عمال«الطلاء» .. تنافس شرس يعطي المستهلك سعرا أقل

عمال«الطلاء» .. تنافس شرس يعطي المستهلك سعرا أقل

تنتشر محال بيع الطلاء في طول العاصمة وعرضها، وبالقرب من تلك المحال توجد بكثافة شديدة العمالة المتخصصة في الطلاء من المصريين واليمنيين والباكستانيين، وكثيرا ما تنشب بينهم مشاجرات حامية الوطيس تصل في بعض الأحيان إلى قسم الشرطة، والسبب هو التنافس على الزبون في عرض الأجرة، وهو ما يجعل للمستهلك فرصة للحصول على أقل الأسعار وذلك من حرص العمالة على القيام بأعماله.
''الاقتصادية'' زارت عديدا من المحال التجارية المتخصصة في بيع الطلاء وتحدثت مع بعض أصحابها، كما سلطت الضوء على الأسباب التي تجعل أسعار عملية الطلاء تختلف من عمالة إلى أخرى، حيث كانت البداية مع المواطن ياسر التميمي الذي أوضح أن كثيرا من سكان العاصمة من المواطنين والمقيمين يسعون جاهدين لتحديث منازلهم، خاصة في المناسبات والأعياد عن طريق تجديد المنزل من الداخل باستخدام طلاء جديد يعيد للمنزل رونقه وجماله ويزيل عنه رائحة الغبار لاستقبال الضيوف في تلك المناسبات، مشيرا إلى أن المشكلة لا تكمن في شراء الطلاء بمختلف أنواعه وأصنافه، بل في البحث عن العامل الذي يجيد عمل ذلك بسعر زهيد، لافتا إلى أن هناك تنافسا شديدا بين العمالة الوافدة على كسب الثقة والقيام بالأعمال المطلوبة، وتبرز الجنسية المصرية واليمنية والباكستانية من بين تلك العمالة، وإن كانت العمالة اليمنية تعد الأغلى من بين الجنسيات الأخرى من حيث الأجور، وهو ما برره العامل اليمني عادل الشرجبي بارتفاع تكلفة عمل بني جلدته عن بقية الجنات المختلفة بقوله ''هذا الأمر يعود فيه السبب إلى غلاء المعيشة في اليمن، فالعامل المصري أو الهندي أو الباكستاني ربما يبعث شهريا 100 ريال إلى أهله هناك وتكفيهم على مدى الشهر، لكن هذا الأمر يختلف  مع العمالة اليمنية، فالمعيشة في اليمن غالية وأقل مبلغ يمكن أن يبعثه العامل اليمني إلى أهله هو 500 ريال شهريا، وهذا ما يجعل أجور العمالة اليمنية مرتفعة'' لافتا إلى أن المستهلك لا يعي هذا الأمر، وقال ''من حق المستهلك البحث عن الأجر الأرخص، منوها إلى أنه في كثير من الأحيان تنشأ مشاجرات حين يتم الاتفاق مع المستهلك على الأجرة ، لكن العمالة الأخرى تتدخل وتغري المستهلك بأجر أقل، ما يعني الدخول في مشاجرة قد تصل إلى تشابك بالأيدي''.
من جانبه، أوضح عماد الحربي البائع في أحد محال الدهانات، أن المنتج المحلي هو الأفضل بين الدهانات ويحظى بإقبال متزايد من قبل المواطنين والمقيمين، كونه استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة المتمثلة في الجودة من جهة، والسعر الأقل من جهة أخرى، مشيرا إلى أن السعر يعتمد على كمية العبوة التي تبدأ من 45 ريالا وتصل في بعض أفضل الأنواع إلى 260 ريالا.
وحول أجور العمالة الوافدة للقيام بأعمال الدهانات، وما إذا كانت محال الدهانات تتعاقد معهم مقابل مبلغ مقطوع، أوضح الحري أنه لا يسمح بوجود العمالة بالقرب من محله، كون ذلك يتسبب له في الكثير من المشكلات خاصة إذا أبدى أحد المستهلكين رغبته في خدمات أحدهم، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في إزعاج الزبائن، وقد يؤدي ذلك إلى خروجه من المحل وابتعاده عن دائرة الإزعاج، ما يعني خسارته لأحد زبائنه، مستطردا أنه يتواصل مع عديد من العمالة التي تجيد أعمال الطلاء عبر هواتفهم الشخصية، وذلك في حال أراد المستهلك عمالة يعرف صاحب المحل جودة عملهم.
أما المواطن شهاب العبدلي فيقول ''إن عملية الطلاء سهلة ولا تحتاج إلى مهارة عالية، لكنه يفضل المفاصلة مع مختلف العمالة للحصول على سعر أقل، لافتا إلى أن ما يمنعه من طلاء منزله بنفسه هو الرائحة الكريهة للطلاء''.

الأكثر قراءة