د. السلطان: جامعة الملك عبد الله أيقونة علمية فريدة يهديها الملك للبشرية جمعاء
أكد الدكتور خالد بن صالح السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن الجامعات السعودية وأساتذتها وطلابها وباحثيها يشعرون بالفخر والاعتزاز ويتلمسون الآمال الكبيرة مثل ما يتلمسها أبناء شعب المملكة كافة من إزاحة الستار عن أكبر صروحنا العلمية وأحد أهم صروح المستقبل المشرق، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية»والتي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ أيده الله ـ حجر أساسها قبل أقل من عامين، ودعا رعاه الله أن تكون منارة من منارات المعرفة، وجسراً للتواصل بين الحضارات والشعوب، وداراً للحكمة، ومنتدى للعلماء، وشعاعاً يضيء بالعلم دروب الأجيال الصاعدة.
وقال السلطان: «إننا نتطلع بسعادة بالغة إلى مناسبة افتتاح خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لجامعة الملك عبد الله في ثول على الساحل الغربي من بلادنا، ذلك الافتتاح الكبير الذي لابد أن يأتي مبهراً ليليق بالرؤية الفذة لقائدنا وبالاحتفاء العالمي بإنجازه التاريخي المتمثل في إهدائه أيقونة علمية فريدة الطراز لبلاده وللبشرية جمعاء، كما أنه سوف يؤرخ - بمشيئة الله - لليوم الذي سوف يتعزز فيه وجود المملكة كياناً علمياً بأرفع مستوى على الخريطة العالمية للتعليم والبحث العلمي».
وأضاف قائلا: «إنه بافتتاح جامعة الملك عبد الله سيضعنا خادم الحرمين الشريفين بعد ما أنجز - وفقه الله - ما وعد به في فترة وجيزة بل قياسية إذا ما رأى الإنسان حجم العمل الذي تحقق لهذه الجامعة، يضعنا نحن معشر العلماء والباحثين حول هذا العالم الفسيح أمام تحدي النهوض برؤيته السامية، لتحقيق الأهداف من وراء إنشاء هذه الجامعة»
وزاد: «إننا نشعر بالفخر لانتمائنا إلى بلاد تماهت إنسانية مليكها لتنسج واحة عالمية للعلم والعلماء يندر مثيلها في هذا العصر الذي يلج بالجامعات ومعاهد البحث العلمي ، شعوراً لا ينازعه ألا عظم التحدي المتمثل في القدرة على تحقيق رؤيته ـ يحفظه الله».
وأشار السلطان إلى أن هذه الجامعة أنشئت لتلبي احتياجات استراتيجية ليست للمملكة فحسب بل لجميع دول العالم، ولقد تفانى العاملون على إقامتها في سبيل تجهيزها بأرقى الإمكانات البشرية والتجهيزية كي تصبح قادرة على البدء في تنفيذ مهامها من اليوم الأول لافتتاحها ، بل لم تنتظر الطواقم الفنية والإدارية في الجامعة قبل أن تطلق أنشطتها العلمية والبحثية ، فنجحت الجامعة في عقد اتفاقات شراكة بحثية مع جامعات مرموقة في مجالات علمية وهندسية متخصصة، وباشرت مع شركائها البحثيين في العمل الجاد لتنفيذ هذه الاتفاقيات.
كما أن اعتماد مبدأ الشراكة البحثية مع الجامعات والمعاهد المتخصصة يأتي منسجماً مع توجهها، حيث أبدت جامعة الملك عبد الله حرصاً واضحاً في بحثها عن التخصص الدقيق لدى تلك الجامعات ومقدار النجاح الذي حققته في مسيرتها العلمية والبحثية.
واعتمدت الجامعة أيضا على مبدأ المنافسة العلمية بين الجامعات قبل عقد شراكات معها، وفي هذا الإطار فازت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ضمن منافسة عالمية بمنحة الشراكة العالمية للأبحاث في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتأسيس مركز قيد التطوير للأبحاث المتقدمة في البتروكيماويات والبوليمرات، كما وقعت الجامعيتان من جهة أخرى مذكرة تفاهم لشراكة الأبحاث في مجالات الطاقة وهندسة البترول والأبحاث البحرية والهندسة البيئية وعلوم المواد والحفز الكيميائي وعلوم الأرض وتقنية النانو، وتهدف الاتفاقية التي بدأ العمل فعلياً في تنفيذ بنودها إلى قيام بحوث متميزة في هذه المجالات الحيوية ، وذلك انطلاقاً من تناغم الجامعتين في الأهداف المتمثلة في إثراء حركة البحث العلمي في المملكة.
ولفت الدكتور السلطان إلى أن الأهداف العامة لجامعة الملك عبد الله تتهيأ للتركيز على تخصصات العلوم والتقنية بالتحديد، حيث إنها جامعة بحثية تركز على جانب الأبحاث وليس التدريس فقط، فهي تقدم نفسها وبمستوى علمي وإمكانات هائلة تضاهي جامعات عالمية كبرى من خلال النموذج التطبيقي في البحث العلمي، كما تركز على التقنيات القابلة للتطبيق وخاصة محلياً في المملكة.
وأفاد الدكتور السلطان أن القائمين على الجامعة قاموا بزيارات متعددة للجامعات المميزة في العالم، وتأكدوا عملياً أن جميع الدروس المستفادة والمستقاة من خبرات هذه الجامعات ستنعكس على جامعة الملك عبد الله، وعلى ذلك أنشؤوا مجلساً استشاريا دولياً حظيت بشرف العضوية فيه، ويضم قيادات متميزة تجعل رؤية هذه الجامعات موجودة في جامعة الملك عبدالله، وتكون مركزة على مجالات معينة تعطيها الفرصة في سرعة التميز.
وقال: «إن السعودية وبدخول هذه الجامعة الفتية التي تضيف نموذجاً متميزاً للجامعات السعودية إلى ميدان العمل التعليمي والبحثي مقبلة على مزيد من التميز والنجاح في هذا العهد الزاهر الذي تعيش فيه مؤسساتنا للتعليم العالي والبحث العلمي في خضم نهضة فائقة يشهد لها العالم».
وأشاد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالدعم العملي اللامحدود الذي تقدمه الحكومة الرشيدة ممثلة في وزارة التعليم العالي للجامعات في كل مناشطها، وما يحظى به العلم وأهله من عناية ورعاية كريمة من ولاة الأمر ـ يحفظهم الله ـ يوفر كل ما من شأنه تحقيق وثبات نوعية نحو تحقيق نتائج ذات مردود استراتيجي تنعم البلاد بجني ثمارها.
وقال: «إننا نحمد الله العلي القدير أن هيأ لبلادنا هذه القيادة الحكيمة، وندعوه - عز وجل - أن يجعل ما تقدمه لمواطن هذه البلاد وللإنسان في كل مكان في ميزان حسناتها».
وتابع قائلا: «هنيئاً لك يا خادم الحرمين الشريفين ما حققته لبلادك على كل صعيد، وهنيئاً لمواطنيك ما رسمته لهم من مستقبل زاهر، وهنيئاً للإنسانية هدية جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي تقدمها في هذا العيد السعيد الذي ندعو الله - سبحانه وتعالى - أن يعيده عليك وعلى ولي عهدك الأمين والنائب الثاني وأنتم تنعمون بالصحة والعافية وتلمسون ما تحقق لهذه البلاد من رفعة ورقي».