حرارة الصيف تدفع بأطفال إلى بيع مياه مجهولة المصدر عند إشارات العاصمة
دفع ارتفاع درجات الحرارة، وشدة حرقة الشمس في فترة النهار كثيرا من صغار السن إلى القيام ببيع عبوات المياه الباردة في أغلب الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية في جميع أحياء العاصمة المختلفة، لقائدي المركبات العطشى جراء الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في العاصمة، وذلك بسبب الظروف القاسية التي دفعت أهاليهم إلى إجبار أبنائهم على البيع دون النظر إلى احتمالية إصابة فلذات أكبادهم، ولا يقتصر البيع فقط على صغار السن بل تعداه إلى كبار السن وخاصة الأجانب، ويعمد هؤلاء الباعة والذين انتشروا بشكل كبير مع دخول فترة الصيف إلى البيع عند إشارات المرور من خلال الوقوف الإجباري لقائدي المركبات عند إضاءة تلك الإشارات باللون الأحمر.
مما حدا بهم إلى شراء تلك المياه بشكل مفرط دون التثبت من معرفة مصدرها أو مكان تعبئتها، إلا أن إرتفاع درجات الحرارة وبلوغها سقف 50 درجة جعل كثيرا من سكان الرياض لا يتريثون في الشراء من هؤلاء الباعة سواء في فترة النهار أو المساء.
ويجهل كثير من مستهلكي هذه المياه مصدرها، حيث إنهم يقتنونها فقط، خاصة عندما يتلمسونها فيجدونها باردة تطفئ حرارة الشمس، دون عناء النزول من مركباتهم خصوصا هذه الأيام والتي يكثر فيها الطلب على الماء.
وخلال جولة"الاقتصادية" في عدد من شوارع الرياض وتحديدا في شارع الغرابي وسط العاصمة، شاهدت كثيرا من صغار السن المتعبين بسبب عملهم في بيع المياه وسط درجات الحرارة العالية، حيث كانوا يحملون كثيرا من الأكياس التي بداخلها عدد من عبوات المياه وذلك بغرض بيعها إلى قائدي المركبات، كما لوحظ تواجد أعداد كبيرة متوزعين على الإشارات الأربع عند كل تقاطع بشكل لافت للنظر ما يضع تساؤلات كثيرة عمن خلف هؤلاء الباعة وهل هناك مكاسب تفي بإيجاد لقمة العيش لهم أم أن هناك أهدافا أخرى.
وخلال تلك الجولة تم استيقاف أحد الباعة والذي لم يتجاوز الثامنة من العمر بهدف معرفة مصدر تلك المياه، إلا أنه رفض الإجابة وذلك بسبب عدم معرفته اللغة العربية حيث أتضح أنه من دول وسط آسيا وتم دفعه من قبل ذويه للبيع وجني الأرباح.