مستقبل عائلة كيندي بعد وفاة آخر نجومها السياسيين
تؤذن وفاة السناتور ادوارد كنيدي بغروب شمس واحدة من اشهر العائلات التي اشتغلت بالسياسة إذ لا ينتظر بزوغ إي وريث لاسم كنيدي يتمتع بنفس المزيج من الوقار والطموح والشهرة.
وتوفي كنيدي 77 عاما وهو أحد أكثر أعضاء الكونجرس تأثيرا في تاريخ الولايات المتحدة وشقيق الرئيس جون كنيدي الذي لقي حتفه في حادث اغتيال في وقت متأخر أمس الثلاثاء بعد صراع مع سرطان المخ.
وقد توفي بعد أسابيع من وفاة شقيقته يونيس كنيدي شرايفر التي أسست الأولمبياد الخاص وكانت من المدافعين البارزين عن المعاقين ذهنيا.
وقال توماس والن استاذ السياسة بجامعة بوسطن "لا يبدو أن هناك أحدا ليحمل الشعلة".
وأضاف والن مؤلف كتاب كنيدي ضد لودج... السباق إلى مجلس الشيوخ في ماساتشوستس عام 1952 عن أول سباق انتخابي يخوضه شقيقه جون للفوز بانتخابات مجلس الشيوخ "لا يبدو أن هناك أحدا في الجيل الجديد ليحمل العبء هنا. ربما يكون تيد ادوارد كنيدي.. قد يكون آخر السلالة".
وأثار تشخيص إصابة كنيدي بالسرطان ثم وفاته تكهنات بشأن من قد يخلف السناتور الذي يعد الثالث من حيث طول مدة الخدمة بمجلس الشيوخ وما إذا كان جيل جديد يمكن أن يخرج من عباءته.
وينشط الكثير من أفراد عائلة كنيدي الأصغر سنا في الحياة المدنية لكن لا يمارس أي منهم نشاطا على مستوى النشاط الذي مارسه تيد كنيدي الأخ الأخير بين أربعة إخوة من عائلة كنيدي من بينهم جون الرئيس الذي انتخب عام 1960 واغتيل عام 1963 وروبرت عضو مجلس الشيوخ بنيويورك الذي انتهت محاولته لخوض انتخابات الرئاسة باغتياله عام 1968 .
وقتل الأخ الأكبر جوزيف جونيور في الحرب العالمية الثانية. والخيارات ليرث فرد آخر من عائلة كنيدي مقعد مجلس الشيوخ الذي تشغله الأسرة منذ خمسين عاما تقريبا محدودة وكثيرا ما يذكر اسم جوزيف ابن أخي كنيدي والابن الأكبر لروبرت كنيدي كمرشح محتمل.
كان عضوا بالكونجرس الأمريكي عن ماساتشوستس لست مرات والان يدير منظمة سيتيزنز انيرجي كورب التي لا تهدف للربح وتوفر زيت التدفئة بتكلفة رخيصة لفقراء الولاية.
فكر في خوض انتخابات منصب حاكم ماساتشوستس عدة مرات لكنه كان يتراجع دائما بما في ذلك عام 1997 حين أصدرت زوجته السابقة كتابا مسيئا عنه.
وبعد أن قرر ألا يخوض الانتخابات مجددا عام 2001 قال لصحيفة بوسطن جلوب "هذا ليس رفضا للسياسة من جانبي أنا فقط أحب ما أعمله في منظمة سيتيزنز.
الديمقراطيون الذين يعون الولع الشديد بعائلة كنيدي ربما يحثون السياسي البالغ من العمر 56 عاما على الترشح للفوز بمقعد عمه.
وبموجب قانون ولاية ماساتشوستس عندما يخلو مقعد بمجلس الشيوخ الأمريكي يدفع هذا حاكم الولاية للدعوة إلى إجراء انتخابات خاصة في غضون ما بين 145 و160 يوما بعد أن يصبح هذا رسميا.
ومن الممكن أن يحافظ أفراد آخرون من عائلة كنيدي على استمرار التركة حية غير أن أيا منهم لم يطل قامة الراحل أشيب الشعر الذي لقب بأسد مجلس الشيوخ والذي يعتبر على نطاق واسع واحدا من أكفأ الشخصيات في عقد الصفقات والاتصالات حيث تزخر خطبه بالتشبيهات المؤثرة التي تشتهر بها عائلة كنيدي.
ومن بين المرشحين الآخرين لحمل شعلة عائلة كنيدي باتريك كنيدي 42 عاما عضو مجلس النواب من الحزب الديمقراطي من رود ايلاند المجاورة وهو ابن تيد كنيدي.
وسيحتاج إلى الانتقال لماساتشوستس اذا كان سيخوض الانتخابات على مقعد والده.
لكن الجدل الذي ثار حول باتريك كنيدي في بعض الأحيان يمكن أن يعقد مسعاه للفوز بمنصب ارفع وكان آخر هذا عام 2006 حين طلب المساعدة للتخلص من إدمان العقاقير التي لا تصرف إلا بوصفات طبية بعد أن اصطدم بسيارته في حاجز أمني بواشنطن. وفي العام الحالي عانى من انتكاسة في معركته مع الإدمان.
غير أنه حين كان تيد كنيدي في سن ابنه عام 1974 أحيط مستقبله السياسي بقدر مماثل تقريبا من الشكوك.
فقبل ذلك بأربعة أعوام غرقت مساعدته الشابة ميري جو كوبيتشني حين سقطت سيارة كنيدي من على جسر في تشاباكويديك في جزيرة سياحية بماساتشوستس بعد حفل استمر طول الليل.
ولاحقت تساؤلات تتصل بالأخلاقيات فضلا عن شائعات حول إدمانه الخمر كنيدي آنذاك.
لكن خلافا لابنه فان جاذبية كنيدي الراحل بوصفه آخر الإخوان كنيدي ساعدت مساعيه في الحملات الانتخابية الرئاسية. ظهر ولو لفترة قصيرة على الأقل في كل حملة ترشيح نظمها الحزب الديمقراطي منذ عام 1968 إلى عام 1988.
وانهارت حظوظ كاثلين كنيدي تاونسيند 58 عاما الابنة الكبرى لروبرت كنيدي ونائبة حاكم ماريلاند السابقة عام 2002 حين خسرت الانتخابات لمنصب الحاكم. وانسحبت كارولاين كنيدي 51 عاما ابنة جون كنيدي من انتخابات مجلس الشيوخ للفوز بالمقعد الذي كانت تشغله وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
واجهت كارولاين انتقادا لإعطائها إجابات وصفها البعض بأنها مبهمة وغير معبرة في مقابلات مع وسائل الإعلام. كما شكك البعض فيما إذا كانت كنيدي التي لم تهتم بالإدلاء بصوتها في عدد من الانتخابات ستحصل على المقعد لمجرد أنها تحمل اسم العائلة.
وقال جوليان زيلزر استاذ السياسة بجامعة برينستون فشل كارولاين كنيدي ألحق ضررا كبيرا بالعلامة التجارية لكنيدي.
وهناك آخرون لم يختبروا بعد مثل روبرت كنيدي جونيور وهو ناشط بيئي ومحام لم يشغل منصبا سياسيا قط.
وقال زيلر لا أعتقد أن هناك أحدا آخر في الأسرة بين الأبناء الأصغر يتمتع بوقار تيد كنيدي أي هذه المرحلة من حيث أنه كان يرمز لمجموعة من المبادئ والليبرالية أو يتمتع بنفس الجاذبية التلفزيونية والسياسية... يبدو أن نجم العائلة كسلالة سياسية في طريقه إلى الأفول.