مشروع نسائي ينجح في إعادة تصنيع الورق لأكثر من 200 ألف كتاب لـ 22 مدرسة

مشروع نسائي ينجح في إعادة تصنيع الورق لأكثر من 200 ألف كتاب لـ 22 مدرسة

نجحت سيدة سعودية في تحويل مشروع مدرسي إلى مشروع استثماري واستقطاب مصانع لتدوير النفايات في مدينة جدة للمشاركة في المحافظة على البيئة ضمن مشروع وطني تربوي أطلقته إدارة الأنشطة اللامنهجية في إدارة التربية والتعليم للبنات والمرصد الحضري في أمانة محافظة جدة.
وقالت لـ «الاقتصادية» منال مدني وصاحبة المشروع ومشرفة تربوية وعضو في المرصد الحضري في أمانة جدة, إن مشروع فرز وتدوير النفايات في مدارس البنات مشروع تطوعي للحد من التلوث واستجابة للمتغيرات البيئية, وإنه تم تدوير كميات كبيرة من كتب المدارس التي اشتركت في المشروع ومع نهاية العام الدراسي الحالي تم رصد 242 ألف كتاب للمدارس المشاركة في المشروع في مدينة جدة بلغ وزنه أكثر من 100 مليون كيلو جرام, تم تحويله لمصنع متخصص في إعادة تدوير الورق.
وأشارت إلى أن المشروع يعمل على تدريب الطالبات المشاركات وتعريفهن على عمليات تدوير النفايات بجميع أنواعها، واستثمار مواهب ومهارات وقدرات الطالبات لتغيير قيم ومفاهيم بيئية خاطئة وتنفيذ البرامج البيئية في المدارس المشاركة التي بلغ عددها هذا العام 154 مدرسة، بعدما كانت لا تتعدى 22 مدرسة في بداية المشروع.
وأوضحت أن هناك مصانع لتدوير النفايات مشاركة في عملية التوعية، التي تعتمد الطرق السليمة للتخلص من النفايات بكل أنواعها، إضافة إلى النفايات الإلكترونية خصوصاً أنها تحتوي على مادتي الرصاص والزئبق, ويهدف المشروع إلى تحسين البيئة في جدة، التي صنفت رابع مدينة ملوثة في العالم.
وبينت مدني أن عملية التخلص من النفايات التقليدية لا تخدم صحة البيئة، وأن أفضل طريقة أن يعاد تصنيعها مرة أخرى, لتصبح موردا اقتصاديا وتقضي على ظاهرة نبش النفايات من خلال إيجاد بدائل لتصريف النفايات المدرسية, وحماية الكتاب المدرسي من الإهانة وإعادة تدوير أوراقه، ولا سيما أن استخدام طالبات المدارس لهذه الكتب مرة واحدة في الفصل الدراسي أو خلال العام، وفي الغالب تجد طريقها إلى مكبات النفايات, واستثمار النفايات المدرسية الصلبة مثل «الكرتون والبلاستيك والورق» كمردود اقتصادي للمدرسة والمشروع والجهات الخيرية.
وقالت إنه تم توفير عدد من الحاويات في عدد من المدارس المشاركة لفرز النفايات، كما بدأت تتجاوب الأحياء السكنية في جدة وتتفاعل مع المشروع بتوفير حاويات منفصلة لكل نوع من النفايات، فهناك خمسة أحياء طبقت هذه الطريقة.
وكشفت مدني أن هناك مدنا أخرى بدأت في تطبيقها من خلال المدارس، حيث نجحت تربوية في إدارة تعليم القصيم للبنات في تنفيذ الفكرة وحاليا تعمل إدارة التربية والتعليم في القصيم على إشراك أمانة منطقة القصيم لتفعيلها على مستوى أوسع من المدارس.
وأبانت أنه بحسب الإحصائيات التي صدرت من معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن حجم كمية نفايات الطالبة من الكتب المدرسية في نهاية العام الدراسي بالكيلوجرام يراوح بين 3 و8.8, في حين أن كمية نفايات الفرد الواحد التقديرية في اليوم بالكيلوجرام من 1.5 إلى 2.2 كيلو جرام.
وحول الإنجازات التي حققها المشروع منذ انطلاقته تقول مدني, بالتعاون بين إدارة التربية والتعليم وإمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة محافظة جدة وجامعة الملك عبد العزيز تم في المرحلة الثالثة من المشروع توزيع ما يقارب من45 حاوية صغيرة بلاستيكية خصصت لجمع نفايات البلاستيك والورق كما وزعت أكياسا بلاستيكية بلغ عددها نحو عشرة آلاف وعدد سيارة واحدة «تحميل خلفي» حجم سبع ياردات تم تطبيق المشروع في 15 مدرسة في أحياء السلامة 3.2.1 شمال مدينة جدة، والذي استهدف نحو 5164 طالبة، إضافة إلى منسوبات المدارس المشاركة وذلك في نهاية عام 2007.
وذكرت مدني أن من أبرز المعوقات التي تواجه المشروع تتمثل في عدم إعطاء القضايا البيئية الحيز الكافي ضمن المناهج التعليمية, وضعف توافر قواعد بيانات عن كميات وأنواع النفايات في مدينة جدة, ونقص برامج توعية بيئية مساندة للمشروع, وانعدم الشعور بحجم مشكلة النفايات وما له من دور في التلوث البيئي من قبل الفئات المستهدفة, إضافة إلى إحجام مشاركة المؤسسات والشركات المستفيدة في نشر الوعي البيئي.

الأكثر قراءة