المعدن الأصفر يعود إلى الأضواء.. وانزلاق في أسعار القمح والهند تربك أسواق السكر
عثر الذهب على موطئ قدم له هذا الأسبوع بعد أشهر من الفتور وهو يحاول الارتفاع بقوة في اتجاه ألف دولار أمريكي للأوقية. جاء هذا التحرك عندما بدا المستثمرون عمليات شراء كثيفة للتأمين عن أنفسهم في ظل الرحلة التي بدأتها أسواق الأسهم خلال شهري أيلول (سبتمبر) و تشرين الأول (أكتوبر) المعروفين تاريخيا بأنهما شهران عصيبان ويقول: هانسن الخبير في ساسكو بنك في تقرير حول السلع: المثير للاهتمام أن هذا التحرك جاء بدون أي دعم من الدولار الأمريكي الضعيف، حيث ظل الدولار حبيس نطاقه، وذلك بعد أن كان المحرك الرئيس بالنسبة للذهب خلال الأشهر القليلة الماضية، كما أن حقيقة حدوث هذا التحرك السعري على نحو مستقل يمكنها أن تدل على قوة الشراء من الصناديق المدعومة تقنيا. وحتى بعد تحسن الحالة النفسية في أسواق الأسهم، فإن المعدن الأصفر تمكن من الاحتفاظ بوضعه. ومن منظور موسمي، يعدّ شهر أيلول (سبتمبر) هو الأقوى بالنسبة للذهب، كما أن حقيقة أن هذا التحرك السعري حدث بمجرد أن بدأ الشهر - تقريبا - يمكنها أن تدل على أن البعض أحسوا أنه إذا كان للنطاق السعري أن ينكسر، فإما «الآن وإما لا على الإطلاق أما العقبة الكبرى الأسبوع المقبل فسوف تتمثل في المستوى النفسي عند ألف دولار للأوقية تليه ذروة شهر شباط (فبراير) البالغة 1006 دولارات لعقد التسليم الفوري للذهب. ويضيف: من منظور تقني، نوصي المستثمرين بالاحتفاظ بالمراكز الطويلة فوق مستوى 956 دولارا للأوقية، ولكن مع توخي الحذر من حدوث اختراق للنطاق نزولا، حيث إن كثيرا من المراكز الطويلة تم الدخول فيها فوق ذلك المستوى وسوف تبحث عن مخرج في حالة انخفاض الأسعار.
أما الفضة فقد أظهرت أداء أفضل هذا الأسبوع حيث ارتفعت بنسبة 10 في المائة وفي طريقها إلى بلوغ ذروة جديدة لسنة 2009 لعقود التسليم الفوري عند مستوى 16.34 دولار للأوقية. وكثيرا ما تميل الفضة إلى التفوق في أدائها خلال هذه الأنواع من ارتفاعات الأسعار نتيجة انخفاض السيولة. ويمكن أن نرى هذا من خلال نسبة الذهب إلى الفضة التي انخفضت إلى 61.3، وهو أدنى مستوى لها منذ مطلع شهر حزيران (يونيو).
وشهد النفط الخام وسيط غرب تكساس ضغطا بيعيّا طوال هذا الأسبوع حيث بدأ في الظهور نطاق تعاملات جديد دون مستوى 70 دولارا للبرميل. وحدث الضعف الذي مرت به الأسعار من قبل بعملية بيع مكثف قوية في سوق الأسهم الصينية التي خسرت يوم الاثنين قرابة 7 في المائة من قبل أن تمضي بقية الأسبوع محاولة الارتفاع. وفي أواخر الأسبوع تسببت الأنباء التي أفادت بأن معدلات البطالة الأمريكية قفزت إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1983 في تقويض الأسعار بدرجة أكبر. وأظهرت بيانات التخزين الأمريكية انخفاضا آخر في المخزونات، وإن كانت العلاقة ينظر إليها بشكل عام على أنها إيجابية. وبدأنا نسمع مزيدا ومزيدا من الجلبة في سوق الشحن تتعالى من مُلاك الناقلات العملاقة، وذلك لأن أسعار الشحن ظلت أقل من تكاليف التشغيل منذ شهر تموز (يوليو). فإذا تواصلت الخسائر دون أن نرى انتعاشا في الأسعار على مدى فصل الخريف، فمن الممكن أن يقرر هؤلاء المُلاك استبعاد بعض القطع من أسطولهم من السوق من أجل دفع أسعار الشحن إلى الارتفاع. وأضاف من منظور تقني، نجد النفط الخام تسليم شهر تشرين الأول (أكتوبر) عالقا بين مقاومة المتوسط المتحرك لمدة 55 يوما عند 69.40 دولار للبرميل ودعم خط الاتجاه من أدنى مستويات كانون الثاني (يناير) حاليا عند 66.40 دولار للبرميل. وحتى نرى اختراقا حاسما، فإن التعامل في هذا النطاق هو الممارسة المفضلة لدى المستثمرين. في بعض الأحيان يبدو أن هناك مبالغة في تقدير أهمية الصين، ولكن لا شك أن أي تحول كبير في نشاط الصين الاقتصادي سوف يكون له أثر نفسي في النفط الخام. علاوة على ذلك، فإن الأسواق تواصل مراقبة الدولار للتعرف على أية مؤشرات بخصوص الاتجاه التالي، آخذين في الاعتبار عجزه الحالي عن التحرك بعيدا عن نطاق سعر صرفه أمام اليورو والبالغ 1.4 إلى 1.445 . وأن أي تحرك كبير في مؤشر ستاندرد آند بورز بعيدا عن مستوى ألف نقطة ينبغي أن يساعد على رسم اتجاه للنفط الخام.
ووصل عقد الغاز الطبيعي تسليم شهر تشرين الأول (أكتوبر) إلى انخفاض قياسي عند 2.4 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الجمعة، منخفضا بنسبة 20 في المائة مقارنة بالأسبوع الذي سبق التغطية القصيرة قبل أن تدفع عطلة عيد العمال الأسبوعية الطويلة الأسعار وتعيدها إلى مستوى 2.7 دولار. وهذا التذبذب البالغ الذي رأيناه على مدى هذه الأسابيع القليلة الماضية يبدو مصرّا على الاستمرار، مع كون العقبة الكبرى التالية هي تدوير مراكز تشرين الأول (أكتوبر) الطويلة فقط للصناديق المتداولة في البورصة إلى شهر تشرين الثاني (نوفمبر) في غضون أسبوع من الزمان. شهر التسليم الفوري بلغ وتجاوز دعم خط اتجاه عمره 19 سنة عند 2.55 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ويمكن لحدوث إقفال أسبوعي دون هذا المستوى أن يعني مزيدا من المتاعب، ونحن مقبلون على فصل الشتاء في ظل وجود مستويات عالية جدا في مخزونات الغاز الطبيعي، ويشير التقرير إلى أن الذرة وفول الصويا وصلت إلى المنطقة العازلة هذا الأسبوع و تشير التنبؤات الحالية بالأحوال الجوية توافر ظروف جوية مثلى في منطقة الغرب الأوسط في الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة مما يؤدي إلى رفع توقعات إنتاج هذين المحصولين. وإذا لم نرَ صقيعا أو غيره من الآثار الجوية المعاكسة، فيمكننا أن نصل إلى مستويات المحصول القياسية التي حققتها الذرة منذ سنتين بواقع 13.04 مليار بوشل. أما القمح تسليم شهر كانون الأول (ديسمبر) فقد واصل انزلاقه حتى وصل إلى أدنى مستوى له منذ عامين ونصف بسبب انخفاض الطلب وارتفاع المخزونات العالمية. ويظهر القمح الحصيد حاليا توليفة مثالية من ارتفاع المحصول وارتفاع البروتين مما لا يدع مجالا كبيرا للأسعار كي تتجه صعودا. من منظور تقني، نجد أن السوق قريبة من دخولها في منطقة البيع المفرط، وبالتالي يجب عليكم ترقب أي ارتداد سريع.
توقف الارتفاع الحاد في سعر السكر فجأة يوم الجمعة الماضي مع انخفاض السكر تسليم شهر تشرين الأول (أكتوبر) كأشد ما يكون منذ ستة أشهر على خلفية التكهنات بأن الهند - وهي أكبر مستهلك في العالم - ربما تخفض من وارداتها. ويأتي هذا في أعقاب بلوغ الأسعار أعلى مستوى لها منذ 28 عاما على خلفية المخاوف من أن إنتاج الهند والبرازيل سوف ينخفض كثيرا دون التوقعات بسبب سوء الأحوال الجوية.