مساجد مفتوحة الأبواب وكهرباء تعمل طوال النهار والليل
عندما تتوجه إلى بعض المساجد تجد الأبواب مفتوحة طوال اليوم لا تدري أذلك نهار أم ليل, فالتكييف مفتوح والمسجد ربما لا أحد موجود فيه، وعندما يأتيك الفضول لتسأل العامل عن هذا تجده غير موجود والنتيجة استمرار إهدار الثروة الكهربائية وآثار جانبية في المجتمع، وعندما تواجه المسؤولين عن المساجد تجد أن بعضهم يبذل جهده في هذا الجانب وتجد البعض الآخر مهملا لبيوت الله أشد الإهمال ولا يدري ما يحدث في المسجد، ولهذا لم يتردد عدد من المعنيين بالجانب الدعوي وأئمة المساجد أن يتحدثوا عن هذه المشكلة, حيث أجمعوا على ضرورة التنبه لها, خصوصا فيما يتعلق ببقاء المساجد مفتوحة وهذا يتنافى مع العمل على القيام بترشيد الكهرباء في المساجد, خصوصا في هذه الأوقات الأكثر سخونة وحرارة, حيث أكدوا أن تقليل الصرف الكهربائي يزيل عبئا كبيرا على الأحمال الكهربائية, وشددوا على ضرورة إغلاق المساجد ومفاتيح الكهرباء بعد انتهاء الصلوات وعدم تركها مفتوحة طوال الوقت، وطالبوا أئمة المساجد بالقيام بالدور المنوط بهم كمسؤولين عن المساجد، وأشاروا إلى العمل على الاهتمام بالمساجد من جميع الجوانب وخاصة إغلاقها بعد الصلوات وما يتعلق بأمور الكهرباء وهذا سيسهم في إنجاح خطة شركة الكهرباء في عملية الترشيد للكهرباء التي تتبعها نحو المساجد.
#2#
#3#
#4#
مسؤولية المساجد
في البداية تحدث الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب فقال لا شك أن مسؤولية المساجد كبيرة وعظيمة ومن الأهمية بمكان جعلها نصب أعيننا، فرسالة المسجد تتطلب الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة متعلقة بها لما للمساجد من مكانة وحرمة، القيام بحقها من واجب الخدمة. فهي بيوت الله ومهابط رحمته وملتقى ملائكته والصالحين من عباده، وقد أضافها الرب إلى نفسه إضافة تشريف وإجلال، وتوعد من يمنع عباده من ذكره فيها أو خربها أو تسبب في خرابها. فقال تعالى: ''وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم'' البقرة 114.
ومن ينظر في حالة المساجد اليوم ، يجد أن الإمكانات المتاحة الآن أفضل ، ويتم تهيئة كل سبل الراحة في هذه المساجد ، والفارق فقط أن المساجد في صدر الإسلام أكثر اكتظاظا بالمصلين لذا نجد أنه لا يتخلف عنها إلا معذور عن الحضور أو منافق معلوم النفاق، وفي العهد الحاضر تغير حالها وساء تعامل الناس معها وأحدث فيها ما يتنافى مع مكانتها وقدسيتها وأصبحنا نخشى من يبقى فيها بسبب انتشار من ينتمون إلى الإرهاب والأفكار المنحرفة فيخشى أن يستغلوها أسوأ استغلال، ومن هنا لا بد علينا كأئمة مساجد أن نهتم بهذا الجانب كثيرا ونضعه نصب أعيننا، وبالنسبة إلى المساهمة في ترشيد الكهرباء فهو أمر مهم جدا, ومسؤوليتنا كأئمة مساجد أن نسهم في هذا الجانب سواء بتوعية الناس بشكل عام بأهمية ترشيد الكهرباء أو فيما يخص المساجد, ولا سيما أن بعض المساجد مع الأسف الشديد تترك مفتوحة طوال اليوم دون إغلاق مفاتيح الكهرباء، وهذا يضاعف الأحمال الكهربائية, ولا سيما أن عدد المساجد في هذه البلاد المباركة كبير وتشغيل الكهرباء دون صلاة وبقاؤها كذلك يسهم في زيادة الضغط والأحمال عليها لذا نصيحتي لإخواني أئمة المساجد أن يهتموا بهذا الجانب وأن يضعوها نصب أعينهم ويعلموا أن المساجد أمانة في أعناقنا ولا بد علينا المحافظة على هذه الأمانة نسأل الله للجميع التوفيق.
يحدث التقصير
من جهته, يقول الشيخ خالد الهميش المشرف على موقع الزواج والداعية المعروف, إن هذه الدولة المباركة اهتمت بالمساجد والعناية بها، وأوجدت كل سبل الراحة بها، وإن حدث تقصير فإن المطالبة بتلافيه واردة بالتعاون مع الجهة المشرفة على المساجد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بصفة دائمة، ولا يكون فتحها إلا في الأوقات التي يوجه فيها المسؤولون بذلك كشهر رمضان لروحانيته وأهميته بالنسبة لنا كمسلمين وتسابق الناس على العبادة فيه والطاعة، أما في الوقت الحاضر فإن فتح المساجد بشكل دائم ليس ضرورة ويترتب عليه أمور نحن في غنى عنها, خصوصا في هذه الأوقات التي ترتفع فيه درجات الحرارة، فبقاء المساجد أثناءها مفتوحة ودون إغلاق الكهرباء فيها يسهم دون شك في زيادة الأحمال الكهربائية, كما ذكرت مسبقا، كما أن هناك من يمكن أن يستغلها لأهداف غير نبيلة كبعض المنحرفين الذين ينتمون إلى الفئات الضالة، فمن الممكن استغلالها في بعض الإعلانات أو تكتب فيها بعض الآيات أو الأحاديث يسخرونها لأهدافهم دون أن يتنبه لهم أحد، وهذا العمل من شأنه أن يشغل المصلين والداخلين إلى المسجد عن ذكر الله ويؤثر فيهم ربما بطريقة غير مقبولة، فالحذر مطلوب, ولاسيما في الوقت الحالي الذي نجد من يتحدثون فيه باسم الدين وهم منه براء، فلا بد أن ننأى بالمسجد عن مثل هذا العبث الذي يحدثه بعض الجهلة والمنحرفين، كما يجب أن نجعل مبادرة الترشيد الكهربائي في المساجد نصب أعيننا لأهميتها، وضرورة العمل لما يفعلها، وفائدتها على الجميع, خصوصا في هذه الأوقات العصيبة التي ترتفع فيها درجات الحرارة حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها، والتعاون من وجهة نظري مطلوب ومهم ولا بد من الحرص على تحقيقه.
لا نعفي أنفسنا
من جانبه, يقول أحمد القرني إمام مسجد سابق في مكة المكرمة : إن الاهتمام بالمساجد يجب أن يكون من أول اهتماماتنا, فالدولة ـ وفقها الله ـ لم تقصر في إعمار المساجد وبنائها والاهتمام بها وتبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، ونحن كأئمة مساجد لا نعفي أنفسنا من التقصير في حق المساجد وعدم الاهتمام بها، خاصة أن هذا يجب أن يكون من أول اهتماماتنا لأننا يجب أن نقوم به كأئمة مساجد وكراغبين في الأجر من الله نجمع بين الأمرين ونخلص النية لله وسنجد الأجر الجزيل من الله، وبالنسبة إلى ترشيد الكهرباء فحسب علمي، خطت الوزارة خطوة كبيرة نحو هذا الشأن، ولكن ليست لدي تفاصيل حوله, لكن لا بد أن يكون هناك تضافر للجهود بين شركة الكهرباء والقائمين على المساجد من ناحية التوعية للمصلين بشكل عام وبوضع المساجد خاصة ولاسيما فيما يتعلق بالاقتصاد في استخدام الأجهزة الكهربائية من تكييف وغير ذلك خاصة أن الدولة تتحمل جميع تكاليف الكهرباء في المساجد, والتي يبلغ عددها عشرات الآلاف من المساجد على مستوى المملكة، وأعتقد أن هذا الأمر متى ما تعاضد فيه جميع الأطراف ستكون لذلك ـ بإذن الله ـ نتائج إيجابية ونتمنى من الله العلي القدير أن يكون هذا التعاون ذا تأثيرات إيجابية في الجميع بمشيئة الله.