التلفزيون السعودي.. هل ينجح في العودة لمطلع التسعينيات تجارياً؟
تتعامل إدارة الإعلان في التلفزيون السعودي، مع الإعلانات باعتبارها عاملاً مهماً وفاعلا في السوق التجارية سواء للتاجر للتسويق لمنتجه أو للمستهلك لمعرفة المعلومة بشكل سهل وسريع.
غير أنها مع ذلك ورغم اهتمامها باسترجاع حصة كبيرة من سوقها التي فقدتها في التسعينيات الميلادية، مازالت تضع ضوابط عريضة لإبقاء المقدس دينياً واجتماعياً في طور القداسة وبعيداً عن الاستهلاك التجاري.
يبقى المبدأ العام لمفهوم الإعلان التجاري في التلفزيون السعودي بحسب مسؤوليه، يتلخص في الالتزام بالعقيدة الإسلامية ومعطياتها، ومرتكزاتها القيمة بالنسبة للإنسان والحياة والسلوك الفردي والاجتماعي.
يشرح وليد الشلهوب مدير الإعلانات في التلفزيون السعودي، أبرز معايير الإعلان، لافتاً إلى أنه من الضروري أن يكون الشكل والمضمون ملائمين للقبول العام ومتفقين مع الذوق العام والتقاليد الاجتماعية المرعية.
وذكر أن الإعلان يجب أن يهدف بحسب معايير إدارة الإعلان التجاري في التلفزيون السعودي إلى إبراز جودة ومميزات السلع أو المنتجات الوطنية بعيداً عن الإسفاف والمبالغة، وتكون عناصر إنتاجه وما يظهر فيه من الصور والأصوات متمشية مع السياسة التي ينتهجها التلفزيون في إطار المحافظة على أحكام الشريعة الإسلامية والقيم الاجتماعية.
#2#
ويواجه الشلهوب المدير الشاب للإدارة العتيقة، التي تحاول العودة لزمن الماضي الجميل للتلفزيون السعودي، إشكالات عدة فهو من جانب يحاول العودة بمؤشرات أرباح الإعلانات التجارية في التلفزيون السعودي لمستويات تقارب مطلع التسعينيات الميلادية ومن جانب آخر يراعي ضوابط يجدها مهمة جدا في إدارته للحفاظ على نسيج الأسرة السعودية من مواد إعلانية تسيء لتاريخه.
ويلفت إلى أن هذه الضوابط التي تنبه لها إدارته الشركات المقدمة للإعلانات التجارية هي أولا عدم المساس بالدين أو بعلمائه أو وضعهم في صورة تمس كرامتهم أو ما لا يليق بهم من الهيبة والاحترام كما يجب عدم المساس بعلماء الدين و رجال الأمن أو ما يمثل سلطة الدولة وهيبتها كما يجب عدم الإساءة إلى أي مهنة أو عمل شريف مهما كان بسيطاً، إذ لا يجوز إجمالا المساس بأي شخص بسبب لونه أو جنسه أو عقيدته أو مهنته أو وضعه في موضع يستثير السخرية أو اللمز أو الاحتقار.
وتصل ضوابط إعلانات التلفزيون السعودي في مبالغتها باحترام قدسية الأسرة إلى حد لا يسمح بالتعرض للعلاقات المشروعة بطريقة تحرج الكبار أمام أبنائهم أو تثير تساؤلاتهم كما لا يسمح بالمساس بقدسية الزواج وروابط الأسرة والتقاليد المتوارثة في احترام الأكبر ولا أن تعرض أحكام الأسرة تلفزيونيا مثل تعدد الزوجات والمواريث بما يجعلها موضع شك. و تشمل ضوابط التلفزيون السعودي في إعلاناته أيضا عدم التعرض للمصابين بعاهات خلقية أو عقلية أو نفسية بما يحرجهم أو يحرج أشباههم، وعدم عرض الجريمة أو أساليب التحايل على النظام بطريقة تغري بمحاكاتها أو الإعجاب بها وعدم عرض ما يثير الرعب أو استخدام ألفاظ نابية وعبارات سوقية وكلمات مبتذلة، وتجنب المبالغات.
وحول أهم التحديات التي تواجه الشكل والمضمون للإعلان التجاري السعودي يشير الشلهوب إلى عدم وجود صناعة إعلان في المملكة وبالتالي فإن المادة الإعلانية تنتج في الخارج وتقدم للتلفزيون للعرض إذا تمت إجازتها.
ويرى أن التلفزيون السعودي هو المحرك الرئيسي للسوق الإعلانية المرئية في المملكة على مستوى السياسة السعرية، وهي تعد من أقوى الأسواق عالمياً وأكثرها تأثيراً في المنطقة العربية.
ويكشف الشلهوب بالأرقام الإيراد الإعلاني للتلفزيون السعودي، منذ أن بدأ مسلسل الإعلان التجاري في التلفزيون السعودي في عام 1406هـ الموافق 1986م موضحاً أن الإيراد الإعلاني ظل في زيادة حتى وصل ذروته في عام 1412هـ الموافق 1992م حين تجاوز 250 مليون ريال سعودي، فيما أدى ظهور القنوات التلفزيونية الأخرى إلى تراجع هذا الإيراد حتى وصل في عام 1420هـ الموافق 2000م إلى 76 مليون ريال سعودي تقريباً و بعد ذلك عاود التلفزيون السعودي استعادة حصته من الإنفاق الإعلاني تدريجياً بعد التعاقد مع شركات مسوقة للإعلان التجاري حتى وصل الإيراد في عام 1429هـ الموافق 2008م إلى ما يزيد على 170 مليون ريال سعودي.