قوانين الفيزياء وقوانين علم الاجتماع

أرسل لي الشاب البقمي مجموعة من أربعة أسئلة يعلق فيها على ما كتبت ولأن الموضوع الذي طرقه أكثر من مهم فوجب الرد لفائدة غيره وحتى لا يبقى العلم حكرا، وأهم ما في العلم ثلاث ألا يسأل الناس عليه أجرا وهو مبدأ نبوي، وألا يدعي أنه يملك كنوز المعرفة فأهم شروط العلم عدم الاحتكار والعلنية وتبادل الآراء حول أي فكرة وأخيرا ألا يدعي أحد أنه ملك بمعنى المعصومية والنقاء، بل نحن ننمو طبقا عن طبق بطريقة الحذف والإضافة.
لقد أرسل الشباب البقمي يسأل:
جميل ما قرأت لك عن الفيزياء سواء بخصوص النسبية أو الكم والحقيقة أنه مع مقالاتك المتعلقة بخصوص الفيزياء أفهم أكثر من التعريفات الفيزيائية التخصصية والمعادلات الرياضية، ولذلك أتمنى منك الحديث والكتابة بشكل مكثف عن الفيزياء.
ولدي استفسار؟
أنت تعلم أن نص القانون الثالث لنيوتن هو أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه.
هل القوة هنا فعلان متبادلان؟
أم هي فعل ورد وفعل؟ وهل هي عملية آنية؟
هذا بخصوص الاستفسار الفيزيائي. أقرأ مقالاتك بشكل يومي ومتابع لك بدقة بل حرصت على معرفة بعض الكتاب والمفكرين الذين طالما تحدثت عنهم في مقالاتك كجودت سعيد ومالك بن نبي (لا تعلم مدى حبي له) وإبراهيم البليهي وعبد الوهاب المسيري واقتنيت بعضاً من كتبهم، المهم أني لاحظت مسألة تفسير بعض الحالات الاجتماعية باستخدام المفاهيم الفيزيائية كقانون القصور الذاتي واستخدام المفكر إبراهيم البليهي نصه وتعريفه في وصف حالة المجتمع المتخلف!
السؤال: ما مدى تطابق قوانين الفيزياء مع وصف الحالات الاجتماعية؟
وإن كان مدى دقة الوصف عاليا فهل يتم البحث والمقارنة بين المفاهيم الفيزيائية والأحوال الاجتماعية لكي يصل بالعلوم الإنسانية إلى مرحلة متقدمة كالعلوم الطبيعية.
كما أتمنى أيضاً توضيح فكرتك بشكل أوضح مرة أخرى وعبر الصحيفة وخصوصاً المتعلق بهذه الجزئية «وهكذا فنحن نحتاج كثيرا للنمو، وأنا حاليا أدعو الشباب والمقتدرين إلى ثلاث: دورات في البناء المعرفي، وإنشاء مراكز تفكير منهجية، والثالث تبني المقتدرين لهذا المشروع لأنه استثمار للمستقبل من أجل إيجاد مراكز التفكير».
وكان جوابي عليه في الأسئلة الأربعة أنه فيما يتعلق بالفيزياء كتبت الكثير وما زلت فيما يخص قانون نيوتن الثالث حسب فهمي المتواضع أن الكون يحوي طاقات مخبأة إذا تحرضت واحدة أثارت الأخرى المخفية.
وأما فيما يتعلق باستخدام القوانين الفيزيائية في علوم الاجتماع فيمكن تطبيقها دون تعميمها كما فعل هربرت سبنسر، وحسب توينبي فكل مستوى وجودي له قوانينه النوعية فما ينطبق على المادة يصعد للحياة ولكن ضمن قوانين جديدة. أما العبارة الأخيرة فأنا بنيت في الإنترنت أكاديمية للعلم والسلم وموضوع الدورات قد ننجح فيه وأنا رجل صبور دؤوب فأخرق أحيانا فإن فشلت لم استسلم ولعلي قبل أن يوافيني الأجل أنجح في مشاريعي، لك كل التقدير أيها الشاب الطموح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي