جامعة الملك عبد الله .. مركز إشعاع علمي وحضاري وإثراء للتعليم الأكاديمي

جامعة الملك عبد الله .. مركز إشعاع علمي وحضاري وإثراء للتعليم الأكاديمي

اتفق عدد من المسؤولين في جامعة الملك فيصل، أن جامعة الملك عبدالله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية ستكون مركز إشعاع علمي وحضاري وبحثي متقدم، وستكون إحدى أهم الجامعات في العالم، بما تملكه من رصيد كبير من الأساتذة والباحثين والبنية التحتية والإمكانات.
وأوضح مسؤولو جامعة الملك فيصل في حديث لـ «الاقتصادية» أن ارتباط جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية القوي مع أهم جامعات العالم سيؤدي إلى إثراء تجاربها العلمية والبحثية، كما أن تواصل الجامعة مع مؤسسات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والتنموية سيؤدي إلى نقلة حضارية جديدة في علاقة الجامعات مع مؤسسات المجتمع، وسيخلق فرصة للمنافسة بين جامعات المملكة.
يقول الدكتور يوسف بن محمد الجندان مدير جامعة الملك فيصل، إن القيادة الحكيمة تثبت في كل يوم أكثر فأكثر أنها تضع التعليم نصب عينها وفي مقدمة اهتمامها من أجل إعداد كوادر أكثر تخصصا وأكثر تحقيقا لحاجة التنمية المستدامة وأكثر تعبيرا عن النهضة الشاملة التي تعيشها هذه البلاد في مختلف المجالات وفي شتى الحقول،ويحقق التعليم العالي مركزا متقدما ضمن القطاعات الأهم في مسيرة هذه النهضة،وما افتتاح جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز برعاية خادم الحرمين الشريفين إلا دليل أكيد على ذلك.
وبين الجندان إن جامعة الملك عبدالله ستكون جامعة نموذجية عالمية رائدة تختص بالبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار والإبداع وستعمل على استقطاب نخبة من العلماء والباحثين المتميزين والطلبة الموهوبين والمبدعين من أجل دعم التنمية والتطوير الاقتصادي والاجتماعي، لافتاً إلى أن وجود جامعة بهذا المستوى في المملكة سيطلق المنافسة بين جامعات المملكة للوصول إلى أفضل المستويات، وهذا من الأمور الإيجابية.

تجسيد للتعليم الذكي

وفي السياق ذاته قال الدكتور عبد الله بن محمد الربيش وكيل جامعة الملك فيصل، إن افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية يأتي ضمن الاهتمام الكبير الذي تقدمه الدولة للتعليم العالي وخاصة بالنسبة لما يعرف بالتعليم الذكي الذي يستقطب الطلبة الموهوبين والمبدعين، والذين يؤمل أن يساهموا في دعم التنمية والتطوير في بلادنا.
وأشار الربيش إلى التخصصات الفريدة التي تضمها الجامعة الجديدة، مشيرا إلى أن البلاد في أمس الحاجة لهذه التخصصات الحيوية من أجل تخريج كوادر وطنية تستطيع شغل الوظائف التي تتناسب وهذه التخصصات، مضيفا أن الجامعة التي بلغت تكاليف إنشائها عشرة مليارات ريال وتقع في موقع متميز في مدينة جدة تعتبر من أبرز الجامعات على مستوى العالم، وستكون مصدر أشعاع علمي وتقني على مستوى المملكة ومنطقة الشرق الأوسط.

محاكاة التقدم الاقتصادي

من جانبه قال الدكتور سعيد آل عمر وكيل جامعة الملك فيصل لكليات البنات، إن جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز بما تحويه من كليات علمية وتقنية بمستوى عال فهي تحاكي التقدم الكبير الذي وصلته المملكة في جميع القطاعات، كما تحاكي التقدم الاقتصادي والصناعي المستقبلي لهذه البلاد، حيث تركز تخصصات الجامعة على تخريج كوادر مؤهلة في حقول جديدة تحتاجها قطاعات الاقتصاد الوطني الحيوية، كما ستقوم مراكز الأبحاث التابعة للجامعة بإجراء بحوث متقدمة في مجال التقنية الحيوية الصناعية مثل المعالجة الحيوية الميكروبية والمعالجة الحيوية للمواد البتروكيماوية، وفي مجال التقنية الحيوية الزراعية يتم إجراء بحوث في موضوعات مثل الزراعة المستدامة للأحياء والنباتات المائية، وفي علم وهندسة المواد يتم إجراء بحوث في مجال البوليمرات والأغشية ومواد تقنية النانو بما في ذلك المواد المعالجة حيويا والمستخدمة في هذه التقنية، إضافة إلى بحوث في مختلف المجالات الحيوية.
ويرى الدكتور آل عمر أن جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز هي مفهوم متقدم للجامعة المرتبطة بقطاعات المجتمع المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.

صنع اقتصاد المعرفة

وعلى الصعيد ذاته يقول الدكتور محمد عبد الرحمن العمير وكيل جامعة الملك فيصل للبحث العلمي، إن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ستسهم في تفعيل النهضة التعليمية التي تشهدها بلادنا وتعزز مكانة التعليم العالي ودوره في إعداد الكوادر البشرية الملتزمة بالمبادئ الإسلامية الرفيعة والمحافظة على القيم الفاضلة والمواكبة لأحدث مستجدات العصر والواعية لدورها الحيوي في نهضة الوطن والمساهمة في مسيرة التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
وقال: «إن من خلال النظرة الفاحصة إلى تخصصات الجامعة نجدها ذات ارتباط بمقتضيات مسيرة التنمية وهو ما يرشح هذه الجامعة إلى المشاركة الجادة في صنع اقتصاد المعرفة وإنتاج المعارف التي تساعد المجتمع على الرقي والتقدم». وأضاف قائلا: «لا شك أن الجامعة ستسهم في ملاحقة عالم جديد سريع التطور والتقدم ومتنام في إنتاج المعارف في مختلف مجالات الحياة».

جامعة بحثية من الطراز الأول
فيما أوضح الدكتور أحمد الشعيبي وكيل جامعة الملك فيصل للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع، أن وضع حجر الأساس لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية يأتي تجسيداً لحلم خادم الحرمين الشريفين منذ مدة طويلة بأن يتم إنشاء جامعة بحثية من الطراز الأول، وهذا يدل على ما حظيت به هذه البلاد المباركة من حرص ولاة الأمر على كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن, ولكون التعليم والبحث دعامتين أساسيتين في التقدم الحضاري للأمم فإن هذا المشروع يأتي في مرحلة أثبتت فيها المملكة أنها على استعداد لانطلاقات جديدة لبلورة معنى البحث الهادف والمجدي بعد أن تم ولله الحمد إقامة رعيل من الجامعات لترسية مفاهيم البحث العلمي في بيئتنا والعمل على إعداد الكوادر المؤهلة بحثياً والتي تم تكاملها بتوفير بنية تحتية بحثية من خلال إنشاء مثل هذا المشروع الهادف.
وأضاف أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تؤكد مدى اهتمام قائد المسيرة ـ يحفظه الله ـ بمسيرة التعليم والبحث العلمي في بلدنا الغالي وهو النهج الذي ينطلق من أهمية الاستثمار في الإنسان باعتباره أغلى الثروات وأبقاها ومحور التنمية وركيزتها الأولى، لذا فإن الجامعة الوليدة ستسهم في تطوير البحث العلمي باعتبارها جامعة بحثية بالأساس وستساعد في نقله إلى واقع التقدم بكل آفاقه وأبعاده.

تطوير التعليم والارتقاء به

وقال الدكتور أحمد الكويتي مشرف عام العلاقات العامة والإعلام في جامعة الملك فيصل، إن الاهتمام الشخصي والمتابعة من قبل خادم الحرمين الشريفين بكل ما يتصل بقضايا تطوير التعليم والارتقاء به، سيشهد سباقا عالميا على التسلح بالعلم وإنشاء مراكز بحثية عالمية من أجل تنويع مصادر الدخل الوطني وإيجاد بدائل وحلول للتحديات والمشاكل الوطنية والدولية، وذلك لما للعلم من دور حيوي ومهم، حيث يعتبر أساسا للتقدم والتطور في جميع المجالات التكنولوجية والاقتصادية والصناعية والتنموية.
وزاد: «كلما كانت الدولة متقدمة صناعيا أثر ذلك في جميع مجالاتها الحياتية، لذا نجد أكثر دول العالم تقدما وتطورا ورقيا هي أكثر الدول إنفاقا على التعليم وأعظمها حرصا على تطوير البحث العلمي، وتطوير مناهجها التعليمية والعناية الفائقة بالبنية الأساسية للعملية التعليمية».وتابع قائلا: «إيمانا منا بواجبنا تجاه شعبنا كان تركيزنا على العلم وتأهيله بما يلزم لحل مشاكله الاقتصادية وإيجاد فرص جديدة لضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة،فالجامعة ستضم مراكز بحثية في جميع العلوم، ومنها مراكز للبحوث تختص بالدراسات الإسلامية». وبين الكويتي أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ستسهم أيضا بدورها في الارتقاء بالبحث العلمي وإيجاد حلول للتحديات التي تواجهها المملكة والمنطقة، وتوفير بيئة علمية متميزة للمبدعين والموهوبين في المجالات التقنية ذات الأبعاد الاستراتيجية الوطنية، وأن تهيئ الموهوبين من أبناء المملكة والعالم للقيام بالأبحاث العلمية التي تقود للابتكارات والاختراعات. ويرى الكويتي أن جامعة الملك عبدالله ستسهم في دفع المملكة للتحول لاقتصاد المعرفة وإنشاء صناعات قائمة عليها، مشيرا إلى أن من أهم استراتيجيات هذه الجامعة العمل على توفير البيئة المحفزة والجاذبة لاستقطاب العلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة والعالم، وتبني ورعاية الطلبة المبدعين والموهوبين في مجالات الصناعات القائمة على المعرفة.وفيما يتعلق بدور الجامعة في دفع عجلة التنمية المستدامة في المملكة, قال الكويتي: «إن هذا الأمر من أهم أهداف الجامعة التي تأمل أن تعمل بحوثها العلمية على تعزيز وتفعيل خطط التنمية في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، حيث تتميز الجامعة بارتباطها بالقطاع الصناعي للعمل معا على البرامج التي من شأنها أن تدعم الصناعات الوطنية والقطاع الأهلي، إضافة إلى دعم وإنشاء صناعات جديدة تقوم على المعرفة وتحويل الأفكار المبتكرة والاختراعات إلى مشاريع اقتصادية يستفيد منها الوطن والمواطن».

صرح علمي عملاق

وهنا عبر الدكتور سميح الألمعي عميد كلية الطب في جامعة الملك فيصل، عن سعادته بافتتاح ما أسماه «الصرح العملاق» وأكد أن الجامعة ستكون بموقعها المتميز وبالنخبة التي استقطبت إليها من العلماء والباحثين المتميزين منارة للعلوم والبحوث العلمية والعملية التنفيذية ذات الفائدة الكبيرة على المجتمع, كما ستكون مركز إشعاع تستفيد منه مختلف قطاعات المجتمع الاجتماعية والتنموية من خلال التواصل المستمر مع هذه القطاعات وعبر إجراء البحوث العلمية لصالحها. وأشار الدكتور الألمعي إلى أن إنشاء هذه الجامعة بمستواها العالمي يدل على اهتمام الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بتطوير التعليم العالي وجعل الجامعات في مستوى أكثر فاعلية في خدمة المجتمع.

منارة للإشعاع العلمي

أكد الدكتور عبد العزيز الملحم عميد كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ستكون منارة للإشعاع العلمي والحضاري وواحة للعلوم والمعرفة، مشيرا إلى أن إمكاناتها المتميزة ومواكبتها للمعايير العلمية الحديثة تؤهلها لكي تماثل أرقى الجامعات في العالم،وتمثل الجامعة نقلة نوعية في أسلوب التعليم الجامعي، مبينا بأنها تنفرد عن باقي الجامعات السعودية بكونها جامعة متخصصة في الأبحاث والدراسات العليا.
وأوضح أن أهمية الجامعة الوليدة تنطلق من أهمية الآفاق الجديدة التي أتاحتها المنجزات التقنية السريعة والمتلاحقة،والتي أثبتت أهمية البحث العلمي وأنه مفتاح التقدم العلمي والتقني والعامل الأهم في إنتاج المعرفة وتطويرها،مشيرا إلى أن التقدم التقني والتدفق المعرفي هو نتيجة حقيقية ومحصلة طبيعية للأبحاث التي تقوم بها الجامعات ومراكز البحث العلمي.وقال الملحم إن الجامعة ستركز على الدور البحثي وستحفز الباحثين على فهم التكنولوجيات الجديدة وستربط البحث العلمي بمقتضيات تنموية وستضم أساتذة من أصحاب الرؤية البحثية الواضحة والنتاج البحثي المتميز، مبينا أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على استعداد للتعاون الوثيق مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في كل المجالات التي يتطلبها هذا التعاون.

تلبي متطلبات المجتمع البحثية

وذكر الدكتور حاتم قطب عميد كلية العلوم التطبيقية الطبية في جامعة الملك فيصل، أن تطلع خادم الحرمين لأن تكون الجامعة من المشاريع الرائدة لمستقبل المملكة، ومن أفضل المراكز العالمية المتميزة في البحوث العلمية والابتكار والإبداع واحتضان الموهوبين من أبناء المملكة ودول المنطقة والعالم،من شأنه أن يجعل من هذه الجامعة عنوانا للمرحلة القادمة التي تركز على العلوم والتقنية باعتبارهما مفاتيح التطور والتقدم ,ونقلة نوعية لمسيرة التقدم.
وبين قطب أن وضع أساس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية يأتي كذلك في سياق متصل مع اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتأصيل دور البحث العلمي في مختلف مجالات الحياة وخاصة فيما يتعلق بتفعيل خطط التنمية في المجالات كافة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وأشار قطب إلى أن الجامعة ستواكب آمال المجتمع ومتطلباته البحثية بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة وتسريع مسيرة التحديث وإعداد جيل من العلماء والباحثين المتميزين، كما ستنتج مجموعة من العقول المبدعة القادرة على إنتاج المعرفة ودعم الاقتصاد السعودي وستبني شبكة اتصالات قوية مع الجامعات ومراكز البحث العلمي المتطورة لمواكبة التطورات المتلاحقة في حقل البحث العلمي وتوفير قدرات علمية متطورة لمواجهة التحديات التنموية.

معايير عالمية
وهنأ الدكتور عبد الرحمن حريري عميد كلية الهندسة في جامعة الملك فيصل، هذه المبادرة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين ورجال العلم في المملكة والعالم الإسلامي على الخطوة المباركة بتأسيس الجامعة التي ستكون بإذن الله منارة للعلم والبحث والتقدم.
وقال» نعيش اليوم تنافسا حقيقياً بين الدول المتقدمة التي تعتمد على قوة رصيدها في العلوم والتقنية الناتجة عن إنجازات الجامعات ومراكز البحث المتخصصة، وتتنافس الجامعات حاليا للحصول على الطلاب المتفوقين والأساتذة المتميزين للقيام بالأبحاث الممولة من الشركات والهيئات الصناعية والحكومية».
وأضاف قائلا: «لقد أثبتت الجامعات البحثية على مر السنين بأنها ضرورية لتقدم الأمم ورقيها ورفعة شأنها عن طريق ربط التعليم بالبحث في العديد من المجالات الهندسية والطبية والعلوم الطبيعية والحيوية».
وأشار حريري إلى أن الجامعة ستضيف بيئة جديدة للبحث العلمي والتعاون العالمي في مجالات تهم المملكة وخاصة في الطاقة والبيئة والعلوم والهندسة الحيوية وهندسة المواد وتقنية المعلومات.
وبين حريري أن المعدل المخطط لطلاب الدراسات العليا بالنسبة لهيئة التدريس 1:3 وهو يتفوق على المعدلات العالمية لأفضل الجامعات البحثية،إذ إن القائمين على الجامعة يشددون على إنشاء الجامعة على نواحي التميز والشراكة مع القطاعات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ويرى عميد كلية الهندسة في جامعة الملك فيصل أن إنشاء جامعة الملك عبد الله سيزيد من الزخم والحماس لإنجاح الخطة المستقبلية للتعليم العالي في المملكة وفي تخريج كوادر علمية شابة تسهم في عملية التنمية والنقلة النوعية إلى جانب الإنجازات العملية والابتكارات الصناعية.

الأكثر قراءة