تربية الحمام هواية الآباء والأجداد تنمي روح المنافسة الشريفة

تربية الحمام هواية الآباء والأجداد تنمي روح المنافسة الشريفة
تربية الحمام هواية الآباء والأجداد تنمي روح المنافسة الشريفة

تعتبر هواية تربية وتطيير الحمام من الهويات القديمة في الكويت ويرى محبوها بأنها هواية الآباء والأجداد وهي تشغل أوقات الفراغ وتنمي روح المنافسة الشريفة بين محبيها.

وفي لقاءات متنوعة في بر الجليب في الدائري السابع (جنوب غرب الكويت) حيث تمارس هذه الهواية بكثرة اجمع عدد من هواة تطيير وتربية الحمام على ضرورة إنشاء مقر دائم يلتزم به جميع الهواة المسجلين بالإضافة إلى استخراج هويات خاصة لهم وتخصيص حاويات للقمامة في أنحاء البر للمحافظة على البيئة من قبل البلدية.

وفي هذا الإطار أشاد هؤلاء الهواة بمبادرة الشيخ احمد الفهد الأحمد الصباح بإنشاء نادي يحمل آمال جميع الهواة كما أشادوا بافتتاح الشيخ احمد لدورة الهجن التأسيسية والتي تحمل اسم فقيد الرياضة والشباب الشهيد فهد الأحمد الصباح.

وقال عدنان الغنام وهو هاو ومرب للطيور منذ 35 عاما إن موسم تطيير الحمام يبدأ في مطلع شهر نوفمبر من كل عام وينتهي في شهر ابريل.

وأضاف أن المشاركين في دورة تطيير الحمام يبدؤون بتجهيز مجموعة من أفضل الحمام من نوع (القلابي) أو ما يطلق عليه (الحمام البهلوان) وهو نوع يقوم بحركات بهلوانية وانقلاب عكسي أثناء الطيران تمتع محبي هذا النوع من الهواية كما أن النخبة منها التي تتمتع بمواصفات معينة في الطيران والحركات البهلوانية تجهز لخوض المسابقات التي تنظم بين الحين والآخر.

وأوضح أن التحكيم يبدأ بخمس حمامات ويؤخذ بأفضلها كـ(اللوت) الذي يقوم بحركة لولبية أثناء الطيران وقوة تحمل الحمامة للريح التي عادة ما تطلق في سرعة تتراوح ما بين 30 إلى 60 كيلومترا في الساعة وهو المعدل المتفق عليه بين هواة الحمام لقياس مدى تحمل الحمامة إذ يتم احتساب نقاط على كل حركة مغلوطة ومدة الطيران ودونها من مكان إطلاقها وأمور "فنية " أخرى تتعلق بارتفاع الحمامة وطرق اللوت أو الحركات البهلوانية التي تقوم بها في الجو والتي تنقسم إلى عدة أصناف منها (اللم) وغيرها إلا أن الحكم يبقى الفيصل في إعلان النتيجة.
وأضاف الغنام أن هواة تربية وتطيير الحمام ينقسمون إلى قسمين (هاوي وتجاري) فالأول يهتم في المقام الأول بتربية الحمام وفرز الجيد منها وهو بذلك يجني ثمار تعبه أما الأخر فيشتري الحمام المدرب وبأسعار عالية إذ يبلغ معدل سعر الحمامة المدربة والتي تحسن الطيران واللوت حوالي ثلاثة آلاف دينار وأكثر إلا انه لا يتجشم عناء التدريب والصبر على الحمامة حتى تبلغ المستوى المطلوب ويدخل المسابقات والحمامة المنتقاة جاهزة تقريبا.

وقال إن موسم التزاوج يبدأ في شهر مارس أما موسم التطيير بالنسبة لفرخ الحمام الصغار يبدأ في بداية شهر سبتمبر إذ يعتدل الجو نسبيا وتكون أجنحة الحمام وذيولها قد اكتملت بعد قصها في فترة الصيف أثناء فترة راحة الحمام بهدف نمو ريش جديد يساعد الحمامة على التوازن جيدا في الهواء كما أن الجو المعتدل يكفل للهاوي فرصة الإكثار من تطيير الحمامة بهدف كسبها اللياقة البدنية وبالتالي الجاهزية المطلوبة للطيران. وأضاف أن بالنسبة للحمام الكبار يبدأ تطييرهم في بداية شهر أكتوبر وهناك من يؤخر تطيير الحمام الكبار إلى شهر نوفمبر.

وذكر الغنام أن الهدف من إقامة هذه الدورات هو بث روح التعارف وإحياء ذكرى هواية الآباء والأجداد ورفع مستوى هذه الهواية في دولة الكويت.

من جانبه قال مبارك المزعل إن هواية تطيير الحمام كان في السابق تمارس فوق أسطح المنازل وبعد "التطور الملحوظ" فان أكثر الهواة اتجهوا إلى البر والأماكن المكشوفة لوجود رياح أسرع وأقوى مما يساعد الحمامة على إعطاء ألوان من التقلبات في الجو لإمتاع الهواة.
#2#
وأضاف المزعل أن هواة تطيير الحمام يجتمعون في منطقة واحدة قريبا من بعض لتبادل وجهات النظر حول سبل تطوير هذه الهواية بالإضافة إلى عمليات البيع والشراء لأحسن أنواع الحمام (القلابي).

وذكر أن هذه الهواية كانت محدودة قبل 30 سنة ثم بدأت بالتطور رويدا رويدا إلى أن تم تهجين أنواع وسلالات الحمام حتى بدأت تظهر أنواع غريبة من (اللوت والتقلبات) في الجو.

وقال المزعل إن هذه الهواية بدأت تأخذ منحنى آخر وهو تجارة الحمام حيث وصلت أسعارها إلى أسعار باهظة جدا تقدر بالآلاف من الدنانير.

وذكر أن دورة تطيير الحمام تستلزم بان تكون الرياح قوية نوعا ما بين 30 كيلومترا في الساعة فصاعدا لكي تصبح الدورة رسمية.
أما الهاوي فيصل الرشيد فقال إن الحمامة التي كانت تضيع في السابق كان يجدها صاحبها بسرعة ودون عناء حيث يجول الشخص الذي وجد الحمامة في أنحاء الحي (الفريج) بحثا عن صاحب الحمامة. وأضاف انه في الوقت الراهن توضع حجول مرقمة ومعنونه باسم صاحب الحمامة للاتصال به في حال الضياع. وناشد الرشيد الجهات المعنية بالاهتمام بهذه الهواية أسوة بباقي الهوايات ولاسيما هواية مربي الحمام الزاجل.
من جانبه قال طارق البلوشي الذي يمارس هذه الهواية منذ 18 عاما إن سعر فرخ الحمامة يعتمد على سعر أبويه مضيفا أن سعر البيضة الواحدة للحمامة قد تصل أحيانا إلى 50 دينارا والشاري قد يجازف بشراء هذه البيضة.

من جهته قال إسماعيل النجار زميل طارق البلوشي في الهواية انه يواظب على هوايته صيفا وشتاء إذ أن المخيم موجود في جميع الأوقات. وأضاف النجار أن هواة الحمام صرفوا مبالغ طائلة في سبيل جني العديد من سلالات الحمام القلابي الغالي الثمن.

ومن أسماء الحمام (القلابى) الاشعل والارقم والحرق والماشى والاشنق والنوبى وذلك بناء على ألوانها وتداخل الريش في ما بينه. ويتم تسمية أطيب الحمام المشهورة بعدة ألقاب منها (صلفوح وبوسى ومادونا ومثير والكاسح).

يذكر ان سلالة الحمام القلابي كانت متمركزة في الزبير ومن ثم انتشرت بشكل واسع في الجزيرة العربية خاصة في الكويت و السعودية وحاليا الإمارات، أما تربية هذا النوع من الحمام قد عرفته الكثير من الدول مثل تركيا وبلاد الشام وإيران وغيرها.

وقال النجار إن أسعار الحمام تتفاوت من دينار الى عشرة آلاف دينار حسب نوعية وسلالة الحمامة فقد يتم استبدال زوج من الحمام بسيارة فارهة أو أشياء ضرورية أخرى فأصبحت هذه الهواية عند بعض الناس تجارة رابحة تدر أموالا طائلة.

يذكر انه يتم عزل الذكور عن الإناث خشية البيض الذي قد يتسبب في إعاقة الأنثى نوعا ما عن الطيران لارتباطها ببيضها.

وتقام في فصل الشتاء وأوائل الربيع ومزادات الحمام القلابي وغالبا ما تكون في الليل حيث يجتمع (المطيرجية) في إحدى المقار لعرض سلالة الحمامة المراد بيعها ويتم المساومة عليها حتى يتم البيع أو يعدل البائع رأيه في البيع إذا لم يتم الاتفاق على سعر مرضِ.

الأكثر قراءة