العربية لاسيما في الشوارع والمراكز التجارية والأسواق المحلية، في حين لجأت بعض المنشآت التجارية إلى استخدام اللغتين مع تغليب الإنجليزية وكتابة اسم المنشأة بحروف متواضعة وصغيرة لا تكاد تبدو للعيان وهو ما يبدو أنه من باب ''المجاملة''، بينما لجأ البعض الآخر من أصحاب المحال التجارية إلى استخدام مصطلحات وكلمات إنجليزية وأجنبية من لغات متعددة كمسميات لمنشآتهم, وإن كتبت بالحروف العربية جنبا إلى جنب مع نظيرتها الإنجليزية صاحبة السيادة.
وأرجع البعض ظاهرة الأخطاء الإملائية أو اللغوية التي تكسو معظم المحال التجارية إلى عدم اهتمام صاحب المحل بتزيين محله بالكتابة الصحيحة والخالية من الأخطاء الإملائية واللغوية، فيما يرى البعض الآخر أن السبب يعود إلى أن معظم الخطاطين والذين يصممون تلك اللوحات لا يعلمون ماذا يكتبون، وفي هذا الجانب قال صالح الجمعة والذي يعمل معلم لغة عربية في إحدى المدارس في الرياض:''الأخطاء الإملائية في اللغة العربية يصعب حصرها، وهذا الشيء ليس في صالح الجيل المقبل''.
وأضاف: هذا الشيء يعتبر تعديا سافرا على المشهد الجمالي لمدننا.
ويرى هاني آل زيدان من قسم اللغة العربية في كلية المعلمين أن انتشار هذه الأخطاء يرجع إلى عدة أسباب أولها قلة الاهتمام إلى جانب ضعف الوعي وقال: ''الكثير من كتاب اللوحات ينقصهم الكثير من الخبرات اللغوية والإملائية، حيث إن معظمهم غير عرب''.
وأضاف: بدلا من إيقاف هذه المهازل في اللوحات الدعائية أصبحنا نسمح بكتابة اللوحات باللغة الإنجليزية والذي يعتبر خطره أشد من خطر الأخطاء الإملائية أو اللغوية.
واقترح آل زيدان توعية المجتمع من خلال تعزيز مكانة اللغة العربية ، وتنمية الحس اللغوي لدى أبنائنا وهم أطفال، مع وضع شرط إلزامي لمن يمنح رخصة لفتح هذه المحال وهو معرفته ومعرفة العاملين معه في المحل اللغة العربية.
.