رفض نسائي لمواقع التوظيف الإلكترونية بسبب ظاهرة استغلال بياناتهن

رفض نسائي لمواقع التوظيف الإلكترونية بسبب ظاهرة استغلال بياناتهن

أكد الدكتور قحطان السلوم مدير عام أحد مراكز الاستشارات الإدارية والتطويرية، أن إدارات الموارد البشرية تواجه صعوبة في استقبال السير الذاتية للفتيات عبر مواقع التوظيف الإلكترونية المتخصصة، بسبب شيوع ظاهرة استغلال البيانات وسرقتها من بعض مسؤولي التوظيف.
وأوضح لـ «المرأة العاملة» الدكتور السلوم أن امتناع الفتيات عن استخدام مواقع التوظيف الإلكترونية يشكل عائقا كبيرا في استخدام هذه الأداة الفاعلة والمناسبة لطبيعـة وخصائص الباحثات عن الوظائف في مجتمعنا.
وأضاف أنه على الرغم من أن عدد السعوديات الباحثات عن العمل يصل إلى 163157 منهن 124 ألفا يحملن مؤهلا جامعيا، أي نسبة 76 في المائة لديهن القدرة على التعامل مع الإنترنت بشكـل كامل وانتشار الوعي التكنولوجي لدى الفتيات في مجتمعنا بشكل عـــام، إلا أن بعض الفتيات يتخوفن من التواصل عبر هذه الوسيلة المهمة، ويفضلن عليها المعارض الوظيفية أو إعلانات الصحف أو المقابلة المباشرة، وهي الوسائل غير المفضلة لأصحاب الأعمال.
ولفت إلى أنه في آخر استطلاع أجراه موقع بايت للتوظيف في الشرق الأوسط، كشف أن أكثر من نصف أصحاب الأعمال في المنطقة (52 في المائة) يفضلون التوظيف من خلال المواقع الإلكترونية المختصة ويعدونه الوسيلة الأفضل لإيجاد المهارات المطلوبة، وجاءت الإعلانات المبوبة في الصحف في المرتبة الثانية بنسبة 11 في المائة، بينما فضل 9 في المائة من أصحاب الأعمال التحادث مباشرة عن أي وظيفة شاغرة، دون الإعلان عنها في أماكن مختصة، و7 في المائة فضلوا الإعلان في مواقع شركاتهم الخاصة، بينما رأى 5 في المائة فقط من أصحاب الأعمال أن المعارض الوظيفية هي المنصة المثالية لإيجاد الموظفين والمهنيين في المنطقة.
ويرى السلوم الحل في تفادي الاختلاف في أولويات التوظيف لدى كل من الفتيات وأصحاب العمل في وضع سياسات وبرامج وطنية تواجه وتراقب وتشرف على هذه المواقع، وعن المعلومات التي يتم التعامل معها، إضافة إلى إنشاء وكالة توظيف إلكترونية تعمل تحت إشراف ورعاية وزارة العمل، كما فعلت وزارة العمل الألمانية، حيث أسستها للبحث عن الوظائف على الإنترنت واسمتها «وكــــالة التوظيف».
وأشار إلى أن وكالة التوظيف تعرض وظائف على الإنترنت منذ عامين تقريباً وهـــي تعد واحدة من كبريات أسـواق الوظائف الإلكترونية هناك، وتعرض نحــو نصف مليــون وظيفــة، وفرصــة للتدريب المهنــي ويبلغ عدد مستخدمــي الصفحــة نحو 100 ألف زائــر يومياً.
وبين أن استخدام أسلوب التوظيف الإلكتروني يستطيع تقصير وقت دورة التوظيف، ويؤدي إلى تقليل تكاليف التوظيف الإجمالية لكل عملية.
وتوقع أن تلعب شبكة الإنترنت دوراً رئيسا في تحديد مكونات استراتيجيات التوظيف التي تتبعها إدارات الموارد البشرية في الفترة الحالية, مبينا أن استخدام أداة التوظيف الإلكتروني له مزايا في استقطاب الكفـاءات والموارد البشرية، وخفض نفقات وإجراءات التعيين باستخدام التقنية الحديثة، وتوفير الوقت من خلال برمجة عملية الاستقطاب، وتحسين مستوى الأداء والتقليص الكمي للنماذج والأوراق، ودعم برامج تطبيقات الحكومة الإلكترونية، وجــدوى استخدام شبكــة الإنترنت فـي عملية الاستقطاب والاختيار والتعيين مقارنة بالطرق التقليدية.
وأبان أن عدم وجود نظام لأمن المعلومات والحماية أصبح عائقاً كبيرا أمام استغلال هذه الأداة الفاعلة التــي تناسب طبيعـة وخصائص الفتيات بشكـل خاص فـي مجتمعنـا، مشددا على أهمية العمل على اعتماد سياسة أمنيــة لكل جهة تأخــذ في الحسبان طبيعة النظم المعلوماتية لديهــا ومعايير أمن المعلومات.
وقال إنه بحكم طبيعة عمله يستطيع تحديد نسبـة تقريبية لطريقة التوظيف فـي أغلبية الشركات، فالمواقع الإلكترونية المختصة تصل نسبة التوظيف عبرها إلى 25 في المائة فقط، وتحتل الإعلانات المبوبة نسبة 50 في المائة، و10 في المائة عن طريق التحادث المباشر، و10 في المائة عن طريق الإعلان في مواقع الشركات، و5 في المائة فقط عن طريق معارض التوظيف.
وكانت الدراسة التي أجراها موقع التوظيف الإلكتروني استهدفت تحديد مفهوم التوظيف الإلكتروني لأصحاب العمل وأهميته بالنسبة لهم، والفوائد التي يوفرها للشركات والباحثين عن عمل على حد سواء.

الأكثر قراءة