جرائم وهروب عاملات وافدات يجبران صاحبات مشاغل على توظيف السعوديات
اضطرت سيدات أعمال للاستعانة بعاملات سعوديات في المشاغل النسائية إثر تزايد هروب العاملات الوافدات وجرائمهن، لتشهد بعض الصالونات النسائية سعودة أقسام المكياج والشعر والخياطة، كذلك تجهيز مواقع لتدريب العاملات داخل هذه الصالونات .
ووقفت «المرأة العاملة» ميدانيا على مشاغل وظفت 25 سعودية لقاء راتب شهري يراوح بين ألفي ريال وثلاثة آلاف ريال.
ودعت مضاوي القنيعير سيدة أعمال وندى البوردي ناشطة في العمل الخيري إلى تبني توظيف السعوديات في أعقاب سلبيات هروب العاملات الوافدات وقضاياهن الأخلاقية، لتفرز هذه الدعوة توظيف 25 فتاة سعودية تم تأهيلهن على أيدي خبيرات وتزويدهن بثقافة العمل والالتزام.
ووجدت مبادرة توظيف السعوديات في المشاغل تجاوبا من عدد كبير من صاحبات الصالونات النسائية وتعاونا من الفرع النسائي في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض.
وأوضحت لـ «المرأة العاملة» مضاوي القنيعير، أن هناك دعوة تهدف إلى إحلال الفتيات السعوديات في جميع الوظائف التي تتجاوز آلاف الفرص وتشغلها الأجنبيات في حين أن الفتاة السعودية تبحث عن فرصة عمل تحت شعار «صالوناتنا سعودية».
وأشارت إلى أن أسباب توظيف السعوديات يعود إلى حجم المشكلات التي أصبحت تواجه المستثمرات بسبب العمالة الأجنبية من هروب ومشكلات أخلاقية، إضافة إلى أن هذه العمالة هي في الأساس تأتي غير مؤهلة، مؤكدة أن التكاليف المادية لاستقدام العمالة وإقامتها وإجراءات السفر والمغادرة باهظة الثمن لو درستها سيدة الأعمال لوجدت أن الأيدي المحلية أفضل من جميع الجوانب سواء الاقتصادية أو الاجتماعية.
وأضافت أنه يجب توعية سيدة الأعمال بأهمية السعودة وبخاصة أن الفتاة السعودية ترغب اليوم في العمل في صالونات التجميل إذا وجدت التأهيل الجيد والفرصة المناسبة، مشيرة إلى أنه بالاتفاق مع سيدات أعمال دربن 25 فتاة سعودية من الأسر المحتاجة بالتنسيق مع خبيرات من شركات متخصصة في التجميل ونجحن في توظيف جميع المتدربات، حيث وجدت الفكرة تجاوبا كبيرا من صاحبات الصالونات النسائية، لافتة إلى أن هناك توجها كبيرا حتى في الصالونات النسائية الكبيرة التي يتجاوز عدد العاملات فيها 100 موظفة للسعودة.
وأبانت القنيعير أنها ستلقتي خلال الأسبوع المقبل عددا من المستثمرات السعوديات وبخاصة صاحبات المشاغل بالتنسيق مع الفرع النسائي في الغرفة لتوضيح الدعم الحكومي الذي تتلقاه سيدة الأعمال في حال توظيفها فتيات سعوديات.
ويشمل الدعم الحكومي لمستثمرة بحسب القنيعير 75 في المائة من راتب الموظفة خلال فترة التدريب لمدة ثلاثة أشهر و50 في المائة في حال توظيفها لمدة سنتين.
ولفتت إلى أن المؤسسة العامة للتدريب المهني تدرب وتخرج فتيات مؤهلات يمكن لسيدة الأعمال التنسيق مع المؤسسة واختيار الكوادر التي تناسب طبيعة عملها.
وبينت أن هناك عددا من الحوافز التي تشجع الفتاة السعودية على العمل كالراتب الجيد الذي يجب أن يراوح كبداية بين ألفي ريال وثلاثة آلاف ريال وتأمين المواصلات لهن والتأمينات الاجتماعية، وتحديد مسميات الوظائف في الصالونات النسائية، مبينة أن بعض المشاغل خصص رواتب ألفي ريال للفتيات اللواتي أنهين التدريب، إضافة إلى التأمينات الاجتماعية. وطالبت وزارة العمل بضرورة تحرير عقود تحفظ حقوق العاملات في الصالونات النسائية وكذلك صاحبة العمل ووضع شروط تحفز الفتاة على العمل وصاحبة الصالون على السعودة.
من جانبها، أسست ندى البوردي وهي ناشطة في العمل الخيري، صالونا نسائيا ووظفت فيه عشر فتيات سعوديات وجهزت داخل موقعا للتدريب استقطب 25 فتاة سعودية، مبينة أن الفكرة جاءت خلاله مشاركتها التطوعية حيث وجدت أن كثيرا من الأسر المحتاجة لديها عدد كبير من الفتيات العاطلات عن العمل.
وقالت إن الصالون خصص نصف الأرباح للعاملات فيه، مؤكدة أن قطاع التجميل مجال مربح جدا سيستوعب عددا كبيرا من الفتيات السعوديات في حال التدريب والتأهيل الجيد.
وتضيف: من خلال تجربتي العملية وجدت أن الفتاة السعودية قادرة بشكل كبير على النجاح والالتزام بالعمل والعطاء لذلك مازلت أدرب مجانا الفتيات على فنون التجميل والتسريحات، وأستقطب فتيات الأسر المحتاجة، مشيرة إلى أنها على استعداد لتدريب أي فتاة ترغب في التدريب وستوفر لها وظيفة مباشرة.
و خصصت البوردي غرفة في الصالون تحتوي على مئات الفساتين من تبرعات سيدات الأعمال لمنحها الفتيات المحتاجات.
وأكدت أن الصالون يقدم أيضا خدمات خيرية حيث يستقبل جميع الفتيات اللواتي لا يزيد مهرهن على 20 ألف ريال ونمنح خمسة فساتين، ومثلها شنط وجزم كإعانة للزواج بشرط أن تحضر عقد النكاح الذي يوضح مهرها.
في السياق ذاته، بينت عزيزة المولد سعودية متخصصة ومدربة في مجال الشعر والمكياج، أن هناك توجها من الفتيات السعوديات نحو العمل في قطاع التجميل، مبينة أن الفتيات في منطقة مكة أنشأن عددا من الصالونات في منازلهن وتمكن من إثبات وجودهن ومنافسة الأجنبيات وحددن أسعارا معقولة فوجدن تجاوبا كبيرا.
وأبانت المولد أن توظيف الفتاة السعودية في الصالونات النسائية أصبح حاجة ملحة في ضوء انتشار مشكلات العمالة الأجنبية وصعوبة الاستقدام وارتفاع التكاليف، إضافة إلى تحكم العمالة الأجنبية وهي في بعض الأحيان غير متخصصة فضلا عن حدوث تجاوزات كثيرة وأخطاء فادحة تسببت في مشكلات صحية لعدد من السيدات.
وأشارت: من خلال تجربتي في التدريب والعمل وجدت أن الفتيات السعوديات لديهن إقبال ورغبة لاقتحام هذا المجال على أن تتوافر العناصر التحفيزية والمشجعة.
وتوافق نسرين النهاري إخصائية تجميل التحقت بالدورات التدريبية، على ضرورة إحلال الفتيات السعوديات في الصالونات النسائية بالتدريج وتدريبهن تدريبا شاملا ومكثفا، حيث تحتاج الكثيرات من السعوديات إلى هذه الفرص.
ولفتت إلى أنها عندما بدأت عملها فوجئت بردة فعل سيدات الأعمال اللواتي يترددن في قبول خدمات الصالون عندما يعلمن أن الكادر بالكامل سعوديات ولكن مع مرور الوقت كسبنا ثقتهن وزاد الإقبال على الصالون.